Emarat Alyoum

نغموش لهواة تعقيد الدراما: لماذا تقدمون ما لا يُفهم

التاريخ:: 02 يوليو 2018
المصدر: محمد عبدالمقصود - دبي
نغموش لهواة تعقيد الدراما: لماذا تقدمون ما لا يُفهم

«ليس كل ما تستقطبه شاشات التلفزيون العربية والخليجية والمحلية يستحق المشاهدة، سواء في الموسم الرمضاني أو سواه»، حقيقة يسوقها الفنان الإماراتي، جابر نغموش، الذي يرى أن المنافسة في هذا القطاع، المهم لمختلف شرائح المجتمع، انحرفت بالكثيرين عن صحيح الدراما.

رسالة مفقودة

رأى الفنان جابر نغموش أن الأعمال الدرامية الموغلة في التهويم، والمليئة بتفاصيل تشتت المشاهد، وتفتقر إلى وضوح الرؤية، هي أعمال تفتقر إلى الرؤية والرسالة بالأساس.

وتابع: «الرسالة هي المنتهى الأهم لأي عمل درامي ناجح، وغيابها يعني أن المساحة التمثيلية كانت مجرد انطباعات وخيالات لكاتب سيناريو، كان الأولى بها أن تتخذ أي قالب آخر دون القالب الدرامي، الذي يجب أن يكون محل شغف واهتمام قطاع عريض من الجمهور».

عنوان مضلل

رغم أنه أحد أهم نجوم الدراما المحلية، إلا أن الفنان جابر نغموش يرى أن الأعمال الدرامية هي عنوان مضلل للنجوم، ويجب ألا تُبنى قرارات متابعة الأعمال من عدمها على مجرد أسماء أبطالها.

وأضاف «الأعمال الدرامية يجب أن تحمل مقومات نجاحها، والعمل، ومضمونه، وتقنياته وفنياته، فأسماء أبطاله ليست هي الضمانة الأساسية لنجاحه، أما من تستهويه متابعة النجوم، فهذا الأمر محله صفحاتهم وأخبارهم، على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام».


- لماذا تعقدوننا وترهقوننا؟ لماذا تتوقعون أن على المشاهد أن يُصدّع رأسه، من أجل الوصول إلى الفكرة؟

وأبدى نغموش، في حوار لـ«الإمارات اليوم»، انزعاجه من هوس بعض الكتّاب والمخرجين باتجاه تعقيد المحتوى الدرامي، واختلاق قصص وحكايات غرائبية، بعيدة عن واقع وبيئة مجتمعاتنا، وإرهاق المشاهد بتفاصيل ربما لا توجد إلا في خيالات صانعيها.

وقال نغموش: «لا أمتلك أي وصاية على خيارات إدارات الإنتاج، لكن الكثير مما يتم استقطابه في مثل هذه النوعية من الأعمال، ذو طابع ذاتي، في حين أن الدراما فن يقدم للجمهور، وهناك الكثير من القضايا التي لم تجد طريقها إلى الشاشة، كما أن هناك فضاء الكوميديا الساحر، وغيره من ألوان الدراما المتنوعة التي لم يتم استهلاكها، وهناك أيضاً واقع الناس، الذي يظل أهم مَعين للدراما». وبكثير من الاستنكار، وجّه نغموش خطابه باتجاه كاتبي السيناريو والمخرجين، الذين يميلون إلى هذه النوعية من الأعمال: «لماذا تقدمون ما لا يُفهم؟ لماذا تعقدوننا وترهقوننا؟ لماذا تتوقعون أن أُصدّع رأسي من أجل الوصول إلى تصور، أو فكرة لا وجود لها إلا في رأسك أنت، وعالمك الافتراضي؟».

وأضاف: «مع كل هذا التقدم الرفيع في التكنولوجيا، تدعي الابتكار بسيناريوهات أقرب إلى التهويم والغموض، على الرغم من أنه لا مجال للغموض في عالمنا المعاصر، وما يحدث في الشرق يعرفه الغرب، والعكس، ولكن إذا كان الأمر مرتبطاً بانطباعات أو تجليات وخواطر، فهذا الشأن ليس محله الدراما التلفزيونية، التي يبحث فيها الناس عن انعكاس لواقعهم، أو قصص تضيف لهم المتعة عبر المحتوى الراقي، الذي يحترم عقولهم ونسقهم القيمي والاجتماعي».

ورأى نغموش أن هذه النوعية من الأعمال الدرامية، مع انتشارها، تفتقد الرسالة والمغزى، مضيفاً: «الدراما أولاً وأخيراً رسالة فنية، وفي حال غياب وضوح الشيفرة، وتعذر وصولها إلى الطرف الآخر، فإن الأَولى الرجوع عنها، لأنها لم تؤدِّ دورها».

ونصح بطل «البشارة»، في الموسم الرمضاني الماضي، الجمهور بعدم الانزعاج من هذه الموجات من الأعمال، مضيفاً: «الحلّ المثالي مع هذه الشاكلة من الأعمال هو تجاهلها، فالمشاهد يمتلك جهاز الريموت، وبضغطة زر يسيرة يتخلص من هذه المعاناة، ويتركها لصاحبها بكل ما فيها من أوهام تتعلق فقط بصانعها».

وعلى الرغم من أنه على رأس قائمة نجوم الصف الأول في الدراما الإماراتية، فإن نغموش أكد أن أسماء النجوم بالنسبة له ليست مؤشراً إلى نجاح أي عمل، مضيفاً: «أعتز كثيراً بأسماء زملاء أثروا ساحة الدراما، على كل مستوياتها، لكن هذا الاعتزاز لا يتدخّل بالنسبة لي في أي أحكام فنية»، وتابع: «أبحث في الأعمال التي أشاهدها عن الفكرة، وليس الأشخاص، فلربما نجوم كبار شاركوا في أعمال ليست بالجودة الفنية المناسبة، أو ربما هي مناسبة ورائعة بالنسبة لكثيرين، لكنها لا تناسبني، ولا تلبي توقعات أبحث عنها في عمل أتابعه». ورأى نغموش أن «المسلسل الناجح هو الذي يتمكن من أسر المشاهد من بدايته حتى ختامه، عبر تصعيد درامي مؤثر»، مضيفاً: «بقاؤك مشاهداً ومتابعاً للمسلسل، رغم الخيارات العديدة، هو الشهادة الأهم، بأنك تتابع عملاً درامياً يستحق المشاهدة».