يزور 21 وجهة تحت شعار «لتعارفوا»

آل سلوم: وصية والدي قادتني إلى «دروب»

صورة

وصية والده بالسفر والترحال، والسعي للتعرف إلى بشر آخرين وثقافات مختلفة؛ كانت دافع المرشد السياحي الثقافي الإماراتي علي آل سلوم للتجوال حوال العالم، مصطحباً معه مشاهدي برنامج «دروب»، الذي يعرض موسمه الثالث على شاشة تلفزيون أبوظبي، في شهر رمضان المقبل، تحت شعار «لتعارفوا».

قصص غريبة

يطرح «دروب» رسائل إنسانية وثقافية وسياحية، تتناول قصصاً غريبة من بلدان ومناطق مختلفة، وربطها بالإلهام وقدرة الفرد أو المجتمع أو المؤسسة على التغيير، ضمن نطاق من المُثل الأخلاقية والحضارية، التي لا تميز جهة أو طائفة أو بلداً، بقدر ما تميز الحضارة الإنسانية ككل.

تركيز أكبر على الإنسان

يأتي الموسم الثالث من «دروب»، استمراراً للموسم الثاني تحت شعار «لتعارفوا»، مع إضافة تركيز أكبر على الإنسان، بوصفه قيمة أساسية للتواصل الحضاري، الذي يسعى البرنامج إلى تكريس مفاهيمه الإنسانية بين المشاهدين، عبر 21 وجهة جديدة في مشرق الأرض ومغربها، زارها علي آل سلوم في آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية وأميركا الجنوبية، إضافة إلى دول عربية.

وعلى خلاف ما يعتقده البعض؛ لم تكن «دروب» آل سلوم معبّدة دائماً، فكثيراً ما كان يجد نفسه هو وفريق عمل البرنامج في مواجهة تحديات عدة، وظروف عمل صعبة، فأحياناً يضطرون للنوم في الشوارع، بعد أن يعجزوا عن العثور على فندق، يقضون فيه ليلتهم، وفي أحيان أخرى يتعرضون لإصابات وأمراض مختلفة، أو يجدون أنفسهم في قلب الأدغال، منعزلين عن العالم لفترات وصلت إلى 45 أيام، حسب ما أوضح في اللقاء الإعلامي، الذي عقد في مقر «أبوظبي للإعلام»، مع ممثلي وسائل إعلام محلية.

وكشف آل سلوم أنه وفريق العمل، يستعدون لزيارة وجهتهم الأخيرة في الموسم الثالث من «دروب»، وهي الدرب الأصعب كما وصفها، إذ يتوجه إلى العراق للتصوير مع أربع قبائل تنتمي إلى أربعة أعراق وأديان مختلفة؛ لافتاً إلى أنه يسعى في برنامجه إلى تغيير الصورة النمطية لدى المشاهدين عن الآخر، وتوضيح اللبس والخطأ في ما يعتقد الناس عن شعوب أخرى.

جديد

جديد ومفاجآت الموسم الجديد من «دروب» لن تقتصر على زيارة العراق فقط، إذ زار جزيرة الفصح، التي تعد أبعد نقطة في الأرض بالنسبة لدولة الإمارات، حيث تقع على خط مستقيم من دولة الإمارات، ولكن في الجهة المقابلة من الأرض، وهي تشتهر بكثرة التماثيل فيها؛ موضحاً أن تصوير البرنامج استغرق شهوراً عدة، بداية من شهر أغسطس الماضي وحتى الآن، وتم خلاله التصوير في 21 وجهة مختلفة في بلدان عربية وأجنبية في آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية وأميركا الجنوبية، وسيتم عرضها عبر 30 حلقة تلفزيونية.

وأعرب آل سلوم عن تفاؤله بالموسم الجديد من البرنامج، معتبراً أن الموسم الثاني لاقى نجاحاً كبيراً مقارنة بالموسم الأول، وحقق نسبة مشاهدة مرتفعة من داخل الوطن العربي وخارجه، ما حمله مسؤولية كبيرة عند تصوير الجزء الثالث.

أمكنة بعيدة

وأشار إلى أن «دروب» استطاع أن يصل إلى وجهات عدة وبعيدة، بعضها لم تصل إليه كاميرات تلفزيون من قبل، ولم تذكر في كل الموسوعات العالمية المعنية، ويقابل قبائل وأعراقاً بعيدة تماماً عن كل ما يدور في العالم، من بينها منطقة تسمى «عش الغوران»، تسكنها قبيلة كانت لأول مرة ترى عربياً، فاستقبلوه استقبالاً حاراً، بوصفه القادم من عربستان (أرض العرب). كما وصف رحلة البرنامج من أبوظبي إلى أميركا الجنوبية، باعتبارها واحداً من الدروب الصعبة التي تم التصوير فيها «حيث كانت لنا فلسفة خاصة في هذه الرحلة، بالمضي على خطى رحلة كولومبس، لنثبت أننا كعرب كنا قبله هناك، وخلال هذه الرحلة ركبنا 14 طائرة في حدود 20 يوماً بمعدل طائرة كل يوم ونصف، مع العلم بأن محترفي الطيران، من طيارين ومضيفين لا يسمح لهم بالسفر أكثر من ثلاثة أيام متتالية».

وعن اختيار وجهات البرنامج والاستعداد للتصوير؛ أشار إلى أن معد البرنامج عبدالله الشويخ، هو الذي يتولى مهمة إجراء بحث موسع عن كل منطقة يقصدها فريق العمل، لجمع المعلومات عنها، وهذه المعلومات تعد مدخلاً للحلقة، أما بقية اللقاءات فيتم الارتجال فيها، لافتاً إلى حرصه على الالتقاء بسكان كل منطقة قبل التصوير، حتى يتعرف إليهم.

وأوضح آل سلوم أن برنامجه «دروب» يحتفي بالإنسان أينما كان، وبالتواصل البشري والثقافي في مواجهة سيطرة الآلة على حياة البشر، وتحول كثير من المجتمعات إلى ما يشبه مجتمعات «الإنسان الآلي»، التي تفتقد التواصل في ما بينها.

تويتر