Emarat Alyoum

واشنطن خائبة الأمل مما ورد في تقرير الوكالة الذرية حول إيران

التاريخ:: 22 فبراير 2008
المصدر: فيينا/ واشنطن / طهران - أ.ف.ب

أكد محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم ان الوكالة حققت "تقدما جيدا" في تحقيقها الذي استمر خمس سنوات بشان البرنامج النووي الايراني "لكن ذلك لا يزال غير كاف".

وتعليقا على هذا التقرير اعرب البيت الابيض عن "خيبة امله" من اعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بان ايران لم تزودها بعد بالمعلومات اللازمة، مؤكدا نيته مواصلة الدفع باتجاه فرض عقوبات جديدة على طهران، في حين
اعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاميركية الجمعة ان الدول الست الكبرى ستجتمع الاثنين في واشنطن للبحث في سبل جديدة ترغم ايران على التخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

من جهته اعتبر كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي  ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الايراني يشكل "نجاحا"، ما يعني في رأيه ان الملف "اغلق".

وقال جليلي خلال مؤتمر صحافي "اهنىء الشعب الايراني بهذا النجاح العائد الى صموده"، مؤكدا ان تقرير الوكالة الذرية "يشكل دليلا جديدا على شرعية موقف الجمهورية الاسلامية وعلى حقيقة التصريحات الايرانية".

واوردت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الذي نشر الجمعة ان ايران سلمتها معلومات جديدة حول برنامجها النووي المثير للجدل، لكنها "لم تقم بذلك في شكل منتظم وكامل".

واكدت خصوصا انها لا تزال في وضع لا يخولها تحديد الطبيعة الفعلية للبرنامج النووي الايراني الذي ينطوي في نظر دول عدة على اغراض عسكرية.

واعتبر جليلي ان الملف النووي الايراني "اغلق في رأينا وفي رأي الوكالة الذرية نفسها"، لافتا الى ان هذا التقرير يضع طهران "في موقف جيد جدا".

واشار الى قيام فرنسا وبريطانيا الخميس بتسليم مجلس الامن الدولي مشروع قرار جديد يلحظ تشديد العقوبات في حق ايران، وتساءل "هل يريدون الاستمرار في النهج نفسه؟"، في اشارة الى قرارين دوليين سبق ان فرضا عقوبات على طهران.
 
وتابع المسؤول الايراني "نقول لهم ان مواصلة النهج السابق ستكون عارا على من يريدون الاصرار على اخطائهم، وخصوصا في ضوء هذا التقرير الذي يظهر ان كل المسائل تمت معالجتها".

وكانت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، اي الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا اضافة الى المانيا، وافقت على انتظار صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل اتخاذ اي تدابير جديدة في حق طهران.

ولا تطالب القوى الكبرى بتعاون افضل بين ايران والوكالة فحسب، بل تشترط تعليق تخصيب اليورانيوم.

ولفت تقرير الوكالة الى تعاون طهران للرد على اسئلة عالقة حول برنامجها النووي، وذلك وفق التزام اعلنته ايران في اغسطس الفائت. لكنه تحدث عن تجاوز المهلة التي كانت حددت في ديسمبر الى منتصف فبراير.

واعلنت الوكالة انها "تلقت معلومات اضافية من ايران" حول تلك القضايا، لكنها لاحظت انه تم اعطاؤها "في شكل مجتزأ وليس في صورة منتظمة وكاملة".

ودعا المدير العام للوكالة محمد البرادعي في نص نشر مع التقرير الى "اتخاذ كل الاجراءات الضرورية" التي يطالب بها حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن "حتى نتمكن من الثقة بالطبيعة السلمية للبرنامج النووي" الايراني.

واشار جليلي الى ان "ست مسائل كانت لا تزال عالقة" في الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع الوكالة في أغسطس، لكنها "عولجت".

في المقابل، اكدت الوكالة ان ايران لم تعلق بعد انشطة تخصيب اليوارنيوم التي يمكن ان تتيح انتاج المواد اللازمة لصنع قنبلة نووية.

وكان المسؤول السابق عن الملف النووي الايراني علي لاريجاني استبق صدور تقرير الوكالة الذرية بادانة ما سماه "عناد" القوى الكبرى التي تريد تشديد العقوبات على ايران، بحسب ما نقلت عنه وكالة مهر للانباء.

وقال لاريجاني "الان وقد بات الملف النووي الايراني واضحا، لم يعد ثمة اساس للقلق على الصعيد الدولي وينبغي الغاء القرار السابق وعدم السعي الى اصدار قرار اخر".

واضاف ان "عناد القوى الكبرى يظهر ان الخلاف حول (الملف) النووي لا اساس فعليا له، انهم يبحثون فقط عن ذرائع".

من جهتها، قالت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في بيان تلقت وكالة فرانس برس في فيينا نسخة منه لمناسبة نشر التقرير ان "نظام الملالي لم يبطىء (وتيرة) برنامجه النووي بل على العكس وسعه".

وجددت المنظمة مطالبتها بالقيام "بعمليات تفتيش فورية للمواقع النووية الايرانية والاستماع الى خبراء يعملون في هذه المنشآت".