أعتقد وكلي ثقة بأني أتحدث اليوم باسم جميع أهل الامارات، إننا على المستوى الشعبي لا توجد لدينا أية مشكلة أو حساسية أو أي «سوء فهم» في التعامل مع الاخوة الإيرانيين، سواء المقيمين على أرض الدولة أو السائحين والزوار والتجار منهم، علاقتنا بهم قديمة جدا، عدد كبير منهم «انصهروا» في مجتمعنا، وشكلوا حلقة أساسية في الحلقات المركبة لتفاصيل «الفريج» فلا وجود له دون «دكان الكراشي»، و«البنجرجي»، و«الخباز»، ولا رمضان دون «فريد» ولا «فريد» دون «خبز رقاق»، نعيش معهم ويعيشون بيننا، «نتسلف» ونشتري حاجياتنا منهم، ونعتمد عليهم في توفير أساسيات كثيرة، كما يعتمدون هم علينا في تجارتهم وتعظيم أرباحهم.
عمليا لا أعتقد أن هذه الجزر الثلاث «الصغيرة» هي هدف ايراني في حد ذاتها، فهي لا تقارن بحجم مساحة ايران وجزرها الكثيرة، كما اننا في الامارات حرثنا البحر، وانشأنا جزرا تفوق في أهميتها وحجمها الجزر الثلاث، والمسألة هنا لا ترتبط بالسيادة الاميركية على المضيق، فحجم بارجة أميركية يفوق ضعف حجم مساحة الجزر مجتمعة، المسألة بالنسبة لنا ترتبط بسيادتنا على أراضينا مهما كانت مساحة هذه الأرض، وترتبط أكثر بـ«النوايا» التي لا يمكن تفسيرها هنا بـ«الحسنة» مع وجود احتلال عسكري فعلي، واضح وصريح، وأكبر بكثير من «سوء فهم»!
بالتأكيد نحن لسنا مع ضرب ايران عسكريا، لكننا نملك اعتراضا آخر على امتلاك ايران قدرات عسكرية نووية، مع وجود «شكوك» في النوايا الايرانية، هذه هي الاشكالية، وعلى طهران أن تزن علاقاتها الأخرى مع دول الخليج في ميزان الربح والخسارة ومن ثم تختار، لانريد أكثر من ذلك و«خدا حافز»!
|