معرض يقدم الرؤية الإبداعية للمتحف

«مختارات غوغنهايم أبوظبي» نافذة على عوالم الضوء

صورة

من يعتقدون أنهم اختبروا الضوء، وعرفوا ماهيته وأبعاده؛، عليهم زيارة معرض «أبعاد مضيئة: مختارات من مقتنيات غوغنهايم أبوظبي»، الذي افتتح صباح أمس في منارة السعديات على جزيرة السعديات، ويُعد أول معرض من نوعه لمتحف غوغنهايم أبوظبي.

يقدم المعرض الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة للزائر وجوهاً أخرى مبتكرة، وقد لا تكون متوقعة للضوء بما يتيح تفسيره على أوجه متعددة تعكس مدى ما تحمله هذه «الثيمة» من ثراء وتعدد يفوق توقع كثيرين.

حوارات

إلى جانب الأعمال الفنية التي سيتم عرضها، يستضيف المعرض الافتتاحي لمتحف غوغنهايم أبوظبي، سلسلة من الحوارات والفعاليات وورش العمل المصممة خصوصاً بما يتلاءم مع أذواق مختلف الفئات العمرية من محبي الفن.


منصة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/216237.jpg

قالت مدير البرامج في إدارة المتاحف التابعة لقطاع الثقافة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ميساء القاسمي «تكمن أهمية معرض أبعاد مضيئة في اعتباره أول منصة تقدم مفاهيم متحف غوغنهايم أبوظبي وما سيتضمنه من برامج عامة. وفيما نواصل تحقيق المزيد من التنوع في برامجنا، حرصنا على تقديم نبض الكورنيش ضمن البرنامج العام كحدث تفاعلي بارز يمنح المعرض بعداً جديداً ويُتيح لقاعدة أوسع من الجمهور فرصة التعرف إلى المتحف».


«نبض الكورنيش»

يوجد في المعرض عمل للفنان رافائيل لوزانو-هيمير، يحمل عنوان «نبض كورنيش أبوظبي» وتقرر عرضه على كورنيش العاصمة في الفترة من الثامن إلى 17 يناير 2015. ويمثل العمل مظلة تفاعلية لأشعة الضوء الموجهة إلى السماء باستخدام الكشافات الروبوتية التي يتم التحكم بدرجة سطوعها واتجاهها عبر نبضات قلب زوّار كورنيش أبوظبي. ويمكن للجميع المشاركة عن طريق الإمساك بجهاز استشعار موجود في منتصف الساحة لتحويل النشاط الكهربائي للقلب إلى تسلسل من الأضواء. وتساعد كثافة واتجاه الأضواء على أن تجعل الإيقاعات البيولوجية المختلفة لكل مشارك مرئية وملموسة.

لا تتوقف أهمية «أبعاد مضيئة: مختارات من مقتنيات غوغنهايم أبوظبي»، الذي تستمر فعالياته حتى 19 يناير 2015، على طرحه لمفاهيم وأبعاد جديدة لـ«ثيمة» الضوء فقط، فهو يعرِّف الزوّار على الرؤية الإبداعية للمتحف، ويقدم لهم لمحة حول الأعمال الفنية التي سيحتضنها مستقبلاً، ونافذة للتعرف إلى رسالته الرامية لتعزيز مفهوم الفن العابر للحدود، وتسليط الضوء على موروثات مختلفة من الحداثة، وتطور الفكر الثقافي المعاصر في المنطقة، بحسب ما أوضحت المدير التنفيذي لقطاع الثقافة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ريتا عون عبده، في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس.

وأشارت إلى أن أبوظبي توفر من خلال المعرض منصة تفاعلية قيمة تساعد على استعراض تاريخ الفن المعاصر والتأمل في حاضره ومستقبله، ومن خلال الأعمال الفنية المعروضة وورش العمل والبرامج التعليمية المتنوعة، تهدف الهيئة إلى تعزيز هذه الرؤية، وتقديم منصة لإلهام وتشجيع المواهب الفنية المحلية.

