Emarat Alyoum

المطر من فضل الله

التاريخ:: 14 فبراير 2008
المصدر:

 

 
  المطر رحمة من الله تعالى لعباده وبلاده الذين هما صنعته سبحانه {ومن أحسن من الله صنعاً لقوم يعقلون} وهو يعلم سبحانه ما يصلح عباده فينشر رحمته عليهم عند قنوطهم رحمة بهم؛ لأنه أرحم بهم من أنفسهم، ولا يؤاخذهم بسوء أعمالهم، بل يحلم ويعفو  كما قال سبحانه: {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد} وقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقال له: قحطنا فقال: مطرتم ثم قرأ الآية.
 
والمطر في اللغة: الماء المنسكب من السماء يقال: يوم ماطر ومطير، إذا كثر المطر، ومطر المجرد غير أمطر المزيد، فهو في المجرد رحمة  وفي المزيد عذاب . قال تعالى: {وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل}، وقال تعالى: {وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين}، وقال: {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء}.
 
لذلك لم يرد في القرآن الكريم بمعنى الخير والبركة إلا بمرادفه كالغيث والرحمة.

والمطر من أجلِّ نعم الله تعالى على عباده؛ يحيي به الله تعالى البلد الميت والعباد القانطين، فلا يستغني عنه إنسان أو حيوان أو نبات حتى البحر يحتاج إليه، لذلك كان مجيئه رحمة وفقده نقمة، وله فوائد لا تحصى منها:

 1 - أنه يزيد من منسوب المياه الجوفية الصالحة للزراعة فيزداد النشاط الزراعي وتزداد المنتجات الغذائية ويرخص ثمنها ويعم الرخاء.
 2 - ينبت به العشب والمراعي الخضراء، فتأكلها المواشي وتطيب وتتكاثر فيزداد أمننا الغذائي من اللحوم والألبان ومشتقاتهما.
 3 - يغسل الغبار الذي علق بالأشجار والنخيل فتغدو ثمارها نظيفة لمّاعة رائعة وتقضي على مسببات تكاثر الجراثيم فيها من الغبار المتراكم.
 4 - تغسل المدن فتغدو المنازل والأسطح الإسفلتية نظيفة براقة لمّاعة وتريح البلديات وفرق النظافة من جهد هائل في التنظيف.
 5 - تقضي على الغبار وثاني أكسيد الكربون الذي يلوث أجواء المدن وترسبه على الأرض فتغدو السماء زرقاء صافية متلألئة.
 
 إلى غير ذلك من الفوائد الجمة التي لا تخفى، وواحدة منها كافية لأن يُشكر الله تعالى على هذه النعمة لا أن نتبرم منها بسبب الوحل أو زحمة الشوارع أو كثرة الحوادث، فكل هذه الأمور من صنعنا يمكن أن نتفاداها بشيء من الحكمة والتعقل، وتوفير الخدمات المتاحة بحمد الله مع توافر الإمكانات، أما رحمة الله تعالى إذا منعت عنا وشحت السماء بفطرها فإنها كارثة عامة، تستدعي الفزع إلى الله تعالى بصلاة الاستسقاء والابتهال إلى الله تعالى والخروج إلى المصليات: صغارا وكبارا ورجالا ونساء مسلمين وكافرين حتى الدواب، لحاجة الجميع إلى الماء المدرار الذي تصبه الأمطار، ورحمة الله تعالى بعباده لا تستثني أحداً من خلقه والتي قد تحجبها ذنوب العباد وعدم فزعهم إلى الله تعالى، كما قال سبحانه: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً}.
 
 فهذه فقط الفوائد المباشرة ولها فوائد كثيرة غير مباشرة لا يمكن إحصاؤها، وكل ذلك فضل من الله تعالى لا بفضل أحد، كما قال سبحانه ممتناً به على عباده: {أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون}.
 
  وما نلناه من الخير والرحمة من المطر هذا العام هو من فضل الله تعالى ذي الطول والإنعام رحمة بالعباد أحيا به البلاد والعباد فله الفضل والمنة والثناء الحسن.

  وكم لله من لطف خفي       يجل سناه عن فهم الذكي
 فلله الحمد والنعمة وهو حسبنا ونعم الوكيل.