Emarat Alyoum

«مركز أبوظبي لذوي الاحتياجات» يطالب بفرص عمل للمعاقين لدمجهم في المجتمـع

التاريخ:: 11 فبراير 2008
المصدر: فاتن حمودي - أبوظبي

طالبت مديرة مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، هيا عبدالله بني حماد، الجهات المعنية في الدولة بمساعدة المعاقين  الحاصلين على شهادات من  المركز في الحصول على فرص عمل، مؤكدة أن «قسم التدريب المهني والفني بورشه المتعددة يعطي الفنيين شهادة بعد عامين من العمل والتدريب»، متمنية أن «تؤهلهم  هذه الشهادة  للعمل، كي يحققوا الاندماج في المجتمع، خصوصاً أن أعمالهم  في «الأنتيك»، بدأت تعرض في القرية العالمية، إلى جانب مشاركات كثيرة في المعارض، وتصدر  إلى الدول الخارجية».
 
وأضافت لـ «الإمارات اليوم » أثناء زيارة قامت بها إلى المركز أن «دمج المعاق في المجتمع يحتاج إلى مساعدة وسائل الإعلام خصوصا التلفزيون، لكنه يصطدم أحيانا بالأهل، لأنهم لا يحبون أن تظهر صور أولادهم على الشاشة، ولذلك لابد من نشر ثقافة الإعاقة، فبعد الحملة الوطنية الأخيرة، ارتفع  عدد طلاب المركز  من 180 إلى 400 طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة». 
 
وقال مدير مشروع تطوير ورش العمل والتأهيل المهني، إبراهيم حسن المرزوقي، إن «المركز يستقبل طلابا بأعمار تبدأ من  14 حتى 20 سنة وما فوق»، مشيراً إلى أن «مهمة هذه الورش تعليم الشباب الذين التحقوا بالمعهد مهناً مختلفة وتأهيلهم بشكل صحيح، لدمجهم في المجتمع، خصوصاً بعد أن تطورت النظرة إلى  المشروع المهني، ليصبح مشروعاً مربحاً، في كثير من المجالات». وتابع قائلاً إنه «يتم إعداد مدربين جدد من (الشركة الألمانية  للتضامن التقني) للتعامل مع ذوي الإحتياجات»، منوهاً إلى أن «ورشات المهن تتوزع  إلى تخصصات مختلفة، فهناك ورشة تصنيع الشمع، وأخرى للالكترونيات الدقيقة، وثالثة للتوصيلات الكهربائية، إضافة إلى النجارة، والحدادة، والنسيج، والطباعة  والتغليف»، مشيرا إلى أن «اختيار الطلاب للمهن المناسبة يكون من خلال إخضاعهم  لاختبارات مهارات  التقييم».
 
وشرح المرزوقي كيفية عمل مجموعة من المتخلفين عقليا في ورشة الشمع، قائلاً «تعلموا سير العمل خطوة خطوة إلى أن أتقنوا صنع الشموع، وبدأوا يشعرون بمتعة ما يعملون، حيث نتعامل معهم حسب الاستعدادات والقدرة على التقاط المهارات- خصوصا اليدين- التي تنمو بالتدريب وتكرار التجربة»، متابعاً أن «مدربي الورش الفنية يتعاملون بالمحبة والهدوء، فهؤلاء مثل القماش الخام نحاول تشكيلهم وتطبيعهم، لذا فقد كان هناك تأكيد على دور الرغبات والاستعدادات الفطرية لهم، لأنهم يعانون من إعاقات مختلفة، وقصور في عقولهم أو أجسادهم، ومهمة الجانب العملي والمهني أنه ممتع». 
وتحدث عن العمل في ورشة النجارة قائلاً «يتعلمون معنى الخشب، وكيف يرتدون ثياب العمل الخاصة، لتأتي الخطوات اللاحقة في عمل أشياء كثيرة يحبونها، لذا بدأنا بصناعة اشكال هندسية مختلفة، عملت بمقاسات خاصة، تجاويف ونتوءات،  إلى أن  تشكلت معهم ألعاب «الليغو»، فشعروا بفرح شديد، وهذا الجهد يحتاج إلى شهور وسنوات حتى يتحول العمل إلى إنتاج حقيقي،  كما أشار المدربون الذين أشرفوا على تعليمهم صناعة أدوات تعليمية للأطفال والتي لونت بألوان زاهية»،  وأكد أن «توفيرمركز لبيع منتجاتهم ، من شموع، وأخشاب وأحجار شطرنج، وألعاب، وتوفير فرص عمل لهم، سوف يجعلهم يندمجون في المجتمع».
 

وعن تعليم متخلف عقليا الكهرباء، أو الالكترونيات،  قال المرزوقي «هناك سرّ غريب جدا، فهؤلاء يتعلمون، ويتعاملون مع الكهرباء والالكترونيات، ولكن  نبدأ بإعطائهم المهارات الأساسية درجة درجة، ثم يأتي دور التقييم، فيتعرفون على الكهرباء، والحرارة والبرودة، ثم يأتي تقييم واحد، فالذي يحب الصوت العالي نأخذه إلى ورش الحدادة، والذي يميل إلى الهدوء  نضمه لورشة صنع الشموع، أو نأخذه إلى الالكترونيات،  ليتعلموا  صناعة «البورد الالكتروني».