سيّاح يتابعون المهرجان بشغف.. وزوار يتحدثون عن دوره الثقافي الفريد

«مزاينة بينونة للإبل».. تراث الآباء يلتقي بالحاضر

صورة

أن تدخل مدينة زايد هذه الأيام، هذا يعني أنك أمام لوحة تنبض بالحياة، حيث ترشدك اللوحات عند مدخل المدينة إلى حدث يحظى باهتمام الإماراتيين عموماً وأهالي المنطقة الغربية بشكل خاص، إنه «مزاينة بينونة للإبل»، الذي تحتضنه الطبيعة البكر بما تمثله من تراث الآباء والأجداد وبشكل يتلاقى فيه الماضي بالحاضر.

وعندما تدخل ميدان المنافسة يفاجئك الحضور الكبير من المواطنين المشاركين والداعمين والمتابعين، حيث عبر الكثيرون عن اعتزازهم بهذا الحدث لما له من أهمية تراثية واجتماعية واقتصادية.

«بينونة».. تغطية مباشرة وبرامج تحليلية

تطل قناة بينونة على المشاهدين، من خلال برامج خاصة بتغطية «مزاينة بينونة للإبل» في دورتها الثانية، حيث تنقل القناة هذا العام جميع تفاصيل المزاينة بواسطة فريق يوجد على أرض مدينة زايد بالمنطقة الغربية طوال أيام المزاينة. وكشفت القناة عن أبرز برنامجين يقومان بتغطية الحدث، إذ يقدم كل من عامر المنهالي وعبدالله الكربي برنامجاً على الهواء مباشرة من أرض المزاينة، إضافة إلى وجود لقاءات ومقابلات تحلل أحداث المزاينة بدقة، من خلال استضافة مختصين ومحللين معنيين بتحليل كل ما يحدث في الفترتين الصباحية والمسائية.

وتقدم قناة بينونة تغطيتها اليومية للمهرجان، من خلال برنامج «عين على بينونة»، الذي يقدمه حسين العامري في تمام الساعة التاسعة مساءً.


بلدية «الغربية».. داعم استراتيجي

تحرص بلدية المنطقة الغربية على المشاركة في تقديم كل الدعم لـ«مزاينة بينونة للإبل» وفي كل المهرجانات والفعاليات التي تقام بالمنطقة، فانطلاقاً من رؤيتها ورسالتها وتعزيزاً لدورها في المنطقة الغربية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين والمقيمين، يأتي دعمها للمهرجان للإسهام في تحقيق الأهداف المرجوة.

وتأتي مشاركتها في المزاينة في إطار المشاركة والمحافظة على التقاليد والعادات النبيلة لمجتمع الإمارات، خصوصاً أن المهرجان يهدف إلى المحافظة على السلالات الطيبة للإبل، وتوعية الأجيال بأهمية المحافظة على الموروث الثقافي والاجتماعي الذي تزخر به بلادنا.

ووجه مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال ببلدية المنطقة الغربية، حمد سالم الهاملي، الشكر إلى صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، واهتمام الفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، على اهتمامهم الدؤوب بإحياء الموروث الشعبي والمحافظة عليه، مشيداً بالجهود التي تبذلها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي.

وأوضح الهاملي أنّ البلدية قامت بتجهيز البنية التحتية لموقع المهرجان، من خلال تسوية الموقع وفتح طرق العزب للملاك والمشاركين في المزاينة، مضيفاً أن البلدية تقوم خلال فترة المزاينة بتوفير المياه للعزب، ورش الطرق بالمياه للحد من الأتربة وتثبيتها بصورة جيدة لتسهيل حركة مرور السيارات، إلى جانب توفير الحطب وتنظيف الطرق من الرمال وتنظيف مهبط الطائرات العمودية.

وحرصت العديد من الوفود السياحية الأجنبية على التوافد لـ«مزاينة بينونة للإبل» الذي يقام تحت رعاية سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وتستمر لغاية 13 نوفمبرالجاري.

وأكد جساف ستاركي، أميركي الجنسية، أنه حرص على الحضور للمزاينة، بعد أن سمع بها من صديقه محمد عيضة المزروعي الذي حدّثه عنها، وقرر أن يحضر لمتابعة فعالياتها وما تتضمنه، فأتى في وفد سياحي ضمه وزوجته وشقيقته وصديقة معهم.

