Emarat Alyoum

تبغ المدواخ.. «مسرطن» بنكهة الفلفل

التاريخ:: 24 فبراير 2008
المصدر: مجدي الكساب -أبوظبي

أفاد مواطنون ومقيمون في أبوظبي، بأن محال مستلزمات التدخين تتداول تبغ «المدواخ» مخلوطا بنكهات من مواد مختلفة، مثل الفلفل والكركديه، معربين عن مخاوفهم من الآثار الصحية الضارة التي قد تترتب على ذلك.

وقالوا إن هذه المحال تخلط تبغ «المدواخ» بمواد غير معروفة، في ظل غياب الدور الرقابي للأجهزة المعنية، ما ساعد على انتشار هذه الظاهرة بين الشباب، خصوصا المواطنين. وأكد باعة تحدثوا الى «الإمارات اليوم» خلطهم أنواعا من تبغ «المدواخ» بمنكهات، لكنهم اعتبروا أن المدخن لا يفكر بالأضرار الصحية، «وإلا لما دخن أصلا».

ومن جانبه، حذر مدير «مؤسسة الجزيرة للرياضة والصحة»، الدكتور حمد الغفلي، من أن تبغ «المدواخ» يتسبب في السرطان، وفقدان حاسة التذوق في المستقبل، «لأن نسبة النيكوتين الموجودة فيه أعلى من أنواع التبغ الأخرى».

وتفصيــلاً، قال المواطــن أحمد الطنيجي إن الرقابة على المحال التي تبيع السجائر غائبة، موضحا أن مادة تبغ «المدواخ» التي تجهز محليا تخلط بمواد مضافة، تحفظ في عبوات بلاستيكية لدى المحال، وتعرض للبيع كما تعرض أي سلعة أخرى، مع فارق وحيد، هو أن السلع الأخرى تجد من يراقبها، ويتفقد وسائل تخزينها، أو ما يضاف إليها من مواد أو منكهات، في حين لا يجد التبغ مثل ذلك الاهتمام.

أما عسكر بريكي، وهو مدخن، فقال ان هناك ثلاثة أنواع من النكهات، وإن معظم الشباب المدخنين يفضلون النكهة، مضيفا أنه لا يشعر بالحاجة الى إشعال «مدواخه» سوى مرة واحدة كل ثلاث ساعات. وعلى الرغم من أن سالم الكثيري، مواطن آخر،

لا يتردد في وصف «المدواخ» بالآفة، فقد اعتبر أن تداوله دون مواصفات لتقليل خام التبغ يمثل أمرا خطيرا، داعيا الى شموله بالمقاييس المتعارف عليها. وفي المقابل، أنحى عبيد الزعابي باللائمة على مدخني التبغ الشباب، مستغربا عدم إدراكهم لمخاطره الصحية. وقال ان المشكلة ليست في المنكهات، وإنما في التدخين ذاته، محملا الشباب الذين يتنافسون في اقتناء أنواع مختلفة من «المدواخ»، المسؤولية عما يتعرضون له من أضرار؛

«لأن المنافسة دفعت بالتجار إلى تداول أشكال متنوعة من «المدواخ» لجذب المزيد منهم». أما بشار زقطان، اعتبر إيجاد قوانين وتشريعات تعزز الرقابة على محال بيع التبغ غاية في الأهمية. وقال ان عشوائية وفوضى تداول تبغ «المدواخ» لا يمكن ضبطها إلا من خلال قوانين تلزم منتجيها بمواصفات تصنيع السجائر.

وكشف الغفلي، وجود 4000 مركب سام في الدخان المنبعث من السيجارة، منها 75 مركبا تسبب مرض السرطان. وأكد أن تبغ «المدواخ» مركز بدرجة عالية، مضيفا أن تبغ «المدواخ» غير منقى، ما يجعل درجة تركيزه عالية مقارنة مع أنواع التبغ الاخرى.

واوضح انه يخلــط بمركبــات شــائبة ومواد مضرة بصحــة المدخــن، لافتــا الى أن المـــواد المخلوطة مع تبغ «المدواخ» تعطي نكهـــة في الفم، وخطــورتها فقدان المدمن عليها حاسة الذوق في المستقبل. وأكد أخصائي الأمراض في الطب الوقائي، الدكتور أحمد عبدالله، أن مدخن «المدواخ» لا يستسيغ تبغ السجائر والشيشة حال تدخينه إياهما؛ لأن فاعلية الجرعة الواحدة فيهما وتأثيرهما أقل من جرعة «المدواخ».

وقال ان المواد المضافة الى خام تبغ «المدواخ» من قبل التجار ينتج عنها تبغ بارد وحار ومتوسط الحرارة.

كركديه

أفاد بائع مستلزمات التدخين، بهجت موسى، بأن فئة الشباب التي تتراوح أعـمارهم بــين 18 و25 عاما أكثر إقبالا على شراء «المدواخ».

وقال ان هــذا الــنوع يخــلط بمــــادة غرســلين الطبيــة، وإن زنة العبوة الواحـــدة 75 غرامـــا، وفــتحة «المدواخ» تتــسع لنحــو خمــسة غرامات في المرة الواحــدة.

أما نواز أحمد، وهو بائع آخر، فأوضح أن جميع تجار «المدواخ» يخلطون التبغ بمادتي الكركديه والفلفل الحار.

ضوابط

أكد عضو المجلس الوطني الاتحادي، راشد الكندي المرر، متابعة موضوع «المدواخ» مع وزارة الصحة بعد توجيه سؤال الى وزيرها بهذا الشأن، قبل بضعة أسابيع، متهما بعض التجار بالترويج لتبغ «المدواخ» بعد خلطه بمواد مضرة بالصحة.

وقال المرر لـ«الإمارات اليوم»: سأدفع باتجاه ايجاد ضوابط تحد من هذه الظاهرة غير المستحبة لحماية شبابنا من هذه الآفة، معتبرا التوعية الصحية حول ذلك غائبة