معرض ينظمه «المكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد»

«كومي كيو».. شخصيات كرتونية بملامح إماراتية

صورة

تميزت الرسوم الكرتونية التي قدمت في معرض «كومي كيو» الذي ينظمه المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بالشخصيات الملتصقة بالبيئة المحلية من حيث الملامح، على الرغم من الخيال الذي لامس حكاياتها.

مشاركون

جمع معرض كومي كيو، 20 فنانة وفناناً، شاركوا في الورشة التدريبية، إلى جانب أعمال وشخصيات عرضها من أشرفوا على الورشة التدريبية.

والمشاركون هم، وداد الحمادي، سارة المعلا، مريم المري، نادية عبدالرحمن، خلود حمد، خديجة الملا، هناء البستكي، حمدان الكلباني، فاطمة الجافلي، فاطمة الحمادي، إيمان الرئيسي، عيسى عبدالله الكعبي، بدور المهري، أشرف حسام، آمنة الشامسي، أحمد النزاري، عفراء الريامي، عفراء الكتبي، شهاب الدين فيصل، خديجة السعيدي، عائشة الحمراني، أسماء الرميثي.

 

ويأتي المعرض الذي افتتحه سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، أخيراً، في دبي مول، ثمرة للورشة الخاصة بالرسم التصويري لرواية القصص البصرية، التي نظمت منذ أشهر عدة، وجمعت 20 مشتركاً، قدمت أعمالهم خلال المعرض عند الواجهة المائية في دبي مول.

يهدف المعرض القائم على الخيال الخصب للرسامين إلى ترسيخ فن رسم الكرتون واحداً من الفنون المعاصرة التي تستدعي تسليط الضوء عليها في الإمارات، وتوجيه الهواة الى الأساليب الصحيحة، وتدريبهم، خصوصاً أن هذا المجال لا يدرس في الجامعات.

كما يسعى المعرض إلى تشجيع الفنانين الشباب من خلال إيجاد منصة خاصة لعرض أعمالهم والتواصل مع المجتمع الفني. وقدمت الأعمال التي تعكس ثقافة الإمارات، بشكل ثلاثي الأبعاد، علماً بأن الرسوم التصويرية كانت ثنائية الأبعاد، إلا أنه من خلال تقطيعها وتنظيمها على شكل طبقات نافرة العمق في البعد الشكلي، بدت ثلاثية الأبعاد، الأمر الذي زاد من جمالها الفني.

 

مبادرة جديدة

 

من جانبها، قالت مديرة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، منى بن كلي، لـ«الإمارات اليوم»: «انطلق معرض كومي كيو، مبادرة جديدة من المكتب الثقافي بهدف تسليط الضوء على الفن الكاريكاتيري، إذ تم اختيار 20 فناناً وفنانة ليكونوا ضمن ورشة عمل، بناء على مستوى الموهبة والاتقان»، مضيفة «أردنا أن يكون المعرض في دبي مول، بهدف عرض الأعمال الفنية لأكبر شريحة ممكنة، وعرضت الأعمال بشكل ثلاثي بهدف جعلها أكثر متعة للناس».

 

وعلّلت غلبة المشاركة النسائية في المعرض إلى الخيال الواسع لديهن في هذا المجال، مؤكدة أن الورشة ستتكرر وستكون مدتها أطول في المرات المقبلة.

ولفتت الى أن الفن الكرتوني له جمهور واسع، ومن الممكن أن يكون محطة سنوية، فالأعداد التي أتت كانت أكبر من التي تم إشراكها في الورشة. وأكدت أن المعرض الذي يختتم اليوم في مقره بدبي مول، سينتقل الى البوليفارد وستوضع الأعمال في داون تاون.

 

«إيلا» و«أسامي»

 

وحملت الشخصيات الكرتونية الكثير من الخيال، ومنها شخصية «إيلا»، وهي فتاة تعيش في قرية، وتحاول أن تكون جنية في الغابة، وبدأت تصنع جناحاً لها، إلا أنها اكتشفت حقيقتها في النهاية، في عمل يحمل رسالة مفادها أن يكون الإنسان قنوعاً، وراضياً عما هو عليه.

 

وقالت المشاركة خديجة الملا، التي ابتكرت شخصية إيلا، إنها دخلت عالم الرسم التصويري من خلال الهواية، والتجربة جعلتها تطور الشخصيات التي تبتكرها بمنحى أكبر، مشيرة إلى أن العودة إلى الشخصيات والعمل عليها من جديد من الأمور المهمة. وذكرت أن ورش العمل فرصة مميزة للتطور، وكذلك إيصال رسالة مميزة.

