Emarat Alyoum

محمد بن راشد : التحدي تحويل الامارات لمستوى ابوظبي ودبي

التاريخ:: 09 فبراير 2008
المصدر: سامي الريامي -برلين
 
ألقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبـي، كلمـة «ارتجاليـة»، في مقر جامعـة برلـين الحرة، استعرض فيها أهم التحديات التي واجهت انطلاقة دولة الإمارات عموماً، ودبي على وجه الخصوص نحو العالمية، وأهم التحديات المستقبلية التي تواجهها، وقــال: «التحــدي المقبل هو تحويل بقية الإمارات إلى مستوى أبوظبي ودبي».
 
وقال سموه: «جئت من منطقة صحراوية كانت تضم مجموعة من قبائل البدو الذين يواجهون تحدياً يومياً مع مطلع كل شمس هو كيفية تأمين لقمة العيش، والحصول على الماء، واليوم نحن نعيش في دولة حديثة تعتبر واحدة من أسرع دول العالم نمواً وتطوراً في الاقتصاد والتنمية». جامعة برلين الحرة التي يناهز عمرها الزمني أكثر من ستة عقود كانت المحطة الختامية لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى برلين حيث كان محل ترحيب من رئيس الجامعة البروفيسور لينزي، والمستشار السابق لألمانيا رئيس جمعية الصداقة العربية ـ الألمانية، جيرهارد شرودر، ومن أعضاء هيئة التدريس في الجامعة التي منحت سموه ميدالية الشرف الذهبية تقديراً منها لجهود ومبادرات سموه في العديد من المجالات والحقول،
 
خصوصاً حقل المعرفة والعلم والأعمال الخيرية والإنسانية داخل وخارج حدود وطنه العربي والإسلامي. واستهل حفل تكريم صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي حضره أعضاء الوفد المرافق لسموه، وحشد من أساتذة الجامعات والمثقفين والفعاليات التعليمية والسياسية الألمانية بإعلان عضو رئاسة الجامعة نص الشهادة الصادرة عن مجلس الرئاسة، بخصوص منح سموه ميدالية الشرف الذهبية، والتي جاء فيها ان الجامعة تمنح سموه الميدالية تكريماً لشخصية تعمل وتشجع على بناء مجتمع معرفي في العالم العربي والإسلامي ليقوم على أساس علمي، مع الحفاظ على الموروث الثقافي والقيم والعادات الاجتماعية المحلية، وحيث لا يتناقض والأعراف والتقاليد العربية والإسلامية. ونوّهت الشهادة بالأنشطة والمبادرات المتعددة التي يقوم بها سموه،

وتثبت أن هناك إمكانية للتكامل بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة، والتنمية التعليمية والمعرفية من جهة أخرى، وهذا ما حققه سموه في مجتمع الإمارات التي أثبتت قدرتها على مواجهة التحديات من كل نوع، وبناء مجتمع تسوده المساواة والعدالة وصبغة التنوّع، دون المساس بجذور الثقافة العربية التي يحرص سموه على احترامها وحمايتها والتمسك بها . وخاطب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الحضور قائلاً: «لن أستطيع إجبار أيّ منكم أن يرتدي زينا العربي في برلين، كما أنكم لن تجبروني على لبس زيكم الألماني في دبي، وهذا بالضبط نقطة الخلاف بيننا وبين الغرب، في مسألة الديمقراطية»،
 
موضحاً: «معظم الأوربيين ينظرون إلينا كوننا شعباً لا يعرف معنى الديمقراطية، ولا نعرف معنى الأحزاب السياسية، ولا البرلمان، وأنا هنا أقول لكم نحن عندنا ديمقراطية (المجلس) فيه يلتقي الحاكم بالشعب والأعيان وأهل الحكمة، ويتم خلال اللقاء التباحث والنقاش في أمور البلاد كافة، ونتيجة هذا النقاش تصدر على شكل قرارات تنظّم شؤون البلاد، هذه هي منتهى الديمقراطية، ولكن بطريقتنا لا بطريقة الغرب».