عبر 18 عملاً لـ18 فناناً عالمياً من ستينات القرن الماضي إلى يومنا الحالي، تركز جميعها على ثيمة «الضوء»، يمتد المعرض على خمسة أقسام، يقدم كل منها الضوء من منظور وبمفهوم مختلفين، هي: الضوء الإدراكي، والضوء المنعكس، والضوء المطليّ، والضوء المحرّك، والضوء السماويّ.

ويعرض قسم الضوء الإدراكي أعمالاً فنية متميزة لفنانين من رواد الحركة الفنية التي تركز في المقام الأول على خلق تجربة حسيّة مستمدة من التفاعل مع الضوء، هم: لاري بيل الذي يقدم عملاً يعود لعام 1969 من الزجاج والنحاس المطلي بالكروم على قاعدة بليكسي جلاس. بينما يعتمد عمل دان فلافين على ضوء الفلورسنت الأصفر والأخضر، إذ يعد من بداية الأعمال التي استخدمت الفلورسنت، وفي الاتجاه نفسه يأتي كذلك عمل كيث سنيير الذي يعود إلى 1970. بينما يعد عمل دوغلاس ويل من أبرز الأعمال في هذا القسم، وهو عمل يؤثر في معمارية مكان عرضه، حيث يعرض في غرفة دون زوايا حادة، وهو عبارة عن مكعب من الفيبر مع نيون أبيض، ما يجعله يعطي المشاهد إحساساً بأنه يسبح في فضاء غائم غير واضح الأبعاد. أما قسم الضوء المنعكس فيعرض أعمال أربعة فنانين، هم هاينز ماك، وأوتو بيني، اللذان برزا على الساحة الفنية خلال فترة الستينات عندما قاما بتأسيس مجموعة «زيرو» بهدف وضع الأسس لحركة فنية جديدة، وعرضت لماك مجموعة من المجسمات الطولية مختلفة الأشكال والأبعاد ذات أسطح مصقولة، بينما اعتمد عمل بيني على الظلال المتحركة الصادرة من كرة معلقة في منتصف الغرفة لترسم في دورانها ظلالاً تبدو راقصة بالية متحركة. وجمع القسم كذلك فنانين في منتصف مسيرتهما المهنية، وهما غادة عامر بعمل حمل عنوان «كلمات أحبها»، ورشيد قريشي الذي عرض له جزء من مشروعه الأشهر «درب الورد» الذي عمل عليه لـ 10 سنوات كاملة.

ويتضمن قسم الضوء المطليّ أعمال فنانين تشكيليين وهم منير شاهرودي فرمان فرمايان، وسامية حلبي، وشيرازه هوشياري، وواي. زي. كامي، الذين يشتهرون باستخدام الضوء بشكل مفاهيمي في أعمالهم الفنية لتحفيز ملكات التأمل والخيال لدى الناظرين، وتُعد الرموز الصوفية العامل الأكثر حضوراً في أعمال هذا القسم، مثل الدائرة والكلمات المتكررة، وغيرها من الرموز التي تحمل معاني صوفية ترمز للكون وحركة النجوم والأفلاك.

وتضمن قسم الضوء المحرّك، أعمالاً لكل من أنجيلا بولوك وحسن خان ورافائيل لوزانو-هيمر، الذين يشتهرون باستخدام تقنيات متطورة لتحريك الضوء بأشكال مختلفة في أعمالهم الفنية. ويعرض قسم الضوء السماوي أعمال بهارتي خير، وسونغ دونغ، اللذين يستخدمان وسائط مختلفة لإنتاج أعمال فنية ترحل بالناظر إلى آفاق لا حدود لها. ويختتم المعرض بعمل الفنان يايوي كوساما الذي يعد من أكثر الأعمال تأثيراً، ويعكس عنوان العمل «غرفة اللانهاية المنعكسة- مملوءة بألق الحياة» ملامحه، فهو عبارة عن غرفة مظلمة تضيئها عشرات من الأضواء الصغيرة المعلقة في فضاء الغرفة بألوان مختلفة، بينما يسير الزائر في ممر معين وسط أرضية مغمورة بالمياه، ولمزيد من الانعكاسات والإبهار غطيت جدران الغرفة بالمرايا.

تويتر