Emarat Alyoum

«صراع على الرمال» يدخل مرحلته الرابعة

التاريخ:: 15 فبراير 2008
المصدر: دبي - الإمارات اليوم

 
استقبلت صحراء مدينة مراكش المغربية ما يزيد على 40 ممثلاً، و1000 فارس، و100 حصان مدرب على خوض معارك الأفلام السينمائية  الكبيرة، تم استقدام معظمها من أشهر الاسطبلات في إسبانيا، في المرحلة الرابعة من مراحل تصوير العمل الدرامي الملحمي الضخم «صراع على الرمال» الذي يقدم من خيال وأشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.


 وبدأ المخرج حاتم علي تصوير هذه المرحلة، بعد إعادة تأهيل منطقة بأكملها تمتد مئات الأمتار جنوب مدينة مراكش، فمن بعيد وحينما تطل على المكان لا بد ان تلحظ اختلافاً واضحاً فالنيران اشتعلت  وسحابة من غبار الحرب أحاطت بالمكان، حيث نصبت الخيام الضخمة التـي صنعت من قماش خاص يلائم البيئة التاريخية للأحداث وصممت الأزياء بعناية واهتمام من قبل المصمم أمين السيد لتكون لباساً لشخصيات وكومبارس العمل.
 
و تم تخصيص ورشات خياطة وتطريز وتفصيل لهذه الأزياء ضمت ما يزيد على 250 عاملاً في دمشق، كما تم تفريغ شاحنات كثيرة من الرمال التـي غطت مساحات واسعة من مكان التصوير، واستقدمت أحدث أنواع كاميرات تصوير «الديجتال» التـي يصفها  مدير تصوير وإضاءة  العمل أحمد إبراهيم الأحمد «أنها الأحدث عالمياً»، ضمن خطة تصوير المسلسل في أماكن طبيعية تحاكي القصة التـي تجمع بين قبيلتين عربيتين عاشتا مطلع القرن 19 على أطراف شبه الجزيرة العربية وقد جمعت في ما بينهما أجواء الحب والحرب، ويعتبر النجم تيم حسن والنجمة صبا مبارك القطبين الرئيسين في إثارة قصصها إضافة إلى عدد كبير من نجوم الدراما العربية.

 
خبرات عالمية
اعتمد إنتاج العمل على الخبرات الإسبانية، وخصوصاً في تنفيذ المعارك الحربية بين القبائل العربية، وقد تم إحضار أهم الخيول العالمية وأمـهر الفرسان الذين سبق وقدموا أفلاماً وتجارب عالمية كبيرة في أعمال تاريخية اشتهرت بمعاركها الكبيرة، لتظهر المعارك على أكمل وجه، وقال مصمم المعارك الاسباني ريكاردو كروز الذي صمم معارك أفلام كثيرة منها «المجالد»، و«الساموراي الأخير»: أنه فوجئ بالإمكانات الفنية العالية الموجودة في هذا العمل، مشيداً بالوقت ذاته بإنتاج العمل الذي وفر أرضية لمسلسل درامي  كبير. 


والمتابع لوجوه الممثلين والجهود التـي بذلت لمقاربة أشكالهم بالفترة التاريخية يدرك العبء الذي تحمله فريق الماكياج الإيراني الذي جرى الاتفاق معه على تقديم مقاربات تنتمي لشخصيات تلك الفترة، وقد سبق وقدم هذا الطاقم أعمالاً كبيرة مثل مسلسل «الزير سالم»، و«ربيع قرطبة»، و«صقر قريش». 


 رفع سقف المنافسة
 ويبرز المخرج حاتم علي أهمية هذا العمل في رفع سقف المنافسة العربية ودعم حضور الفنان العربي وتقدير جهوده من قبل جهة الإنتاج ، ويقول حاتم علي «خلال عملي في المسلسلات الـ10 ذات الإنتاج الضخم التـي قدمتها على مدار 10 سنوات لم أجد جهة إنتاجية تعمل بهذا السخاء الإنتاجي، الأمر الذي انعكس إيجاباً على أدائنا»، و أضاف علي «أن الفنانين وجدوا أنفسهم مطالبين بتقديم أفضل ما لديهم إزاء هذه الحالة المثالية»، مؤكدا أن العمل «يتضمن لوحات فنية على درجة عالية من حيث التقنية الأدائية والفنية وسيكون منافساً قوياً لمعظم الأعمال العربية التي تحضّر لموسم رمضان الدرامي  المقبل».

