Emarat Alyoum

عبدالوهاب يصف الموسيقار بليغ حمدي «ديك رومي» والراقصة المعروفة تحية

التاريخ:: 08 فبراير 2008
المصدر: القاهرة-د.ب.أ

 بعيداً عن تحفظه المعروف في إطلاق الأحكام يسجل المطرب الراحل محمد عبدالوهاب في مذكراته الخاصة التي صدرت أخيراً، وبصراحة غير معتادة منه آراء حادة في موسيقيين وزعماء منهم الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر متهماً إياه «بخداع الجماهير»، ويقول عبدالوهاب في هذا الكتاب الذي سيثير ضجة في الأوساط الشعبية نظراً لمكانة هذا الموسيقار الكبير في نفوس ملايين العرب، إن «عبدالناصر كان يخطب في الجمهور وهو غير مؤمن بما يقول، وكان خليفته أنور السادات يخطب في الجماهير وهو مؤمن بما يقول، ومع ذلك  الجماهير لا تصدقه وتقول عنه إنه ممثل كذاب. سبحان الله»،
 

ولاتنحصر آراء عبدالوهاب في القضايا السياسية بل فيها الكثير من الآراء حول فنانين كأن يصف الموسيقار بليغ جمدي بأنه «ديك رومي»، وأن الراقصة المعروفة تحية كاريوكا «ظاهرة وطنية».   الكتاب الذي حمل عنوان «رحلتي.. الأوراق الخاصة جداً» حرره الكاتب المصري فاروق جويدة صدر عن دار الشروق في مصر، بعد ممانعات استمرت سنوات عدة من أسرة الموسيقار الراحل القلقة من رد فعل الناس والاوساط الثقافية والسياسية تجاه عبدالوهاب الذي يقول في مذكراته «إن الاشتراكية أفسدت الفن» مشدداً على «أن الاغلبية والجماهيرية لا تدفع فناً الى الرقي، أما الملوك والأمراء والصفوة فكانوا يتسمون بحسن الاستماع الى الفن الرفيع».

 

 ويقول جويدة في مقدمة الكتاب التي حملت عنوان «عبدالوهاب.. وصداقة 20 عاماً» انه قضى عاماً كاملاً مع الاوراق التي سلمتـها له أرملة عبدالوهاب وتزيد على 600 ورقة مختلفة الأشكال منها كراسات قديمة وقصاصات صغيرة وأوراق خاصة بفنادق مضيفاً أنه اكتشف «عبدالوهاب آخر غير الذي نعرفه» من خلال أوراقه الصريحة. ورغم قضاء هذه السنة في صحبة أوراق عبدالوهاب فإن الامر يلتبس أحيانا على القارئ  فلا يعرف المسافة بين كاتب الأوراق ومحررها إذ يسجل الكتاب تحت عنوان «هؤلاء في كلمات» ملخصاً عن رأي يفترض أنه لعبدالوهاب في شخص ما.
 
لكنه يقول عن عبدالحليم حافظ بالنص «وجه عبدالحليم جمل القبح. وعبدالحليم لا يصدق إلا حينما يغني. كان عبدالحليم ضعفاً وقوة. ولم أجد في مسلسل العندليب إلا ضعفه»، مع العلم بأن مسلسل «العندليب» عرض عام 2006 في حين رحل عبدالوهاب عام .1991 ويصف عبدالوهاب في أوراقه الملحن المصري كمال الطويل «1922 - 2003» بأنه «موهوب وعاقل»، مضيفاً أنه لم يكن تاجراً في فنه بالرغم من أنه تاجر جداً في حياته، الطويل ملحن نخبوي، ملحن صالون، أكثر مما هو ملحن شارع لكنه بلا ومضات باهرة».
 
 وكان الطويل رفيق رحلة عبدالحليم حافظ كما لحن لأم كلثوم قبل أن يلحن لها عبدالوهاب ببضع سنوات ومن ألحانه الشهيرة نشيد «والله زمان يا سلاحي» الذي كتبه صلاح جاهين وغنته أم كلثوم وظل السلام الوطني لمصر حتى استبدل به السادات نشيد «بلادي بلادي» بعد معاهدة السلام مع إسرائيل عام .1979 أما الملحن المصري بليغ حمدي «1932 - 1993» فيقول عنه عبدالوهاب «كان ملحن شارع أكثر مما هو ملحن صالون لكن له ومضات من ألماس مركبة على تركيبات من الصفيح، عنده صمم لغير ألحانه فهو لا يحس بجمال غيره ولا يريد أن يحس بهذا الجمال واذا مدحته في حضوره انتفخ كالديك الرومي وقال من غير أن يقول.. هل من مزيد.  بليغ ليس فيه خجل الفنان الكبير.. عـــندما أسمع لبليغ خاطراً جميــــلاً أشعر بأنه ليس صاحب الفضل فيــه وإنما جاءه الخاطر مــن الغيب، لقد كــان تجارياً في ألحانــه».