Emarat Alyoum

«قناص» تاريخي وحقبـة مــن ماضينا في معرض الصيد والفروسية

التاريخ:: 27 سبتمبر 2018
المصدر: إيناس محيسن - أبوظبي
«قناص» تاريخي وحقبـة مــن ماضينا في معرض الصيد والفروسية

مقتنيات نادرة تروي فصولاً من ماضي الإمارات وتاريخها، تضمها بعض الأجنحة المشاركة في الدورة الـ16 من المعرض الدولي للصيد والفروسية 2018، التي تستمر فعالياتها في مركز أبوظبي الوطني للمعارض حتى بعد غدٍ.

ومن أبرز الأجنحة التي تعرض العديد من المقتنيات النادرة جناح «حقبة من الماضي»، وهو جزء من متحف شخصي للمقتني الإماراتي علي الأحبابي، الذي يضم ما يقرب من 150 قطعة تراثية نادرة ترتبط بتاريخ وتراث دولة الإمارات، بحسب ما ذكر الأحبابي لـ«الإمارات اليوم»، موضحاً أن «معروضات الجناح هي جزء من مقتنياته التي تزيد على 16 ألف قطعة، بما يجعله - على حد قوله - صاحب أكبر عدد من المقتنيات الشخصية في الإمارات».

حكاية هدية

وعن أبرز معروضات الجناح، قال الأحبابي: «إن من أبرزها تليفون (قناص) كان يملكه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأهداه، رحمه الله، بنفسه لأحد الشواب الذي قام بدوره بإهداء التليفون لي قبل وفاته عندما شاهد ما لدي من مقتنيات، وعرف مدى اهتمامي بجمع الأشياء الثمينة».

وأضاف: «هناك أيضاً تليفون أرضي اشتريته من مزاد في الإحساء في فترة الثمانينات، وقيل لي إنه كان ملكاً للأمير بن جلوي أمير الأحساء، إضافة إلى حجر من الكلورايت يعود تاريخه إلى ما يقرب من 7000 سنة، وكان مع أحد الشواب من العين، ومجموعة من المغاليق الخشبية، إلى جانب حبل من جلود الإبل يرجع إلى ما يقرب من 700 سنة، ومخطوطات عربية عن نسب القبائل العدنانية، ومنهم أجداد الرسول صلى الله عليه وسلم».

ولفت الأحبابي إلى أن «جميع المعروضات اختيرت لتتناسب مع طبيعة معرض الصيد والفروسية، وتعبّر عن تراث الإمارات وطبيعة الحياة في المنطقة قديماً»، منوّهاً بأن مشاركته في «الصيد والفروسية» وغيره من المعارض والفعاليات، تهدف إلى تعريف الجمهور بتاريخ وتراث الإمارات والخليج.

7 ملايين

وأضاف الأحبابي، الذي بدأ في جمع مقتنياته وهو في عمر الـ13، أي منذ ما يقرب من 40 عاماً، أنه «استهل هوايته مع مقتنيات والده الخاصة ثم بقية أفراد العائلة، ومع الوقت اتجه لشراء قطع تراثية وتاريخية من مزادات متخصصة ومن دول مختلفة». وأشار إلى أن «كل القطع التي يقتنيها مرتبطة بشكل مباشر بتراث الإمارات والخليج فقط، ولديه العديد من القطع النادرة والثمينة».

وقدر الأحبابي سعر أغلى قطعة لديه بما يقرب من سبعة ملايين جنيه إسترليني، أما أقدم القطع فتعود إلى 7000 سنة، وتتنوّع مجموعته بين أوان فخارية وحجرية ونحاسية وبرونزية، إضافة إلى مخطوطات نادرة من فترة ما قبل الإسلام وما بعده، وبعضها غير منقط، من بينها مخطوطة من الجلد يرجع عمرها إلى 1200 - 1800 عام، وتتحدث عن أمراض الدم.

وحول التحديات التي تواجهه كمقتن، أفاد الأحبابي بأن «من أهمها كيفية الحفاظ على المقتنيات التي لديه من الأخطار المختلفة، مثل السرقة والتلف، وكيفية العناية بها، نظراً لأنها تحتاج إلى ترميم مستمر من قبل متخصصين، وهو ما يفوق قدرة أي شخص»، مؤكداً أنه «حاول التواصل مع جهات متخصصة لتخصيص قاعة مجهزة يمكن عرض مقتنياته فيها للجمهور في أجواء مناسبة، ولكن لم يصل لشيء حتى الآن».

وشدد على أهمية الاستعانة بخبراء الآثار من الإمارات والخليج في تقييم القطع الأثرية والتراثية، لأن هؤلاء الخبراء أقرب إلى المجتمع ولهجاته المختلفة في كل منطقة.


