Emarat Alyoum

بوتو «كانت تعرف» هواتف محاولي اغتيالها

التاريخ:: 13 فبراير 2008
المصدر: عواصم ــ وكالات

 

 

جاء في كتاب لزعيمة المعارضة الباكستانية الراحلة بي نظير بوتو، كانت انتهت من تأليفه قبل ايام معدودة من اغتيالها، أنها عرفت أسماء وأرقام الهواتف المحمولة لمن أرادوا على الارجح اغتيالها، في وقت ازدادت فيه التفجيرات التي تستهدف مرشحين للانتخابات التشريعية التي سوف تجري  في 18 من الشهر الجاري.


وتفصيلاً، كتبت بوتو في كتابها (المصالحة.. الاسلام والديمقراطية والغرب) الذي طرح في الاسواق في شتى انحاء العالم أمس ان مسؤولين باكستانيين أخطروها بوجود أربع فرق مفجرين انتحاريين أرسلهم كل من بيت الله محسود أحد زعماء طالبان وحمزة بن اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وجماعتين متشددتين أخريين لقتلها.

 وقالت بوتو التي اتهمت الرئيس الباكستاني برويز مشرف بعدم بذل ما يكفي لحمايتها او التحقيق في هذه المخاطر «في واقع الامر تلقيت من حكومة اسلامية اجنبية متعاطفة اسماء وأرقام الهواتف المحمولة لقتلة بعينهم».

 وذكرت بوتو (54 عاماً) والتي رأست الحكومة الباكستانية مرتين في كتابها انها بعثت رسالة الى مشرف قبل عودتها الى الوطن من منفى اختياري في اكتوبر الماضي كشفت فيها عن اسماء اناس في المخابرات الباكستانية قالت انهم سيكونون مسؤولين عن اغتيالها.

 
وكتبت بوتو في الصفحة 318 من كتابها الذي نشرته دار «هاربر كولينز» التابعة لمجموعة «نيوز كورب»: «قلت له انه اذا اغتالني متشددون فسيكون ذلك بسبب المتعاطفين مع المتشددين داخل نظامه والذين أشتبه في انهم يريدون ازالتي للتخلص من الخطر الذي أشكله على هيمنتهم على السلطة».

وأضافت بوتو وهي ام لثلاثة في كتابها «حين عدت لم اكن اعرف هل سأعيش أم أموت. ودعت أولادي وزوجي وأمي والعاملين معي والاصدقاء والاسرة لاني لم أكن أعرف هل سأرى وجوههم مرة ثانية ام لا؟ كنت أريد ان اطمئنهم لكني قلت لهم ايضاً (تذكروا.. الله هو الذي يهب الحياة ويأخذها. سأبقى سالمة الى ان يحين أجلي)».


وبعد المحاولة الاولى لاغتيالها كتبت بوتو «يبدو ان التستر بدأ مع اللحظات الاولى للهجوم»، وانه كان «يعني بوضوح ان يبدو وكأنه هجوم انتحاري للقاعدة».

واستطردت بوتو «في باكستان الاشياء ليست كما تبدو في معظم الاحوال. هناك دوماً دوائر داخل دوائر ونادراً ما تكون هناك خطوط مستقيمة. كان القصد من هذا ان يبدو من عمل القاعدة وطالبان وأنا لا أشك في تورطهما، لكن الحنكة التي تتسم بها الخطة تشير الى مؤامرة أوسع. عناصر من داخل المخابرات الباكستانية هي في الواقع التي خلقت طالبان في الثمانينات وبعض العناصر تعاطفت عقائدياً مع القاعدة. البعض جند او عمل لها».
 
وأصبح زوج بوتو، آصف علي زرداري، الزعيم الفعلي لحزب بوتو حزب الشعب الباكستاني بعد اغتيالها. وكتب هو وابنه وابنتاه من بوتو مقدمة الكتاب. وجاء في المقدمة «هذا الكتاب هو عن كل ما لم يفهمه قاتلوها قط.. الديمقراطية التسامح التعقل الامل وقبل كل شيء رسالة الاسلام الحقيقية، او ربما فهموا هذه الاشياء وخشوا منها ومن ثم خشوها (بوتو). لقد كانت أسوأ كابوس للمتعصبين».

 من جهة أخرى، أعلنت الشرطة اصابة تسعة اشخاص بجروح أمس في جنوب غرب باكستان اثر تفجير قنبلة استهدفت مبنى كان يعقد فيه مرشح مؤتمراً صحافياً. ولم يصب سردار اسلام بيزنجو المرشح المستقل الى الانتخابات. وأوضح قائد الشرطة المحلية حميد شكيل ان المرشح كان يتحدث الى الصحافيين في مكتبه عندما انفجرت القنبلة التي كانت مخبأة على دراجة هوائية مركونة الى جدار المبنى في خوزدار في ولاية بلوشستان. وأضاف ان الجرحى نقلوا الى المستشفى.

ومع اقتراب الانتخابات المرتقبة في 18 فبراير تكثف مسلسل الاعتداءات التي تدمي باكستان منذ اشهر وتنسب الى مسلحين قريبين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان.