Emarat Alyoum

تربويون: «التقويم» يظلم الطلبة والمدرسين

التاريخ:: 08 فبراير 2008
المصدر: محمد فودة-دبي

 

 قال مديرو مدارس إن استمرار نظام التقويم الذي وضعته وزارة التربية والتعليم يظلم كثيرا من الطلبة، خصوصا المتفوقين في المرحلة الثانوية، وأن عيوبه انكشفت خلال امتحانات الفصل الدراسي الأول، والتفاوت كبير بين نتائج الطالب الواحد في الامتحان النهائي ونتائجه في أعمال التقويم، التي تستمر طوال العام، مؤكدين أن النظام جيد لكن المشـكلة في تطبيقه، فيما أشارت المدير السابق لإدارة التعليم العام في وزارة التربية، كنيز العبـدولي، إلى أن هناك صلاحيات كاملة في أيدي المـديرين لمراقبة أداء المعلمين في تطبيق التقويم، لذا فهم يتحملون مسؤولية الخلل.

 
توافر الرقابة

 وأكد مدير مدرسة المعارف الثانوية محمد الماسي أن المعايير موجودة وحددتها الوزارة في دليل التقويم المستمر، لكن تقدير الدرجات يختلف من مدرس لآخر، وكان من المفترض أن تتوافر رقابة على هذه المسألة حتى لا يظلم الطلبة، أو يسئ المدرسون استخدام التقويم.

 
ولفت الماسي إلى أن هناك ملاحظات غريبة في نظام التقويم مثل تطابق درجات جميع الطلبة بالفصل الواحد في درجات المشروعات أو التقارير والأبحاث وحتى الامتحانات الشفوية والتحريرية البسيطة، وكلها أدوات التقويم، مستدركا أن من المستحيل عدم وجود فروق فردية بينهم، منوها بأن تكليف ستة أو سبعة طلبة بإعداد بحث أو مشروع واحد فيه ظلم للطالب المتفوق، لأن مجموعة البحث يحصلون على الدرجة نفسها.

 
وأضاف أن الطلبة وأولياء الأمور لم يهضموا هذا النظام، الذي خلق لدى الطالب نوعا من اللامبالاة بالنسبة للامتحان النهائي، لأنه بات يمتحن كل يوم تحريريا أو شفويا، كما أن المحاباة من جانب بعض المدرسين أصبحت موجودة بسبب الضغوط التي زادت على طلبتهم، أو أن المدرس نفسه يفضل رفع الدرجات، لأن هذا يحسب له، مشيرا إلى ان دلائل ذلك تظهر عند مراجعة درجات التقويم، والتي تكون مرتفعة جدا لمعظم الطلبة، بينما تتدنى درجات نفس الطلبة في الامتحان النهائي.

 
وتابع الماسي أن النظام في حد ذاته جيد، لكن طلبتنا لم يعتادوا هذا القدر من الامتحانات وإعداد التقارير والأبحاث، لافتا إلى أن الواقع الذي يجب ألا نهرب منه هو عدم موضوعية درجات التقويم المستمر لكثير من الطلبة، ويمكن التأكد من ذلك من خلال المنتديات الطلابية على الانترنت، والتي توزع فيها التقارير والبحوث والمشروعات جاهزة، وكل ما على الطالب هو طباعتها وتقديمها للمدرس الذي لا يجد بدوره وقتا للتدقيق سواء في تلك التقارير أو حتى الامتحانات التي يعدها ويطبقها ويصححها، بالإضافة إلى قيامه بدوره الأساسي وهو التدريس.

 
التطبيق الصحي

 وأكد مدير مدرسة النهضة الخاصة عدنان عباس أن نظام التقويم المستمر المتبع في المدارس، حاليا، جيد للغاية برغم شكاوى الطلبة وأولياء الأمور منه، لافتا إلى أنه مطبق في الدول المتقدمة التي لم تعد تعتد بالامتحان النهائي، موضحا أن «المشكلة في تطبيق النظام، لأن بعض المدرسين تغلب عليهم الأهواء والمصالح الخاصة، ويضعون درجات غير واقعية للطلبة».