قهوة وصقور في جناح «ثقافة أبوظبي»

تشارك دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في المعرض الدولي للصيد والفروسية،

بجناح يعكس تنوّع التراث الثقافي في الدولة، فقد صمم وفق الأسس المعمارية التقليدية، ويقام فيه العديد من الأنشطة التراثية بأساليب محببة، فيتم استقبال الزوّار في مجلس تقليدي تقدم فيه القهوة العربية، احتفاءً بالعنصرين التراثيين المدرجين على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة اليونسكو، ودورهما في الحياة الاجتماعية وتذكيراً بالعادات والتقاليد الأصيلة المرتبطة بهما، بينما خُصص جناح للنخلة يعرض أنواع التمور المعروفة في الدولة والمنتجات التقليدية المرتبطة بها، والأدوات المستخدمة لرعاية النخلة.

وقال وكيل «الدائرة»، سيف سعيد غباش: «تأتي مشاركة دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في المعرض، انطلاقاً من التزامنا بحفظ التراث ونقل المعارف والتقاليد العريقة إلى الأجيال المقبلة، وابتكار مبادرات تضمن استمرار الممارسات التراثية والثقافية، التي تحمي الهوية وتعزّز الانتماء».

يمكن لزوّار جناح دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أيضاً المشاركة في أنشطة تفاعلية في الجناح، مثل تجربة الصيد بالصقور بإشراف المدربين، وكذلك المشاركة في صنع القهوة وفق التقاليد العريقة والاستمتاع بتذوق طعمها المميز، كما يعرض الحرفيون في الجناح مهاراتهم في صنع مجموعة من الأدوات التقليدية، بما فيها صناعة الفخار، وأدوات الصيد والأدوات المنزلية، إلى جانب فنون التلي والتطريز والسدو المدرج على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة اليونسكو.

«تراث الإمارات» يضم مقتنيات الشيخ زايد

جذب جناح نادي تراث الإمارات أنظار زوّار المعرض الدولي للصيد والفروسية.

وزار الجناح الشيخ أحمد بن حمد بن سيف الشرقي، الذي قام بجولة تعرّف خلالها إلى محتويات الجناح والأنشطة التراثية التي يحتضنها والمطبوعات والتحف المعروضة فيه.

واحتوى الجناح على ركن لمركز زايد للدراسات والبحوث يضم معرضاً لإصدارات النادي، التي تتناول الفروسية والصيد بالصقور والأسلحة التراثية، إضافة إلى بعض مقتنيات تعود للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من بينها خنجر تراثي، والكاميرا الخاصة به، كما يعرض الجناح صوراً لرحلات الصيد الخاصة بالشيخ زايد.

أما ركن القرية التراثية فاحتوى على ورشة لصناعة الفخار، وبيوت تراثية، مثل بيت الشعرو بيت البحر، كما يعرض جانباً من التراث البحري، مثل أدوات صيد اللؤلؤ وفلق المحار وعدة الطواش ومصنوعات من عرق اللؤلؤ، إضافة إلى أدوات صنع القوارب التقليدية ونماذج منها، وغيرها من مفردات الحياة القديمة في الدولة.

فيما جاءت مشاركة المراكز النسائية للنادي بركن يحتوي على نماذج من الأدوات المنزلية التراثية، والأعشاب الطبية التي كانت تستخدم قديماً، ونماذج للأزياء والإكسسوارات النسائية، مثل «زهبة العروس»، علاوة على الأشغال اليدوية.

وقدم طلاب أكاديمية بوذيب للفروسية التابعة للنادي، عرضاً للخيالة التراثية في المعرض، بينوا من خلاله مهارات ركوب الخيل، والقفز فوق الحواجز، ورياضة التقاط الأوتاد.

مدفع «هاوتزر»

عرض جناح مهرجان الوحدات المساندة للرماية، في المعرض الدولي للصيد والفروسية مدفع المراسم 25 رطلاً، وهو مدفع ميدان «هاوتزر»، ويعدّ الأول الذي استخدم من قبل القوات المسلحة لدولة الإمارات، وصنع في المملكة المتحدة، ودخل المدفع الخدمة في الجيش البريطاني فعلياً قبيل الحرب العالمية، كما استخدم في دول عدة، وله الفضل في إحراز النصر في حروب مختلفة، كالحرب العالمية الثانية، ومازال العديد من الدول يستخدم هذا النوع من المدافع في جيوشها وفي المراسم.

16

ألف قطعة تمكّن من جمعها الأحبابي على مدار 40 عاماً.