تجربة «ميكروفون جديد» بصوته.. كانت بوابته للعالمية

بالفيديو: وائل حبال.. دليل السائقين العرب على «غوغل ماب»

حبال: في عام 2003 كانت نقطة انطلاقتي الحقيقية في عالم الصوت. تصوير: يوسف الهرمودي

بالتأكيد جميعنا لجأنا إليه يوماً ما، أثناء اتجاهنا إلى مكان لم نقم بزيارته من قبل، ليستجيب لنا بصوته الرزين المليء بالثقة، ويرشدنا إلى وجهتنا الصحيحة.

صوت مميز، يلازمك في طريقك، يرشدك إلى الأماكن التي تبحث عنها، يسير معك عبر تطبيق «غوغل ماب»، هو صوت السوري، وائل حبال، الناطق الرسمي «لخرائط غوغل» باللغة العربية.

مع أن حبال لم يتخيل أن صوته المميز ذا النبرة الفريدة سيفتح له الطريق إلى العالمية، أو يصبح يوماً ما الصوت العربي الوحيد في تطبيق «غوغل ماب» العالمي.

البداية

عن بدايته في عالم التعليق الصوتي، قال حبال لـ«الإمارات اليوم»: «لم أتوقع يوماً أن عشقي للغة العربية سيكون سبباً في وصولي إلى بوابة العالمية، فبدأت إبحاري في اللغة عندما درست بكلية الآداب جامعة دمشق، ولكن تدخلت الأقدار، فلم أكمل دراستي وتوجهت إلى مركز للتدريب الإذاعي والتلفزيوني، تابع لجامعة الدول العربية، وحينها تعرفت إلى مجال الهندسة الصوتية التلفزيونية والإذاعية، واكتشفت عالماً كنت أجهل كل تفاصيله وأسراره»، وتابع حبّال: «وجدت طاقة داخلية تدفعني نحو عالم الإذاعة، وأتيحت لي الفرصة لمقابلة قامات إذاعية كبيرة والتعامل معها عن قرب، كمدير مهندسي الصوت في إذاعة الـ(بي بي سي) البريطانية، وكذلك مدير قطاع الهندسة الصوتية بالإذاعة المصرية في ذاك الوقت».

رحلة الألف ميل

وأوضح حبال أنه في عام 2003، كانت نقطة انطلاقته الحقيقية في عالم الصوت، عندما كان يجري بعض الاختبارات الصوتية على ميكروفون جديد ليتم استخدامه عند انطلاق قناة «سي إن بي سي» العربية، وقام بتجريب الميكروفون ببعض الأبيات الشعرية لنزار قباني، وعندما سمعه مدير القناة، قرر أن يكون هو الصوت الرسمي للقناة، وكانت هذه المصادفة لحظة ميلاده الحقيقية في الحقل الإعلامي.

ورغم أنه عمل عام 1999 في التلفزيون السوري بالقناة الثانية لأكثر من أربع سنوات، إلا أنه يعتبر نقطة انطلاقته الحقيقية كانت في«سي إن بي سي عربية» التي انتقل منها إلى مجموعة «إم بي سي» التي يعمل بها حالياً منذ 12 عاماً.

وعن المهارات التي يمتلكها المعلق الصوتي المميز، قال حبال «التعليق الصوتي موهبة، لكن العنصر الأساسي في تكوين المعلق المحترف هو إتقانه اللغة العربية ومخارج حروفها، ومن ثم الأداء وطريقة القراءة والتفرد بها»، مضيفاً أنه يحرص على التدرب دائماً، والعمل على تطوير أدائه الصوتي من خلال الاشتراك في مجموعة «إم بي سي»، ومركز الشارقة للتدريب الإعلامي التابع لهيئة تلفزيون الشارقة، وعدد من مراكز التدريب الإعلامي المعتمدة المنتشرة بدولة الإمارات.

«غوغل ماب»

عن تجربته في«غوغل ماب»، أشار حبال إلى أن «سلامة مخارج الحروف وطبقة الصوت كانتا عنصرين مهمين عند اختيار «غوغل ماب» له، حيث تم اختياره من بين الكثير من الأصوات، وكان الأمر بمنتهى السرية، فلم يعلم أنهم سيستخدمون صوته إلا في مراحل متأخرة».

ولم يتوقع حبال النجاح للنسخة العربية لـ«غوغل ماب» حول العالم، بحسب الآراء الكثيرة التي سمعها بداية من المستخدمين العرب، لكنها أصبحت الخريطة الإلكترونية الوحيدة الناطقة باللغة العربية عالمياً إلى الآن، وأصبح صوته رفيق درب كل سائق مركبة عربي.

زوجتي مستشارتي

بالحديث عن حياته الأسرية، قال حبال: «زوجتي مستشارتي في معظم أعمالي الجديدة، وآخذ برأيها دائماً، فللأنثى حدس قبل الرأي لا نفهمه نحن الرجال، لكنه بشكل غريب يأتي صحيحاً، أما ولداي (عدنان) و(ليان) فهما مشروعي الكبير وثروتي الحقيقية في الحياة».

أمنية

يتمنى حبال أن يظل صوته موجوداً في الساحات الإعلانية التي تعتمد على موهبة الصوت، خصوصاً تلك التي تقدم منافع للإنسان العربي وترشده إلى الجهات التي يقصدها، متمنياً أن يتم إدراج مادة تدريسية خاصة بالأداء الصوتي في كليات الإعلام، بداية من الإمارات ووصولاً إلى أنحاء العالم العربي.

هوايات

بالنظر إلى علاقته باللغة العربية، فإن وائل حبال مولع بالشعر وتحديداً الشاعر نزار قباني، حيث قصيدته «نهر الأحزان»، التي يصفها بأنها كانت «وجه السعد» عليه، فهي القصيدة التي جرّب بها نظام الصوت أول مرة، وتم من خلالها اعتماده كمعلّق صوتي في المحطة، مضيفاً أنه كان في السابق يعشق العزف على الآلات النحاسية، والآن اتجه للعزف قليلاً على الكلارينيت.


- أحلم بإدراج الأداء الصوتي كمادة دراسية بكليات الإعلام في الوطن العربي.

تويتر