Emarat Alyoum

إيلي صعب.. صباح مــــــــاسي في باريس

التاريخ:: 23 فبراير 2008
المصدر: ندى الزرعوني دبي ـ باريس


لساعات الصباح الأولى ألوانها المفعمة والمزيّنة بقطرات الندى الملقاة على شكل رداء فضي مزيّن بحبات ألماسية، ولمجموعة إيلي صعب لربيع وصيف 2008 في باريس، لملابس السهرة التأثير ذاته الذي حوّل ظلام منصة العرض إلى ما يشبه أولى إشراقات الصباح بألوان باستيل لؤلؤية رسمت أشعة شمس على أجساد عارضاته اللاتي تهادين بألوان أربعة لا أكثر، زيّنتها كسرات ألماسية التأثير اختارها صعب فكرة رئيسة لمجموعته. 

ازدانت العارضات بـ54 تصميماً لصعب كان آخرها لعروسه، ورغم تركيزه على ألوان صباحية باستيلية أربعة تنوّعت بين درجات العاجي، والزهري، والأزرق والأصفر، زينت غالبيتها شذرات فضية وكريستالية لامعة، إلا أن ذلك لم يمنعه من تقديم مجموعة وافرة من الابتكارات متنوّعة القصّات التي تتناسب مع معظم القياسات وصفات الجسم المختلفة، بين تلك القصيرة والطويلة، رسمية الأناقة وتلك العفوية مرحة التأثير، وبين تلك الضيقة الطويلة والقصيرة حتى منطقة الركبة، وبين تلك المنتفخة القصيرة بتأثير طفولي، وبين المنسدلة أو متفاوتة الأطوال بعفوية وأخرى اتخذت من الوشاح فكرة أساسية.

كما التزم صعب بفساتينه ذات القصة المعتادة الضيفة ذات الأذيال المنسدلة والموارية لما تحتها من ألوان. ورغم تنوع الألوان ودرجاتها في المجموعة، إلا أن جميعها يركز على فكرة إغراقها بالتأثير اللؤلؤي والمعدني اللامع، سواء عبر طبيعة الخامات ذاتها التي تفاوتت بين الدانتيل، والدانتيل الشانتوني، والبروكار، إضافة إلى الكريب والكريب جورجيت، وريش النعام، والتول، والأورغانزا، واللوريكس، والحرير، والساتان، والشانتون، أو عبر إسدال ستار من التول، أو الدانتيل المطرّز بشذرات فضية وكريستالية أغرقت خاماته ربيعية الصباح بقطرات ندى رومانسية.

خطوط متعددة

لم يبخل صعب بتقديم قصات متنوعة لمنطقة الصدر التي تفاوتت بين المكورة على شكل رقم سبعة، وبين المستقيمة، وبين الأخرى متعددة الزوايا الأقرب إلى شكل المعين بسبب تأثير السترة الصغيرة التي شملتها بعض التصاميم، خصوصاً ذات القصات الرسمية منها، إضافة إلى الشكل القلبي للصدر،
والمائل إلى كتف واحدة، والمتغضن عن منطقة الصدر بالتفافات باريسية الأناقة وعفوية التأثير، بينما ارتمت بعض الخامات شلالات تحت منطقة الصدر، وأخرى متعاكسة الخطوط، كما تميزت قصات أخرى بعقد عفوية في جانب الصدر، بينما تداخلت خامات أخرى على الجانب الآخر، الأمر الذي قد يستصعب المشاهد القدرة على تنفيذه. 

بينما اكتفت ابتكارات أخرى بثنية مائلة لجزء واحد من الصدر، أو تأثير مخروط لقميص من الموسلين الشفاف الذي توارت تحته شذرات الترتر الفضي التي تبدو للوهلة الأولى كما لو كانت قد نقشت على جسد العارضة، لتتميز القصات بمظهرها البسيط والأنيق، لم يخفِ جودة وتعقيدات التنفيذ عالي الجودة بذخ التفاصيل. 