من جهته، قدم المصري أشرف حسام نفسه من خلال شخصية كرتونية رسمها، فهو مدرب كرة قدم، ورسم نفسه مع الكرة بشكل كوميدي، بينما كان اسم العمل «يوميات في الغربة». وأكد أن عمله يبرز رحلته في الإمارات، معتبراً الرسم الطريقة المثالية للتعبير، على الرغم من السخرية التي يحملها، لافتاً إلى أنه يطمح إلى أن يكون الرسم الكرتوني مهنته الأساسية.

أما أسماء الرميثي، فذكرت أن شخصية «أسامي» التي قدمتها فكاهية ومشاغبة، وتبرز عبر مواقف فكاهية، مشيرة إلى أن أهمية المعرض في كونه يقدم الفرصة للفنانين ليعرضوا أعمالهم أمام الجمهور، وكذلك في تسليط الضوء على هذا الفن.

ورأت أن هذا النوع من الفنون لابد من توصيله إلى كل الأعمار، فهو ليس للأطفال فحسب، ومن الممكن وضعه في مجلة أو حتى في فيلم.

 

«حصة» و«ياسمين»

 

«حصة» هو اسم الشخصية التي قدمتها مريم المري، وتدور قصتها حول تجديد التراث الإماراتي، إذ كانت تلعب بأغراض جدتها، فارتدت البرقع، وتحول بها الزمن إلى السبعينات، وعاشت في منطقة الشندغة. ووصفت المري تجربة «كومي كيو» بالمتميزة، خصوصاً الورشة التي استفادت منها الكثير، مثل المعلومات حول الشخصيات وكيفية وضع الحوار، وتسلسل الأحداث في بناء الرسوم.

 

أما «ياسمين» فكان اسم الشخصية التي ابتكرتها سارة المعلا، وهي فتاة تحب القطط، وفي يوم ما لعبت مع قطة مسحورة وبدأت تتحول إلى قطة، ثم بدأت تبحث عن طريقة كي تعود إنسانة.

وقالت المعلا إن الورشة كانت مفيدة جداً، ورأت أن أهمية المعرض تكمن في إبرازه أعمالها للمرة الأولى أمام الناس، مشيرة إلى رغبتها في تقديم أعمالها بشكل تصويري تلفزيوني. أما الفنانة عائشة الحمراني التي قدمت شخصية «نفافة»، الفتاة المشاكسة التي تريد أن ترى كل شيء، فذكرت أن فكرة شخصيتها تطورت من خلال الورشة، منوهة بأن آخر أعمالها كانت قصة «القائدان البطلان» التي كتبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إذ ترجمت القصة الى رسوم، مشيرة الى كونها قدمت الرسوم بشكل حقيقي، مشيدة بدعم القادة في الإمارات.

وأكدت أن تأثير الرسوم الكرتونية في الأطفال كبير. واعتبرت المعرض فرصة لابتكار شخصية ومنحها حياة متخيلة، ولذا جعلتها معاصرة تحمل أشياء مميزة.

 

أمور بريئة

 

فاطمة الجافلي، من ناحيتها، ابتكرت شخصية سوسة، وهي فتاة والدها نوخذة، كان يأخذها في رحلات بالغابة قبل رحلاته البحرية، واشترت ثلاثة ثيران، ولكنها اكتشفت انها خاضعة للتجارب العلمية. وقالت الجافلي إن الكرتون يحمل الكثير من الأمور البريئة، وتأتي المعارض لتمنح الفنان حافزاً للاستمرار، مشيرة إلى أنه من الممكن تطوير هذه الشخصيات، وتقديمها في قصص وكتب.

 

أمّا التشكيلية هناء البستكي، فقدمت قصة مستوحاة من سلسلة معروفة في عالم الأطفال، معتمدة على تغيير عوامل عدة، منها الزمان والمكان والأحداث. ورأت أن «الفن التشكيلي يتقاطع مع الرسم الكرتوني، فليس هناك من فروق كثيرة». وأعربت عن أملها في تكملة القصة ونشرها، معتبرة أن الورشة أفادتها بالأسس الأولى لبناء القصة، و«أنسنة» الشخصية الكرتونية من خلال الصفات التي تضيفها عليها، متمنية ألا تكون الورشة الأخيرة التي تقام من قبل المكتب الثقافي.

مشاركة وداد الحمادي جاءت من خلال الجنيات في قصص تراثية، ومنها أم دويس، لذا بحثت عن جنية طيبة أطلقت عليها «ام حويجان» لأنها تساعد الأطفال وتمدهم بالعظة وتختفي. وذكرت أنها المشاركة الأولى لها في معرض، منوهة بأنها واظبت سنين طويلة على رسم الكرتون، معتبرة أنه فرصة لتوصيل رسالة إيجابية.

تويتر