Emarat Alyoum

اللاعب الرسالة

التاريخ:: 15 فبراير 2008
المصدر:
 اللاعب الرسالة ، وقربت الكثير من المسافات، وجعلت الفرح بالإنجاز أبعد من حدود مصر بكثير.  هذه سادس مرة يرفع فيها شباب مصر كأس إفريقيا وليست الأولى.. فلماذا طغى الفرح هذه المرة اكثر؟ ولماذا أصبح الاحتفال بالانجاز هذه المرة عربيا بنفس قدر الاحتفال مصريا؟
 
ربما لأسباب تعود الى مواصفات المنتخب المصري، الذي كان مثالا للقوة والثقة بالنفس والروح الجماعية منذ الانطلاقة الاولى بالدورة، وهو الذي أثار اعجاب واعتزاز كل الرياضيين العرب. ولكن تمرد مصر على إقليميتها وحدودها السياسية، كحالها دائما، كان هذه المرة أكثر وضوحا في إرسال رسالتها للعرب وللعالم أجمع. وقد كان ابوتريكة هو حامل تلك الرسالة،
 
عندما أصر على فرض الصبغة الإنسانية على الرياضة، رغم كل محاولات التسييس المستندة الى القرارات بحجة إبعاد الرياضة عن السياسة. عندما يتنكر العالم «المتحضر» الى هذه الدرجة للقيم، ويتسلى بمعاناة الضعفاء والمظلومين، تبحث الرسالة في كل الوسائل لتصل الى متلقيها. وقليلون أولئك الذين يقررون الإصرار على إيصال الرسالة وحمل الامانة وتبرئة الذمة تجاه ظلم الانسان للانسان، عندما تسود شريعة الشيطان ويتوارى العدل بين الناس لذرائع شتى. حصل محمد أبوتريكة على إنذار من اللجنة المنظمة، ولكنه في المقابل حصل على قلوب الملايين من العرب، وأضاف الى «هجمة» صلة الارحام في رفح،

هجمة جديدة سجل فيها الكثير من الأهداف .. واحد منها اهدى الكأس الى منتخب مصر، وذهب الباقي إلى فلسطين وبلاد العرب وكل العالم. ليرفع اطفال وشباب فلسطين بعدها لافتات الحب والفرح «فلسطين بتحبك»  و«نحن نحب مصر». ولأن مفعول الرسالة نافذ ومؤثر، فقد عمل الجانب الآخر، الذي يؤنسن الرياضة حين تخدم مصالحه ودعاواه،

ويحرم ذلك على الآخرين ، إلى إدخال كل وسائل التواصل التي يملكها في العالم، من مواقع إلكترونية وصحف وقنوات ومؤسسات، لإزالة صورة قميص أبو تريكة المتعاطف مع غزة من كل المواقع. ولكن الرسالة وصلت، وسكنت الأفئدة، وسجلت الهدف، فرفعت مصر الكأس وهتف كل العرب لمصر.   من  المجالس   adel.m.alrashed@gmail.com