Emarat Alyoum

منيرة الحبيل: طريق النجاح لم يكن مفروشاً بالورود

التاريخ:: 07 نوفمبر 2017
المصدر: حياة الحرزي - دبي
منيرة الحبيل: طريق النجاح لم يكن مفروشاً بالورود

لم تكن الإماراتية منيرة الحبيل تتوقع أبداً دخول عالم الرياضة وأن يصير الأمر احترافياً، فقد لعبت الصدفة دوراً في تحويل مساراتها وتشكيل نمط حياتها بعد أن تحول ميلها الأول إلى رياضة «الكروس فيت» إلى عشق لازم حياتها والتصق بطموحاتها، وقادها اليوم إلى تحديات أكبر وأحلام أوسع باتت فيها قريبة من أهدافها الاحترافية التي ستؤهلها قريباً بعد عضوية دامت قرابة السنتين، لأن تكون مدربة محترفة بنادي «كروس فيت ياس» في أبوظبي.

تحديات

ألقاب وتكريمات

شاركت منيرة الحبيل لأول مرة في منافسات البطولة الدولية «باتل أوف ذي إيست» التي تم تنظيمها في الكويت وحصدت المركز السادس، كما كانت لها مشاركة فاعلة في بطولة الكروس فيت للنساء التي نظمت داخل الدولة رمضان المنصرم، تألقت فيها بجدارة حاصدة المركز الأول، كما سيكون لها تواجد أكبر في مسابقات دولية عالمية في العام المقبل.

عوالم أنثوية

قالت منيرة الحبيل أن ممارسة الرياضة يعطي المرأة قوة وثقة بالنفس كما أنه يضيف إلى جمالها وانوثتها رونقا وسحرا.

عن مدى اهتمامها بعوالم الموضة والجمال وصرعاتها التي قد لا تفسح لها منيرة حيزاً مهماً من وقتها في خضم ارتباطاتها المهنية والرياضية اللامتناهية، قالت منيرة «لا استغناء لأي امرأة عن عوالمها الأنثوية، فأنا مثل أي امرأة عادية مهتمة بكل ما يتعلق بإطلالتي، وأخصص حيزاً مناسباً للاهتمام بنفسي وبمظهري، وهذا ما أعمل على تجسيده من خلال ممارسة الرياضة التي تحافظ على لياقتي الجسدية، كما أسترق في الكثير من الأحيان بعض الوقت المستقطع للاستمتاع بتجارب التسوق واقتناء ما يروق لي من الأزياء، في الوقت الذي أحاول استثمار بعض صرعات الموضة الجديدة وألوانها في ملابس الرياضة الجديدة التي أقتنيها من خلال تحويلها إلى الشكل الذي يتناسب مع ذوقي الخاص».

لا تنسى الحبيل التحديات التي واجهتها في البداية والصعوبات التي رافقت دخولها ميدان الرياضات النسائية وعوالمها من منطلق أن الأمر دخيل على تقاليد وعادات المجتمع الإماراتي المحلي قائلة: «لم يكن طريقي مفروشاً بالورود، ولا أنكر أنني قوبلت في البداية بالرفض القاطع، إذ لم تتقبل العائلة والأصدقاء فكرة رفع الأثقال، لكنني تمكنت من إقناعهم بشتى الطرق، وأتذكر أنني دعوت بعض الأصدقاء لخوض تمارين تجريبية للتعرف إلى رياضة (الكروس فيت)، في الوقت الذي أقنعت أمي بمرافقتي إلى إحدى المسابقات التي تم تنظيمها آنذاك فوجدتها ممتعة، ما جعلني مع الوقت قادرة على كسب ثقة الجميع وتشجيعهم، خصوصاً أمي التي باتت حريصة على نظامي الغذائي المتوازن الذي يساعدني على استيفاء 80% من الأهداف التي أسعى لتحقيقها على الصعيد الرياضي».

شغف البدايات

دخلت الحبيل مجال التنافس في «الكروس فيت» بعد أن أحبت الأجواء التنافسية والتحديات التي تواجهها في هذه الرياضة التي وصفتها بالقول: «استهوتني هذه الرياضة منذ أول تجربة خضتها، ولم أتوقع أن أعجب بمبادئها التي جمعت بين رياضة الجمباز واللياقة البدنية ورفع الأثقال وعدد من الرياضات الأخرى، لكنني سرعان ما وجدت نفسي مهتمة بتفاصيلها وتحدياتها الممتعة والمشوقة، خصوصاً التنوع الذي يميز هذه الرياضة المعتمدة كل يوم على تمارين جسدية مختلفة تسهم في تحريك كل أجزاء الجسم، ما يجعلها رياضة شاملة تسهم في اللياقة وبناء العضلات و تنشيط أعضاء الجسم كافة، وليس جزءاً واحداً فحسب». وتابعت: «كما استفدت على الصعيد النفسي والعقلاني من هذه الرياضة التي تعلمت منها التركيز على الأهداف والجلد والإصرار، كما تجاوزت خوفي من التجارب الجديدة التي أخوضها لأول مرة».

التزامات اجتماعية

شكلت معادلة الشغف والالتزامات العائلية أصعب المعادلات التي لم تنجح الحبيل في تجاوزها على الرغم من محاولاتها الجاهدة لإنجاحها، فصرحت باسمة «أجد أنني مقصرة بصراحة في حق أهلي وعائلتي، ولكن الصبغة المؤقتة التي ترتبط بممارسة هذه الرياضة وخوض منافساتها يشعرني بنوع من الارتياح، كما أنني أعوّل دوماً على صبرهم وعلى قدرتي على إقناعهم بالمسؤولية التي بت أحملها اليوم في هذا المجال». وأضافت: «أحاول يومياً توزيع اهتماماتي وتقسيمها بين عملي كملازم في شرطة أبوظبي ونشاطاتي الرياضية الصباحية والمسائية في النادي». وتختم: «يهمني النجاح والتطور، وأعمل بجد لتحقيقهما، وأؤمن بأن متعة الفوز والترشح هي الشحنة المعنوية الهائلة التي تهون علي مشقات الطريق».

اللياقة للجميع

تصر منيرة على تحقيق أهدافها، وتتشبث بطموحها في الارتقاء بشغفها برياضة «الكروس فيت» قائلة: «آمل أن أقدم تجربة مشرفة للمرأة الرياضية في الإمارات، كما يحدوني أمل كبير بمناسبة انخراط الجميع في فعاليات مبادرة (تحدي اللياقة)، التي أعتبرها مبادرة وطنية، وأسعي لاستغلالها في نشر هذه الرياضة ومبادئ أسلوب الحياة الرياضية عموماً، التي يمكن للأشخاص استثمارها على المدى البعيد للحفاظ على صحة أجسامهم وعقولهم». وتابعت: «نظل محظوظين بالدعم الكبير الذي نتلقاه في ميدان الرياضات النسائية وفي كل ميادين الحياة الصحية بصفة عامة، ونحن بالمناسبة سباقون في هذا الشيء مقارنة بدول أخرى، وأضرب هنا مثلاً أكاديمية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي توفر حصصاً رياضية ثابتة ومجانية للنساء، أو حلبة ياس التي يخصصها القائمون كل أربعاء للنساء لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية، وهذا بحد ذاته دافع للمحافظة على أسلوب الحياة الصحية التي يحلم بها الجميع».