وحضر ستاركي للمهرجان، وكان يتوقع أن يشاهد مسابقة وسط رمال الصحراء بعيداً عن الناس، لكنه فوجئ بوجود تجهيزات متميزة وأجواء رائعة، بجانب اهتمام من اللجنة المنظمة بالضيوف، وشاهد الإبل التي تتنوع أشكالها وألوانها في ظاهرة فريدة.

فيما تؤكد جاسيكا ستاركي، أميركية الجنسية، أنها استمتعت جداً بالمسابقة وما شهدته من تنوع للإبل بأشكال وأحجام مختلفة لم ترَها من قبل، مضيفة أن أكثر ما جذب انتباهها جمل أبيض ناصع البياض وسط الابل المشاركة، فأعجبت به جداً، متمنية أن تعاود الزيارة مرة أخرى في السنوات المقبلة.

وترى إيزابيلا من الولايات المتحدة الأميركية أن المسابقة جيدة والتنظيم جيد، وأنها سعيدة بوجودها في هذه المسابقة لأول مرة، متمنية تكرار الزيارة في المرات المقبلة.

من جانبها، عبرت ماري كويك، كندية الجنسية، عن سعادتها بهذا التجمع للإبل، وعبرت عن استغرابها هذه الأعداد الغفيرة من الأهالي التي تعشق الإبل وتتواصل معها بشكل كبير، ما ينمّ عن حب كبير لهذه الإبل.

وتؤكد كويك أنها لم تكن تتوقع هذه الأعداد الكبيرة من الأهالي التي تتجمع أمام منصة تشارك فيها الإبل بعرض جيد لاستعراض جمالها ومحاسنها.

وغير الجانب التراثي والثقافي لمزاينات الإبل التي أصبحت الشغل الشاغل لفئة كبيرة من المواطنين بما تسهم به في إحياء التراث وصونه والمحافظة عليه، فهناك جانب اقتصادي مهم يركز عليه المشاركون والمتابعون من خلال عمليات البيع والشراء التي تصل في كثير من الأحيان إلى الملايين للناقة الواحدة، الأمر الذي ينعكس مادياً أيضاً على المشاركين، وكذلك هناك الجانب الاجتماعي، حيث يعتبره الكثيرون تجمعاً موسمياً يتم من خلاله التواصل بين المواطنين وتبادل العلاقات الاجتماعية.

وأشار عدد من ملاك الإبل إلى أنّ المشاركة بالمزاينات أصبح لها بعد اقتصادي، بما تشكله من حركة اقتصادية وتجارية كبيرة من خلال عمليات البيع والشراء، وهذا الجانب ينعكس بالفائدة على المواطنين، خصوصاً مع استقطاب العديد من الراغبين ببيع مختلف احتياجات المشاركين وإبلهم، من خلال سوق ضخمة تنتشر ضمن المزاينة.

وأكد زوار أن المهرجان يشكل تجمعاً شعبياً فريداً وموسماً يجتمع من خلاله المواطنون ويتبادلون وينمّون العلاقات الاجتماعية في ما بينهم، سواء في هذا المهرجان أو المهرجانات الكبيرة مثل الظفرة، حيث يتم تبادل العلاقات أيضاً بين إخوانهم المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي.

وأشاروا إلى الدور الثقافي والتراثي لهذه المهرجانات التي تعبر عن الأصالة والتمسك بالعادات والتقاليد التي كان يسير عليها الآباء والأجداد، معتبرين أن هكذا مهرجانات تعد بمثابة رد الجميل أيضاً للمطية التي كان العرب يعتمدون عليها في الماضي في النقل ومصدر الرزق والعيش.

ووصف مشاركون إدارة وتنظيم «مزاينة بينونة» بالممتازة، وأشادوا بالدعم الذي تقدمه القيادة الرشيدة لمثل هذه المهرجانات التي تعنى بإحياء التراث وإعطاء الصورة المثلى للعادات والتقاليد التي تتميز بها المنطقة والإمارات بشكل عام.

تويتر