بينما قدّم مجموعة متنوعة من الأكمام متفاوتة الطول، بين تلك متوسطة، والأكمام النصفية، وأرباع الأكمام، إضافة إلى العلاقات، والفساتين ذات العلاقة الواحدة، والأخرى التي اختارت أن تترك الأكتاف عارية. وإضافة إلى قصات الصدر المتنوعة والتي عادة ما تجمل ابتكاراته، قدم صعب أفكاراً جديدة أيضاً من قصات الصدر التي تستفيد من تأثير زهرة التوليب، إضافة الى ابتكاره أنواعاً مختلفة من العقد التغضنات التي جملت غالبية الفساتين، بينما امتاز أحدها بتنوع العقد التي بدأت من منطقة الصدر وحتى منطقة الأفخاذ، والتي تتناسب وأجساد الفتيات النحيلات الراغبات في تأثير أكثر إثارة لمنطقة الخصر والأرداف ليتحرر الحرير الزهري المقصب بعد منطقة الأرداف بالتفافات متعددة مع فتحة واسعة لإحدى الساقين، بينما تميزت فساتين أخرى بأناقة بذخة من خلال استخدام قماش عاجي من شرائط الموسلين المتغضنة على شكل خطوط مكوّنة لشرائط متراصة رسمت أجساد العارضات بتمايل جميل معزّز لثنايا الجسد. 


كما تميزت فساتين أخرى بخامات التول المترفة المستخدمة فيها والتي تميزت برسومات وتطريزات كبيرة من أقواس وخطوط زينتها حبات متفاوتة الأحجام من الكريستال، كما تميزت خامات تول أخرى برسومات من شذرات الترتر التي ميزت معظم التصاميم، وهو العنصر الأكثر استخداماً من قِبل صعب في أكثر من مجموعة لأكثر من موسم.

وامتازت التطريزات المستخدمة في تصاميم صعب بتنوع أفكارها رغم التأثير الشعاعي لغالبيتها، حيث امتاز بعضها بالتطريزات المرسومة على شكل خطوط مستقيمة ومائلة منطلقة من مركز واحد كالخصر أو منطقة الأرداف مما يعطيها إيحاء شكل أشعة الشمس المنتشرة، بينما تميز بعضها الآخر بالخطوط المتعاكسة والمتناظرة بعضها تحت بعض، إضافة إلى تصميمات أخرى تميزت تطريزاتها برسومات وخطوط هندسية واضحة، وأخرى

عروس ربيعية 

ملأت عروس صعب منصة العرض ربيعاً، عبر فستان أبيض زيّنته حبات متعددة الأحجام من الأزهار والتطريزات من الغيبور، التي تراصت وتدافعت عند منطقة الصدر المصنوعة من خام البروكار الفضي وحتى منطقة الجذع والأرداف لتتناثر الورود والتطريزات بشكل أخف وأبسط حتى نهايات أذيال الفستان الطويلة والمنتفخة، حيث قدم فستاناً أبيضاً ناصعاً بزينة فضية كريستالية. بينما امتازت منطقة الصدر بتغضنات وتطريزات برزت وأعطت تأثيراً من وريقات وزهرات ربيعية التأثير، بينما امتازت الطرحة بشكلها المبتكر متعــدد الأذيال من التـول مع تطريـزات ميـزت المنطقة الأمــامـية من الطرحة مع تاج كريسـتالي على شـكل طوق.
 
 
 توقيع«صعب» 

يمكن اعتبار الدانتيل الفضي، والتول المزيّن بالشذرات الفضية، وسترات الدانتيل الرومانسية المغطية لجزء من الكتف والأكمام هي توقيع إيلي صعب لهذه المجموعة، التي تهادت بها العارضات بأحذيته أيضاً، بينما كانت التسريحات مرتفعة وكلاسيكية التأثير، قدمها فرانكو كورليتو وفريق عمله، بينما تركز الماكياج عند منطقة العيون قوية التأثير، بينما ترك بقية الوجه بألوان شاحبة لم تلفت النظر عن التصاميم التي قدمها غوردون إسبينيه وفريق عمله، إضافة إلى فريق عمل المصمم إيلي صعب.