وأضاف علي: «أحداث العمل تعود إلى مطلع القرن 19 إبان الاحتلال العثماني، في مكان معروف على أطراف شبه الجزيرة العربية، والعمل يطرح قضايا مهمة عبر معالجة فكرية وفنية غنية لشخصيات درامية مكتوبة بمستوى عالٍ من التميز والجدية، وبالتالي كل ذلك يحيلنا إلى تناول مختلف في الأعمال البدوية العادية التـي قدمت في مراحل متباينة، وعما هو سائد الآن بتحديد بيئة الزمان مكانياً وزمانياً».


القصة كالأخطبوط
الكاتب هاني السعدي شبّه أحداث القصة التـي قرأها لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأنها «كالأخطبوط الذي يسعى للقبض على كل تفاصيل الحياة  والنفس الإنسانية من خير وشر ، وقال: « أدهشتني قصة العمل بحيويتها ونبضها وحركتني باتجاه صياغة سيناريو العمل وبناء الأحداث الدرامية فيه بكل إحساس بالمسؤولية تجاه نص أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه قصة ملحمية مليئة بإسقاطات واقعية».


ويعتمد العمل على خبرات عربية مهمة ومتميزة في صناعة الدراما التلفزيونية ، وقد بات تبادل الخبرات والاستعانة بأهمها مطلباً جوهرياً في الدراما الجادة فيما إذا كان الهدف هو الحصول على عمل متميز، مع ما تقدمه هذه الصناعة كل يوم من منجزات تقنية وفنية جديدة. وأضاف أن المعارك صممها وشارك في تنفيذها فريق إسباني، والماكياج من إيران، ويقدم الفنان الأردني  طارق الناصر تصوراً جديداً للموسيقى الدرامية ، فيما يبرز لون الأزياء وتصميمها براعة الفنان أمين السيد، وثمة ممثلون وفنيون من سورية والمغرب والأردن ومن الإمارات، وهنا لا بد من الإشارة إلى جهود الفنان السوري هشام  كفارنة في تحويل لغة العمل إلى اللهجة البدوية القريبة وبالتالي يعتبر العمل جامعاً لمعظم الخبرات العربية  الموجودة على الساحة وكل هذا يرسم العمل العربي الأضخم الذي ينتظره المشاهد العربي خلال رمضان المقبل.
 

 المكتب الإعلامي
 «صراع على الرمال» من إنتاج المكتب الإعلامي، وقال المرافق الإعلامي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أحمد الشيخ «إن العمل يسعى لطرح رؤية درامية وفنية جديدة قائمة على أساس فكري وسردي مختلف لما هو سائد، وبالتالي كان لا بد من التحضير له وفق أسس تعتمد على أهم التقنيات العالمية ليكون العمل متميزاً على صعيد الشكل والمضمون» وأضاف: «أنا متفائل بالجهود التـي يبذلها طاقم العمل الذي يسعى لتقديم رؤية فنية راقية تعانق القصة التـي ولدت من خيال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتم تطعيمها بأشعاره أيضاً بما ينسجم وروح الحكاية التـي لا تبتعد بإسقاطاتها الفكرية عما يحدث في مجتمعاتنا الآن»، وأكد الشيخ أن «العمل يضم خبرات عالمية وعربية على مستوى عالٍ من التميز بما يضمن لنا تحقيق أفضل النتائج، وجهة الإنتاج وفرت للعمل كل ما يحتاجه من مستلزمات ضماناً لتحقيق الأهداف التـي سعينا إليها لنكون في المقدمة».


 نجوم عرب

 يشارك في العمل الذي يقدم في 30 حلقة درامية عدد كبير من نجوم الدراما العربية منهم تيم حسن، وصبا مبارك، ومحمد مفتاح، وعبدالمنعم عمايري، ومنى واصف، وعبدالرحمن أبو القاسم، والزيناتي قدسية، ورنا أبيض، وباسل الخياط، ومهند قطيش، وقمر خلف، وطلحت حمدي، وغيرهم.