Emarat Alyoum

محمد بن راشد يدعو إلى شراكات تعليمية مع ألمانيا

التاريخ:: 08 فبراير 2008
المصدر: سامي الريامي-برلين

 

أعربت دولة الإمارات عن رغبتها في اقامة شراكات تعليمية مع الجمهورية الألمانية الاتحادية.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «يجب أن نطور علاقتنا بشكل أكبر مع ألمانيا لتشمل الاستفادة من التجارب التعليمية الناجحة، وإقامة شراكات في مجال التعليم»، مجدداً سموه رفض الامارات لضرب ايران.


 وعقد سموه أمس مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في مقر المستشارية بالعاصمة الألمانية برلين بعد جولة مباحثات رسمية.

 
وأوضح سموه: «لمسنا مجالات واسعة للتعاون مع ألمانيا، فبالإضافة الى امكان التعاون في مجال التعليم، وتقديم الخبرة الألمانية المعروفة في جامعات النخبة، هناك مجال واسع للتعاون في مجال الطاقة المتجددة التي رصدت له الإمارات ميزانية ضخمة»، في الوقت الذي أكدت فيه ميركل استعداد ألمانيا لتدعيم العلاقات مع الدولة وتطوير التعاون في مجال التعليم، وتقديم الخبرة الألمانية المعروفة في جامعات النخبة، اضافة الى المجال الاقتصادي والمجالات الأخرى.

 
وقالت ميركل: «تطرقنا الى كثير من الأمور خلال المباحثات، وإلى طلبيات طيران الإمارات لطائرات «ايرباص» التي تشترك ألمانيا في ملكيتها مع فرنسا وبريطانيا وايطاليا»، لافتة الى امكان دخول الشركات الألمانية للمشاركة في مشروعات الطرق والمطارات والمشروعات اللوجستية ومشروعات البنية التحتية، اضافة الى مجالات الصحة والطب».

 
وتفصيلاً، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «تباحثنا في قضايا الشرق الأوسط وايران ولبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان»، مضيفاً أنه تم خلال المباحثات عرض وجهة نظر الامارات في كل هذه المسائل.

 
وجدد سموه رفض الامارات لضرب ايران قائلاً: «ايران دولة جارة ونحن نرفض ضربها عسكرياً»، واستدرك: «لكننا لسنا مع امتلاك ايران قدرات نووية وقنبلة نووية، كما اننا متفائلين بإمكانية التوصل الى حل بين ايران ودول العالم».

 
وحول موقف الامارات من القضية الفلسطينية قال سموه: «نريد حلاً عادلاً وسلاماً في فلسطين».

 كما أعرب سموه عن أمله في أن يتم التوصل الى حل للأزمة اللبنانية ويتم حسم الخلاف على المناصب الحكومية في لبنان.

 
وردا على سؤال حول امكان تسيير رحلة مباشرة لطيران الامارات من العاصمة برلين، الذي لم توافق عليه الحكومة الألمانية الى الآن، قالت ميركل: «من الممكن أن ينتقل الاماراتيون الى برلين عبر الطيران الألماني «لوفتنهانزا»، لكننا نرحب بتسيير خط مباشر لطيران الامارات الى برلين»، مؤكدة أن وزارة المواصلات تجري مفاوضات جادة مع مسؤولين في الامارات حول هذا الأمر خصوصاً أن برلين بصدد بناء مطار جديد، والمسألة تحتاج الى مجرد وقت».

 
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التقى في مقر اقامته في برلين أمس وزير الخارجية الالماني الدكتور فرانك والترستاينماير.

وتباحث معه حول مجمل العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، خصوصاً بوجود معطيات مشجعة ورغبة اكيدة لدى قيادتي البلدين. وأعرب خلال اللقاء الذي حضره سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، عن سعادته للاستقبال الحار الذي لقيه سموه والوفد المرافق في زيارته الحالية لألمانيا «ما يؤكد عمق علاقات الصداقة التاريخية التي تربط بين شعبي  الامارات والمانيا».


وأكد ان زيارته ستؤتي ثمارها بالخير على البلدين والشعبين خصوصاً في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية.

