Emarat Alyoum

عندما يقع الممثل «السنّيد» في الحب

التاريخ:: 04 يونيو 2018
المصدر: علا الشيخ - أبوظبي
عندما يقع الممثل «السنّيد» في الحب

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك الممثلون النجوم الذين يظهرون بأدوارهم المتنوّعة، يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس، بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم، في ما يقدمونه من شخصيات. تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً، قادراً على أن يُنجح العمل أو يُفشله.

عادة ما يلتفت المشاهدون إلى أسماء الأبطال التي تتصدر شارات المسلسلات، وبشكل سلس يتم تتبع تفاصيل أدوارهم، وكل ما يحوم حول الشخصيات الرئيسة، وعلى الرغم من أن سمة معظم المسلسلات لهذا العام طغت عليها موضوعات الأمن والإرهاب والتطرف، فإن ثمة حكايات مليئة بالحب والشغف تتقدم بقوة على أحداث العنف والدم والموت، وليست بالضرورة أن تكون تلك المشاهد متعلقة بأسماء الأبطال الرئيسين، بل هناك من يمر في مشهد وفي جعبته الكثير ليقدمه للمشاهدين، وهنا نحكي عن ثنائيات حب - إذا صح التعبير - تعد ثانوية في الأعمال، لكنها تترك أثرها الجميل الذي يجعلك كمشاهد تريد معرفة نهايتها، خصوصاً أنها مليئة بالتعقيدات التي تجعلك تشك أن الحب سينتصر على كل شيء.

حكايات مليئة بالحب والشغف تتقدم بقوة على أحداث العنف والدم والموت.

العلاقات مليئة بتعقيدات تجعل المشاهد يشك في أن الحب سينتصر.

في المسلسل الخليجي «المواجهة» للمخرج حسين الحليبي، هناك علاقة حب صافية تظهر بين (أنوار) التي تؤدي دورها نور الغندور و(صقر) الذي يؤديها محمد العلوي، قادرة هذه العلاقة التي يتم بناؤها على مهل أن تلفت انتباهك إليها بعيداً عن العلاقة الشائكة التي تربط بين (عبدالرازق، ليالي، وعبدالله)، مع أنها هي الأخرى تحمل التعقيدات التي تحول من إتمامها، فـ(صقر) لديه الأم المتسلطة التي تريد أن تزوجه لابنة أخيها، و(أنوار) لا تدري أن والدها قد منح موافقة مبدئية على زواجها من ابن عمها، تجمع بينهما تعقيدات لها علاقة بظروف الأسرة، التي تجعلهما أمام خيارين لا ثالث لهما التضحية بهذا الحب، أو الخضوع لرغبة العائلة لإنقاذ موقف غير مسؤولين عنه، وهذا ما يجعل مشاهدين يريدون معرفة نهاية الحكاية بين (صقر) و(أنوار)، وهما يقدمان أداءً عذباً مليئاً بالشغف والحب النقي.

في المقابل، وفي حضرة سيطرة علاقة (طايع) مع (مهجة) في مسلسل «طايع» للمخرج عمرو سلامة، تظهر علاقة أشد صعوبة، لما تحمله من تفاصيل لها علاقة بالموت وليست بالحياة، هذه العلاقة تجدها بين شخصية (ضاحي) الذي يؤديها بتمكن وأداء عالٍ الممثل علي قاسم، و شخصية (أزهار) التي تؤديها مي الغيطي التي تثبت على لرغم من خبرتها القليلة، فإنها موهبة فنية شابة في صعود مدروس وذكي.

فـ(ضاحي) ابن الريس، الرجل الذي قتل شقيق (أزهار)، الفتاة التي تزوجها كضمان، لكنه وقع في حبها، وهي وقعت في حبه، لكن دم شقيقها يجعلها لا تريد النظر اليه، على الرغم من اشتياقها له، وهو في المقابل، أصبح منبوذاً من والده وأشقائه بسبب وقوفه دائماً بجانب (أزهار)، علاقة حب تتطور في ظروف صعبة من غير العقلاني قبولها، نظراتهما لبعضهما بعضاً والشوق والحب الذي يعتريانهما يجعلك كمُشاهد تتساءل إذا كان الحب سينتصر على كل هذا الدم والموت؟

أما بالنسبة للمسلسل العذب «ليالي أوجيني» للمخرج هاني خليفة، المبني أساساً على قصة رومانسية، ستبتعد قليلاً عن علاقة الحب التي بدأت، أخيراً، تظهر ملامحها بين بطلي العمل ظافر العابدين بشخصية (الدكتور كريم)، وأمينة خليل في شخصية (كريمة)، وتركز على (صوفيا) التي تؤدي دورها ببراعة وبحرفية الممثلة إنجي المقدم، وعلاقتها الشائكة مع (عزيز) الذي يؤديها مراد مكرم.

(صوفيا) الإيطالية الأصل التي تعيش في مصر، وتصر دائماً على أنها مصرية أكثر من المصريين، أحبت (عزيز) منذ أن كانت طفلة، وهو الذي لم يدافع عن هذا الحب أمام سيطرة والدته عليه ورفضها لهذا العلاقة، ما جعل البعد بينهما هو الحل، لكن بمجرد حضورهما في المشهد تدرك مدى الحب الذي يعيش في قلبيهما، مع أن (عزيز) أصبح مخطوباً، لكنه كلما التقت عينه بعينها تعي الألم الذي تسببه حرمانه منها، أما بالنسبة لـ(صوفيا)، فهي شخصية قوية ومستقلة وحرة، تدرك تماماً خطواتها، وتعي تماماً أنها لن تسمح لقلبها أن يسامح من تخلى عنها في هذه السهولة، وهذا تماماً ظهر في مشهد المواجهة بين (صوفيا) ووالدة (عزيز) عندما قالت (صوفيا) لها أنها تشفق حالياً على (عزيز)، لأنه لم يتغير، وتطلب منها أن تفك قيدها عنه ليشعر بحلاوة وطعم الحياة التي حرمتها منه، فحب (صوفيا) لـ(عزيز) تطور إلى هذا الحد أنها تريد سعادته حتى لو كان مع غيرها.

يجمع بين هذه الأمثلة أنها ثنائيات حب خلف الظل، و مليئة بالتعقيدات والطرق الشائكة، ولكن لكل علاقة مغزى وقصة ليست من السهل نسيانها.