 
وأشار إلي أن «الوضع يختلف لو تم تنفيذ النظام بطريقة صحيحة، لافتا إلى أن الوزارة حين طبقت النظام لم تدرب المدرسين عليه، وفرضته على الصفوف الأخيرة في المرحلة الثانوية، وكان من المفترض تطبيقه على الصفوف الأولى حتى يعتاده الجميع، وهذا الوضع أفرز أخطاء فادحة، ودفع بعض المدرسين إلى إعطاء درجات جزافية للطلبة».

 
ورأى معلم الثانوي عادل وهيب وجود عدد من السلبيات أبرزها عدم مرور الطالب بخبرات وممارسة، في بنود التقويم المستمر منها المشروعات والبرامج والبحوث والتقارير، طبقاً للمعايير المدونة في استمارات التقييم من الوزارة، وعدم توحيد الرؤى بين المعلمين، ما يعكس التفاوت في تقييم الطالب بين نتائج التقويم والمستويات الحقيقية التي تعكسها امتحانات نهاية الفصل الدراسي.

 
وقال وهيب إن الوقت المتاح للطلبة ضيق في ظل انشغالهم بأعمال أخرى ضمن متطلبات بنود التقويم المستمر، وكثرة الأعباء الخاصة بكل مادة، والتزامهم بمذاكرة دروسهم، والاستعداد لامتحان نهاية الفصل المقدر له نصف درجة الفصل الدراسي، ويصب هذا في النهاية إلى ضياع فائدة نظام التقويم.

 
وأضاف أن المعوقات التي تواجه نظام التقويم هي عدم توافر الإمكانات المناسبة في المكتبات لدعم الطلبة في إنجاز بحوثهم ومشروعاتهم، وتوفر عليهم الجهد والوقت، مشيرا إلى أنه لا يمكن الاعتماد على الانترنت كمصدر موثوق به للمعلومات، كما أنه ليس جميع الطلبة يستطيعون التعامل معه.

 وبالنسبة للمدرسين يؤكد وهيب أن أغلبية المدرسين لم يهضموا هذا النظام، وليس لديهم وعي كاف بالتقرير العلمي وبنود التقييم الواردة في استمارات تقييم مشروعات وتقارير وبحوث الطلبة وملاحظة المهارات، كما أن الوضع يختلف بالتأكيد بين المدارس الحكومية والخاصة ومراكز تعليم الكبار.

 
ومن جانب الطلبة لا تتوقف شكواهم عبر منتدياتهم الالكترونية من ضيق الوقت وكثرة الأعباء والخلل في رصد الدرجات، ويقول الطالب محمد إبراهيم اننا لا نكاد نفيق تقريبا من إعداد الأبحاث والتقارير حتى ندخل امتحانا، ما يضعنا في ضغط طوال العام، وإن كان معظمنا يحصل على درجات جيدة في أعمال التقويم، ويذكر أن 60 % من الطلبة صوتوا ضد النظام الجديد للتقويم في استفتاء على أحد المنتديات بينما أيده 40% ومن جانبها توضح المدير السابق لإدارة التعليم العام كنيز العبدولي أن نظام التقويم المستمر متبع في الدول المتقدمة، وإذا كان مديرو المدارس يشكون من وجود خلل في تطبيقه فهم يتحملون المسؤولية لأنهم معنيون بمراقبة المعلمين، وتقييم أدائهم، والتأكد من التزامهم الحياد والموضوعية في رصد الدرجات ووضع الامتحانات والتكليف بالمشروعات، مؤكدة أن التجربة لا تزال في بدايتها ومن الطبيعي أن تظهر بعض السلبيات التي يتم تلافيها مع مرور الوقت.

 

أدوات الاختبار

   تطبق  أدوات نظام التقويم المستمر حسب المواد الدراسية، وهي سبع أدوات: اختبار تحريري قصير، واختبار شفوي، واختبار عملي ومشروع وبحث وتقرير علمي وواجب منزلي وملاحظات يسجلها المعلم، وتبلغ درجة التقويم المستمر 50% من إجمالي المجموع و50% للامتحان النهائي.