Emarat Alyoum

الإعـلام الأفـغـــاني الحــرّ تحــت ضـغــط أمــراء الحـــرب

التاريخ:: 14 فبراير 2008
المصدر: ترجمة: حسن عبده حسن

 

رغم ان الصحافيين الافغان يعيشون ويتنفسون حلم بلادهم في تحقيق مستقبل افضل، فإنهم يعيشون ايضا ماضيها العنيف. ففي هذه الدولة التي يكون فيها حكم القانون هشا في افضل الاحوال، حيث يعلو صوت العنف فوق كل شيء، فإن نقل الاخبار التي لا تريح البعض، يواجه عادة بنتائج سيئة. وفي شهر يناير من العام الماضي توفيت المذيعة زاكيا زاكي بعد اطلاق النار عليها سبع مرات في الوجه والصدر، عندما كانت نائمة مع رضيعها ذي الأشهر الثمانية.
 
ولاتزال صديقتها جميلة مجاهد تتلقى التهديد بالرسائل والمكالمات الهاتفية. وقالت مجاهد التي تدافع عن حقوق المرأة في مجلة «ملالي» النسائية، اضافة الى اذاعة «صوت نساء افغانستان» معلقة: «كانوا يهددون اطفالي، وأنا صحافية ولكني أم في آخر المطاف.. وأعتقد ان الناس يخافون من الاعلام الحر و حقوق المرأة».
 
وشعرت الحكومة بالحنق على مقتل زاكي، ووعدت بإجراء تحقيقات شاملة وتقديم قاتليها الى العدالة، ولكن ستة صحافيين قتلوا العام الماضي ولايزالون طلقاء. وتملك زاكي محطة اذاعة تدعى «اذاعة السلام»، ولطالما انتقدت امراء الحرب جهارا، الذين يتمتعون بالنفوذ في افغانستان. وتعتقد عائلة سيد برويز كامباكاش، طالب الصحافة ،الذي حكم عليه بالموت لأنه كتب مقالة عن حقوق المرأة على«الإنترنت»، انه تم استهدافه لأن شقيقه، وهو صحافي ايضا، قد انتقد الحاكم المحلي.
 
 ويتميّز امراء الحرب في افغانستان بالقوة والنفوذ، كما ان سلطة الحكومة ضعيفة جدا، لدرجة انها احيانا تضطر الى جعلهم وزراء، او اعضاء في البرلمان، او جنرالات او حكام ولايات. ويبقى ولاؤهم  للارباح التي يدرها عليهم المنصب ، سواء من الرشى او الصفقات غير المشروعة.
 
ويشكل امراء الحرب خطرا متواصلا على الصحافة الحرة. ويتعين على الصحافيين الافغان انتقاد الحكومة غير المعتادة على النقد، وإنما لاتزال سعيدة باستخدام شرطتها السرية التي تم تدريبها من قبل الاتحاد السوفييتي. 
 
 ولطالما عرف عن الحكومة و أمراء الحرب استخدامهم لورقة الدين الاسلامي لحشد الدعم من المتشددين الاسلاميين. وذكر احد الصحافيين انه تم احتجازه خارج القصر الجمهوري، بعد ان سمح له بمقابلة مضربين عن الطعام.
 
وتعرض الصحافي الافغاني حاجي حبيب رحمن ابراهيمي  الذي يكتب لوسائل الاعلام الرئيسة في افغانستان للتهديد من قبل اعضاء في البرلمان و وزارة الداخلية، وقال «كتبت عن شقيق احد البرلمانيين، وكان ضابطا في الشرطة، وتم اعتقاله بتهم سرقة الاسلحة والاختطاف والقتل، واعتقدت الشرطة اني لن اكتب عنه، كما اعتقد رئيسي في العمل اني لن اكتب عنه، ولكني صحافي اولا واخيرا».
 
 وأشار الصحافي الى انه عندما نشر الخبر استدعته وزارة الداخلية، وقالوا انهم يريدون ان يعرفوا  الجهة التي اتجسس لحسابها. وتم توقيف طاقم تلفزيوني  لدى الشرطة السرية ولم يتم اطلاق سراحهم حتى اتفق مدير التلفزيون الافغاني مع الرئيس كرزاي على عدم بث مقابلة تتحدث عن  موظفين حكوميين فاسدين. ولكن الحكومة تقول ان الصحافة الحرة تزدهر  باستمرار.
 
 واعترف  مساعد وزير الثقافة ناجي مانالي انه كان هناك بعض المشكلات وقال «الجميع يتعلمون. وقبل  ست سنوات لم يكن لدينا اي صحيفة حرة، ولكننا نملك الان 16 محطة تلقزة ، و 50 اذاعة، و500 مطبوعة متنوعة». ولكن رئيس لجنة حماية الصحافيين الافغان ضياء بوميا يقول ان الهجمات على الاعلام تزايدت بنسبة 15%  هذا العام