وتحدث سموه عن تجربة مدينة دبي السياحية، التي كانت في البداية فكرة استنتجها سموه من استراحة صغيرة في وسط الصحراء زرعها وهيأ بيئة شجرية مناسبة، فكانت النتيجة أن توافدت الطيور والعصافير على هذا المكان مقدمة درساً كان البداية لتأسيس المدينة سياحياً، هذا الدرس هو توفير البيئة المناسبة والصرف عليها هو نقط الجذب للسياح والزوّار».
 
وأعطى سموه مثالاً نال استحسان وتصفيق الجميع عندما قال: «كنت أقود سيارتي بمفردي من منطقة جميرا إلى جبل علي مستخدما طريق الشاطئ، فلمحت عائلة أوروبية تمشي على شاطئ البحر باستمتاع مع أن الجو كان حاراً، سألت الأب: من أين أنتم؟ أجابني: من ألمانيا، قلت له كيف تمشي أنت وأبناؤك على الرمل الحار، قال: «ليس حاراً أنا مستمتع بذلك لقد جئت كل هذه المسافة لأستمتع بالطقس الحار». وأضاف سموه «لقد حرصنا في دبي على أن نعمل بجد متجاهلين تحذيرات كبريات شركات الاستشارات التي حذّرتنا من إنشاء (طيران الإمارات) بحجة وجود شركات ضخمة آنذاك، وصعوبة منافستها، وخسارة معظم الشركات الصغيرة،
 
والآن (طيران الإمارات) واحدة من أكبر وأنجح شركات الطيران في العالم» مضيفاً: «وتكررت الحال في جبل علي، حذرتنا الشركات الاستشارية من توسعة وتعميق الميناء لأن السفن الكبيرة ذات الـ10 آلاف شحنة لن تجازف وتأتي إلى المنطقة، فقررنا المضي في مشروع توسعة وتعميق ميناء جبل علي لاستقبال هذه السفن الضخمة، واليوم أكثر المترددين على الميناء من السفن ذات الـ10 آلاف شحنة». وأشار سموه إلى انتقاد البعض إنشاء كلية للإدارة الحكومية تُعنى بتخريج القيادات الشابة في دبي

، وقال: «قالوا لي فريق من الخرفان بقيادة أسد، أفضل من فريق أسود يقوده خروف، في إشارة الى ضرورة ابتعاث القادة للتعلم في الخارج؟ قلت لهم: هذا مثال سيئ، سأثبت لكم في دبي أن الأسد سيعلم الخرفان لتتحوّل إلى أسود». وقال سموه : «في إفريقيا يركض الأسد بسرعة شديدة ليأكل أبطأ غزال، ويركض الغزال بسرعة شديدة حتى لا يأكله أبطأ أسد، ونحن في دبي لا يهمنا أن نكون أسوداً أو غزلاناً، المهم أن نركض بسرعة شديدة نحو التطور والرقي». وأعطى سموه لمحة عن أبرز التحديات التي يواجهها مستقبلاً، باعتباره نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس وزرائها

قائلاً: «عندما توليت رئاسة مجلس الوزراء كانت الحكومة مدينة بمبلغ أربعة مليارات درهم، واليوم وبعد سنتين من العمل استطعنا تصفية الديون، واستطعنا زيادة رواتب موظفي الحكومة 70%، ونبدأ الآن في بناء 40 ألف مسكن للمواطنين».  يذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تولى منصب نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء في يناير .2006 وأضاف: «التحدي الآن أن نستطيع تحويل بقية الإمارات إلى مستوى أبوظبي ودبي، وهذا هو التحدي الصعب، لكني أعشق التحدي». مختتماً حديثه قائلاً:  «كثيرون من القادة يعدون شعوبهم، لكننا ننفذ دون وعود»