انتهى من أسفاره قبل رمضان بـ 4 أيام.. وأسرة بوسنية حفزته على استمرار البرنامج

علي آل سلوم: واجهت «الماتادور» بـ «صدمة» في انتظار جمهور «دروب»

صورة

تنقل مقدم برنامج «دروب»، علي آل سلوم، في دورته الخامسة، بين فضاءات مختلفة، مقدماً رؤية جديدة سعى من خلالها إلى نقل ثقافة حضارات ودول مختلفة، لكن الكثير

لايزال في جعبة صاحب «دروب»، فضلاً عن إحاطة جولاته بكواليس يكشف عنها للمرة الأولى، في حواره مع «الإمارات اليوم».

دقيقة واحدة

قال علي آل سلوم، إن «بعض حواراته المطولة مع شخصيات مختلفة يقوم بالتصوير معها للبرنامج، امتدت لساعات طويلة، لم يتم بثها، وبعضها اختزل منه للمشاهد دقيقة وحيدة». وأضاف: «بعض هذه الحوارات امتدت لثلاث ساعات متصلة، وفي ظروف أحياناً، غير مواتية، لكن الرؤية الفنية، والإصرار على التكثيف، جعلنا مضطرين إلى أخذ لمحات منها لا تتجاوز 60 ثانية».

اسمع منهم

«لم يصل إلينا عربي قبلك».. عبارة وقف عندها مزهوّاً، آل سلوم، أثناء محاورته امرأة من قبيلة تدعى «الماتا»، في تايلاند، قبل أن تكشف له تفاصيل إسلامها، رغم أنها متزوجة من رجل يهودي. وأكد آل سلوم لـ«الإمارات اليوم»، إصراره على الوصول إلى هذا الموقع، رغم الصعوبة، مضيفاً: «نسعى في (دروب)، إلى ترسيخ فكرة (اسمع من الشعوب.. ولا تسمع عنهم)، وغياب المعلومات عن هذه القبيلة، كان سيظل كذلك، لو لم تطأ اقدامنا هناك».


- بعض الدول التي قد تبدو صغيرة بسبب مستوى المعيشة، أو التصنيف السياحي، تحوي أسراراً كبيرة.

- نسير في «دروب» على خُطى أجدادنا العرب.. ونؤمن بأن المسافر سفير شعبي لوطنه.

«المطاف الأخير» كان عنوان دورة «دروب»، الذي يُبث يومياً في توقيت الإفطار، على قناة دبي، حسب آل سلوم، الذي يضيف: «كانت نيتي تتجه لأن يكون الجزء الخامس من البرنامج هو نهاية مطاف، وخاتمة «دروب»، قبل أن يحفزني تفاعل أسرة غير عربية مع محتوى البرنامج، باتجاه مزيد من استكمال مسيرته».

وتابع: «أثناء زياراتي لإحدى دول البلقان، التقيت أسرة بوسنية، اكتشفت أن جميع أفرادها يتابعون بشغف المحتوى المترجم للبرنامج، الذي تعرفوا من خلاله، ليس فقط على وجوه من ثقافات العالم فقط، بل أيضاً إلى الشخصية الإماراتية والعربية، التي كانت غريبة بالنسبة لهم».

وكشف آل سلوم أن بعض الحلقات لاتزال تخضع لعمليات المونتاج، إذ إن آخر أسفاره لم تنتهِ، سوى قبل استهلال رمضان، بأربعة أيام فقط، مضيفاً: «الجزء الخامس هو أكثر الأجزاء إرهاقاً بالنسبة لأسرة (دروب)، لكنه في المقابل الأكثر نضجاً، سواء من حيث الشكل والجانب التقني، أو من حيث المحتوى، والتدقيق في اختيار وجهات، تدعم فكرة (لتعارفوا)».

منحى مغاير

يتحفظ آل سلوم كثيراً على تفاصيل رحلاته، لكنه خالف، هذه المرة، ذلك، ليكشف عن كثير منها. وقال: «نعم كنا كفريق برنامج شديدي التحفظ، في كل ما يخص (دروب)، بما في ذلك عناوين وجهاتنا قبل بثها، لكن طابع البرنامج أخذ منحى مغايراً، عصي على الاقتباس بشخصية مختلفة، يعرفها المشاهد العربي والمحلي».

أوزبكستان واحدة من الوجهات التي ستقف عندها محطة «دروب»، خلال رمضان الجاري، وعنها يكشف آل سلوم، أنه سيصطحب الجمهور عبر «حكاية جميلة عن بلاد ما وراء النهر»، قبل أن يواجه «الماتادور» أو مصارع الثيران، عبر حوار عميق، مضيفاً: «لم أكن أتوقع، أو أتمنى، أن تقودني مصائر (دروب) للقاء شخص مسؤول عن إزهاق، ربما مئات الأرواح من الثيران، لذلك، حواري معه كان مشوباً بالتخوف، لكني واجهته بصدمة، في انتظار الجمهور ومتابعي (دروب)».

وأوضح صاحب «دروب» أنه غير «ثيمة» للجزء الخامس، كان قد أعدها سلفاً، وقرر تأجيلها، لمصلحة الثيمة الحالية «لتعارفوا»: «لا نقوم بإبراز معالم سياحية، أو جولات في إطار رحلات الأسفار المتعددة والمتتابعة، لكن نسعى إلى السير على خُطى أجدادنا، الذين جابوا بلداناً وألفوها، وتعارفوا وانسجموا مع أهلها، فأخلصوا لأوطانهم، وتعايشوا مع الثقافات المختلفة، بتحضر ورقي، ونؤمن بأن المسافر سفير شعبي لبلده».

وتابع: «نسعى في (دروب) الى ترسيخ فكرة قوامها (اسمع من الشعوب.. ولا تسمع عنهم)، لذلك ننسج حوارات مباشرة مع أبنائها لنكتشفهم، ونكتشف أوطانهم».

ودلل آل سلوم، على وجهة نظره، في هذا الإطار بالحلقات التي صورت في الشيشان، مضيفاً: «لقد وجدت أهمية للاستفاضة في الإبحار بهذا البلد، الذي كان بحاجة ربما إلى تصحيح صور نمطية عنه، وبالفعل لمست على مواقع التواصل الاجتماعي، من يؤكد أن ما عرفه عبر (دروب)، مناقض تماماً لما كان يتوقع أنه سائد هناك».

لماذا جامبيا؟ سؤال ربما طرحه متابعو البرنامج، بعد أن فوجئوا بأن الوجهة في واحدة من الحلقات الأولى، هي هذا البلد الإفريقي، غير السياحي، وهو ما يجيب عنه صاحب «دروب» قائلاً: «لا نقدم كاتالوجاً سياحياً لدولة ما، لكن، فكرة (لتعارفوا)، تجعلنا نتذكر، ما قد يكون حتى بعيداً عن ذاكرة الأغلبية».

وبعض الدول التي قد تبدو صغيرة، في تصورات مشاهدين، لاعتبارات ترتبط بمستوى المعيشة، أو المساحة، أو حتى التصنيف السياحي، تحوي أسراراً كبيرة، وفي جامبيا، هذا البلد، الذي يقع في جسد دولة أكبر هي السنغال، وجدنا شعباً ودوداً وطيباً، ولا يمنعه تردي وضعه الاقتصادي، من أن يكون مضيافاً، ومرحباً بالغريب».

تويتر