 
إلى ذلك رحب وزير الخارجية الالماني بالزيارة التاريخية التي يقوم بها صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لألمانيا، شاكراً لسموه اغتنام فرصة الزيارة لاجراء مباحثات سياسية مع المسؤولين الالمان وعلى رأسهم المستشارة الالمانية د. أنجيلا ميركل للتشاور حول المشكلات التي تتخبط بها المنطقة خصوصاً الشرق الاوسط وغيرها من مناطق التوتر التي تستحق التشاور بين قيادتي البلدين.

 
وأشار الوزير الالماني الى ان الاتصالات مستمرة ومكثفة بينه وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لتبادل وجهات النظر حول قضايا المنطقة وسبل احلال السلام والاستقرار الاقليمي والعالمي.

 كما التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمس المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل في مقر دار المستشارية في برلين.

 
وكان سموه التقى في اليوم الأول من زيارته الرسمية الى برلين نخبة من كبار رجال المال والأعمال الألمان الذين رحبوا بزيارة سموه الى ألمانيا واعتبروها نقطة تحول كبرى في العلاقات الثنائية التاريخية القائمة بين بلادهم والامارات، مؤكدين انهم سيفعلون الشراكة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية والعلمية والصحية والمصرفية والبحثية بين الجانبين لاسيما على مستوى القطاع الخاص.

 
ومن جهته، أشاد وزير المواصلات والتعمير والشؤون الريفية الألماني، ولفغانغ تيفانسي، الذي شارك في جلسة الحوار برؤية صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وسعيه الدؤوب في بناء جسور جديدة بين الامارات وألمانيا.

 معتبراً زيارة سموه الحالية لبرلين تجسيداً لحرص سموه ونظرته البعيدة الثاقبة لمستقبل العلاقات الثنائية. وأكد ولفغانغ استمرار الحكومة الالمانية في تقوية العلاقات الاستراتيجية مع دولة الامارات العربية المتحدة.



لقطات من برلين

 عقد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لقاءً «ودياً» مع الوفد الإعلامي المرافق، وحضر اللقاء سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم والشيخة لبنى القاسمي ومحمد عبدالله القرقاوي وأحمد بن عبدالله الشيخ وخليفة سعيد سليمان.
 
اكتفى سموه خلال اللقاء بالسلام على رؤساء تحرير الصحف المحلية والوفد الإعلامي، وتجاذب معهم حديثاً عاماً لمدة 20 دقيقة تقريباً.


 تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن زياراته لألمانيا خلال فترة دراسته في «كامبردج»، حيث قال: «عندما كنت طالبا في كامبردج كان الوالد يمنعنا من الرجوع الى دبي في الإجازات، فكنت أتجول في أوروبا بالسيارة خلال العطلات، لقد مررت على فرنسا وألمانيا وايطاليا ومن هذه التجارب تعلمت الكثير».
  
 رئيس تحرير «جلف نيوز»، عبدالحميد أحمد، ذكر معلومة عن زيارة قام بها الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الى برلين في الستينات، فأكدها الشيخ محمد وقال: «بالفعل لقد زار والدي برلين في عام 1964 وكنت أرافقه، لقد وصلنا هنا بالقطار».

 
سأل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أحد العاملين كبار السن في السفارة من أصل فلسطيني عن مدة اقامته في المانيا فأجاب بأنه وصلها في بداية الستينات، فسأله عن مدى رغبته في العودة الى فلسطين حال توقيع اتفاقية سلام، فتردد الرجل بشكل يدل على النفي، ففاجأه سموه قائلاً: «الامارات وطن كل عربي، ونحن نحب ونقدر المقيمين العرب في دولتنا كما نقدر مواطنينا».
 
أثنى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على مجلة «دير شبيغل» الألمانية واسعة الانتشار التي أفردت 16 صفحة بالإضافة الى غلاف العدد عن تطور مدينة دبي، كما أشاد سموه بتصميم الغلاف الذي مزج بين صورة حديثة وقديمة لدبي.. مراسل المجلة الموجود ضمن الوفد أبدى ارتياحه الشديد لإطراء صاحب السمو الشيخ محمد خصوصاً أنه كان يردد قبل اللقاء أن بعض المسؤولين في المجلة كانوا يعارضون وضع الموضوع على الغلاف، نظراً لطبيعة المجلة التي لا تعرف «الإشادة» بقدر الحديث عن السلبيات، لكن تطور دبي جعل إدارة التحرير توافق على نشر الموضوع بصورة مميزة.