Emarat Alyoum

«قيد التصنيع».. يعرض جماليات ما قبل الاكتمال

التاريخ:: 10 نوفمبر 2017
المصدر: إيناس محيسن ــ أبوظبي
«قيد التصنيع».. يعرض جماليات ما قبل الاكتمال

خلف كل قطعة نستخدمها في حياتنا اليومية تكمن قصة تروي التحولات التي شهدتها تلك القطعة حتى تصل إلى شكلها النهائي بما يحمله من كمال، فكما أن للاكتمال جماله، تمتلك القطع غير المكتملة في مراحل تصنيعها المختلفة جماليات خاصة، تفسح مجالاً واسعاً للتوقعات والاحتمالات، مثل قصيدة منفتحة على فضاءات التأويل. خلف القطع والأشياء في رحلة تحولاتها؛ سعى المصممان البريطانيان إدوارد باربر وجاي أوسجيربي لاكتشاف جماليات مجموعة من القطع، قاما بانتقائها بعناية، وضمناها معرض «قيد التصنيع»، الذي افتتح أول من أمس في معرض421، الوجهة الثقافية المخصصة لإقامة معارض الفنون والتصميم في إمارة أبوظبي، ويستمر حتى 11 فبراير 2018.

عود عربي

كبادرة تفاعل مع الثقافة العربية ومجتمع الإمارات، قدم إدوارد باربر وجاي أوسجيربي في المعرض قطعاً جديدة تُعرض للمرة الأولى في منتصف مرحلة تصنيعها، من ضمنها آلة عود مُستعارة من بيت العود العربي في أبوظبي، سعياً لعرض عملية تصنيع آلة العود في المنطقة، إلى جانب كتاب في نسخته التحضيرية الأولى من دار سي بي آي للنشر، يتضمن معلومات عن آلة العود، ومكوناتها، ومراحل التنفيذ، مصحوبة برسوم توضيحية.

حالات وتحولات

قلم رصاص، مضرب كريكيت، وكرة تنس، وجهاز الحاسوب الآلي «ماك بوك برو»، وشعلة دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، وغيرها العديد من القطع، اختارها باربر وأوسجيربي لإلقاء الضوء على عملية التصنيع الإبداعية التي تمر بها المواد الخام التي صنعت منها هذه الأشياء، والقطع في شكلها الأولي أو شكلها التصوري قبل أن تصل إلى شكلها النهائي الذي يعرفونه «لطالما أعجبتنا عملية التصنيع بوصفها جزءاً لا يتجزأ من عملنا، ما دعانا للإشراف على معرض يمثل منصة تسلط الضوء على لقطة ثابتة أثناء عملية التصنيع، وتكشف قطعاً نراها كل يوم، لكن بحالتها غير المكتملة. وغالباً ما تكون القطعة جميلة جداً، إن لم تكن أجمل من القطعة المكتملة في شكلها النهائي»، بحسب ما ذكر إدوارد باربر وجاي أوسجيربي، معربين عن سعادتهما بإقامة معرض «قيد التصنيع» في دولة الإمارات العربية المتحدة، كأول معرض لهما في منطقة الشرق الأوسط.

جزآن

يتكون معرض «قيد التصنيع»، الذي يقام للمرة الأولى في المنطقة، من جزأين، الأول يعرض القطعة في منتصف عملية تصنيعها، وهو لا يقتصر فقط على القطع التي صممها باربر وأوسجيربي، لكنه يضيف عليها مجموعة كبيرة من الأشكال التي قد يجد الزائر صعوبة في التعرف إلى شكلها النهائي، حيث يجد نفسه متورطاً في لعبة تخمين ليعرف هو المنتج النهائي للقطعة المعروضة. والإجابة عن هذا التساؤل يقدمها الجزء الثاني من المعرض، الذي يأخذ المتلقي في رحلة تبدأ من المواد الخام للقطعة، لتصل إلى شكلها الحالي. واعتمد المصممان في اختيارهما للقطع المعروضة على عاملين: إما وفقاً لصعوبة تخمين ما ستكون عليه عند اكتمالها، أو حسب تقنية التصنيع المستخدمة.

احتفاء

شما المهيري من معرض421 أوضحت أن المعرض يأتي للاحتفاء ببرنامج عام التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة لعام 2017، الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني، بالاشتراك مع متحف التصميم في لندن، مشيرة إلى أنه يمثل منصة للتشجيع على الحوار الهادف والبناء بين المصممين العالميين والمجتمع الفني في دولة الإمارات «نحن سعداء بأن نقدم لزوارنا فرصةً مميزة للاطلاع على عملية التصنيع، بما يتيح المجال أمام الفنانين الناشئين للتعرف إلى المراحل التي تحول القطع التي نراها في حياتنا اليومية إلى تصاميم رائعة».

وأطلق برنامج متحف التصميم المتجول في عام 2002 بهدف تقديم معارض التصميم إلى الجمهور في أنحاء المملكة المتحدة والعالم. ومنذ ذلك الحين، أُقيم أكثر من 100 معرض متجول في 90 موقعاً على امتداد 21 بلداً حول العالم. ويعمل باربر وأوسجيربي عبر رؤيتهما الخاصة في التصميم لإبداع مجموعة من الأعمال مختلفة الأنواع والمجالات، بدءاً من الأثاث وصولاً إلى التصاميم الداخلية والخارجية. ويعتمد نهجهما في التصميم على العلاقة الوطيدة بين العميل النهائي والمصنع، والتعرف أكثر إلى عملية التصنيع، والبحث عن الإلهام في المواد والحرف والعمليات التقنية. وقد صمم المعرض المتجول «يونيفرسال ديزاين ستوديو – Universal Design Studio» استوديو الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي الذي أسسه المصممان باربر وأوسجيربي ،ويشارك في إدارته جايسون هولي وهانا كارتر أوريز. ويقدم المعرض لجيل الشباب طريقةً تفاعلية لاستكشاف الفكرة التي يقوم عليها، خصوصاً طلبة التصميم الذين يمكنهم الاطلاع على إرشادات عدة حول التصميم والتصنيع، وكذلك مشاهدة عملية التصنيع لمجموعة من القطع المعروضة عبر سلسلةٍ من مقاطع الفيديو. كما يتيح المعرض للصغار من سن الخامسة فما فوق فرصة الاطلاع على القطع المعروضة، وعملية التصميم من خلال أنشطة ترفيهية.