Emarat Alyoum

اكتشافات أثرية تعيد تاريخ أبوظبي إلى 150 ألف عام

التاريخ:: 17 فبراير 2008
المصدر: أبوظبي ـ الإمارات اليوم

 كشف مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، عن اكتشاف آثار جديدة لحقبة زمنية موغلة في القدم في إمارة أبوظبي. جاء هذا الاكتشاف المثير من خلال مسح أجراه فريق من إدارة البيئة التاريخية، نتج عنه اكتشاف موقعين أثريين جديدين في المنطقة الغربية من الإمارة يرجعان إلى العصر الحجري القديم الأوسط. 

ومن هذين الموقعين تم جمع عدد كبير من الأدوات، منها أدوات قرصية الشكل مصنوعة من حجر الصوّان المحلي من نوع الصناعة الليفولوازية التي بدأ الإنسان القديم يمارسها منذ العصر الحجري القديم.
 
وأحد استخدامات هذه الأدوات تكسير عظام الحيوانات التي كان الإنسان القديم يصطادها ويعتمد في غذائه عليها قبل عشرات الآلاف من السنين من اهتدائه إلى الزراعة واستئناس الحيوان.

ويذكر الدكتور غانم وحيدة الذي شارك في عمليات المسح، وهو أحد الخبراء المتخصصين بعصور ما قبل التاريخ، والذي استدعته الهيئة للتعاون معها، بأن هذه الأدوات ترجع إلى العصر الحجري القديم الأوسط وقد تم تقدير عمرها حسب ما جاء من اكتشافات تمت من قبل الفريق نفسه في العام الماضي في المنطقة نفسها، بفترة زمنية طويلة تنحصر بين 35 ألفا و 150 ألف عام.
 
ومما أثار الاهتمام هذا الموسم هو العثور على فأس يدوية من الحجر تشير طريقة صناعتها إلى فترة أقدم مما كان يعتقد قد تدفع بتاريخ أبوظبي القديم إلى أكثر من 150 ألف عام.
 
ويذكر مدير قسم الآثار في إدارة البيئة التاريخية بالهيئة الدكتور وليد ياسين، والذي قام باكتشاف هذين الموقعين والتقاط عدد من أقدم الأدوات الحجرية على مستوى الدولة، بأن صناعة تلك الأدوات كان قد تم التعرف إليها في القرن التاسع عشر في منطقة ليفولوا (جمٌّفٌىَّ) قرب باريس في فرنسا،

ومنذ ذلك الحين تم اكتشاف آثار تلك الصناعة في أماكن كثيرة من أوروبا وإفريقيا وآسيا، حيث إنها تغطي حقبة طويلة من عمر البشرية ولكنها ترتبط في بلاد الشام بإنسان النياندرتال. أما مدلول هذا الاكتشاف والذي يتم التوصل إليه لأول مرة كما يذكر ياسين فهو «إضافة جديدة في عمق النشاط الإنساني على أرض أبوظبي والذي تبين بأن جذوره الأولى ترجع إلى العصر الحجري القديم الأوسط،
 
وربما إلى العصر الذي سبقه وليس إلى العصر الحجري الحديث قبل 7500 عام كما كان يعتقد، وهو يعزز كذلك الاكتشافات السابقة ويضيف إليها الكثير من المواد الأثرية التي تُمكّن المختصين من استقرائها والتعرف إلى طرق صناعتها، وبالتالي تصنيفها وتشخيص فتراتها الزمنية والتوصل إلى طرق عيش المجتمعات التي صنعتها».

ونظراً لأهمية هذا الاكتشاف فقد شاركت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في ورقة تبحث في هذا الموضوع وذلك في ندوة الدراسات العربية التي عُقدت أخيراً في المتحف البريطاني بلندن.  وستشارك الهيئة ذلك في بحث خاص بالاكتشافات الجديدة سينشر هذا العام في كتاب يبحث في العصور الحجرية في شبه الجزيرة العربية