موهبته نضجت في «تلفزيون دبي».. ويجمع بين التقــديم والشعر والتمثيل

سعود الكعـبـــي: للدراما مذاق آخر

صورة

هو أحد أقدم المذيعين الشباب، بدأ مشواره الإعلامي منذ الطفولة، فكبر أمام أعين المشاهد، وفي رحاب تلفزيون دبي، لتأتي الخطوات الحاسمة في مسيرة سعود الكعبي، بعد ذلك سريعة، ومبكرة، منذ أن قدم الدورات الأولى لبرنامج «الميدان» على شاشة قناة «سما دبي»، ثم تقديمه برنامج «تاراتاتا» و«نجم الخليج»، لكنه رافق كل ذلك بإطلالات في الدراما السينمائية والتلفزيونية، لم ينس خلالها موهبة أخرى قدمته شاعراً غنى من كلماته عدد من المطربين.

شهادة في رفيق

أكّد الكعبي، الذي ظل على مدار سنوات طويلة يقدم برنامج «الميدان» لليولة، ويقدم تقارير ميدانية تغطي البطولات التراثية، التي تقام برعاية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أنه شديد الإعجاب بتقديم زميله أحمد عبدالله، الذي خلفه في برنامج «الميدان»، مشيراً إلى أن إعجابه بإمكانات زميله تتجاوز التقديم الإعلامي، إلى أدائه التمثيلي أيضاً، حيث شاركه عبدالله، إضافة إلى بطولة مسلسل «قبل الأوان»، فيلمه السينمائي الأخير.


سرية محلية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/189037.jpg

رغم تعدّد محاور اللقاء، فإن سعود الكعبي لم يشر إلى فيلم «إيه ــ بي»، الذي يصور بين أبوظبي وبيروت، بعدسة المخرج الإماراتي علي مصطفى، وسيناريو المصري محمد حفظي، وجاءت أخبار العمل الإماراتي من القاهرة.

السرية المحلية، برّرها الكعبي برغبة أسرة العمل، لكن المدهش أن تفاصيل العمل نفسها لم تكن سرية على الإطلاق بالنسبة للأطراف غير الإماراتية.

وتحت عنوان مقترح هو «رؤى وسعود في هوليوود»، قال سعود الكعبي، إنه «يجهز لتقديم برنامج فني تشاركه تقديمه زميلته رؤى الصبان، على شاشة قناة (سما دبي)».

وحول أبرز ايجابيات مسلسل «قبل الأوان» قال: «الدراما الإماراتية بحاجة ماسّة إلى وجوه شابة جديدة، وهذا بالتحديد هو ما يقدمه العمل، وفي حال السير على النهج ذاته، والمراهنة على جيل الشباب، فإن الدراما الإماراتية حتماً ستكون على موعد حتمي مع التجديد، الذي أضحى مطلوباً الآن أكثر من أي وقت مضى».

الكعبي، الذي غاب عن المشاهد بصفته الإعلامية نحو عامين، عاد هذا العام للإطلالة من الشاشة ذاتها التي شهدت تألقه، «سما دبي»، ولكن بصيغة أخرى، من خلال اشتراكه في بطولة مسلسل «قبل الأوان»، في أول ظهور له في الدراما التلفزيونية، بعد أن قدم عدداً من التجارب السينمائية، أبرزها فيلم «دار الحي» للمخرج علي مصطفى.

وأكد الكعبي لـ«الإمارات اليوم» أن شغفه بالسينما والتمثيل لا حدود له، وأشار إلى أن ردة فعل الجمهورحول تجربته التلفزيونية الأولى قد ترسم مسار خطواته المقبلة. مضيفاً: «للتمثيل مذاق آخر، خصوصاً في الدراما التلفزيونية، لكن هذا لا يعني أن ثمة خياراً لأن يكون حضوري ممثلاً على حساب الطلة الإعلامية».

وأضاف أن: «الإعلام هو المهنة التي اخترت أن أنتمي لها، وهو الاتجاه الذي انجذبت إليه منذ طفولتي، وإذا كان ثمة تصنيف أو فرز، بين الاحتراف والهواية، فإنني أحترف الإعلام، وأهوى التمثيل، ولولا الأول، لما حققت أي نجاح في الآخر.

لذلك يعتزم الكعبي في حال نجاح تجربة «بعد الأوان» الاستمرار في تثبيت قدمه ممثلاً، ولكن «دون إفراط»، حسب تأكيده، من أجل ألا تطغى صورة الممثل، على حضوره الإعلامي.

ولم يخف بطل «قبل الأوان» شغفه برصد الانطباعات الأولى على اشتراكه في العمل، خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ اليوم الأول لبثه في بداية شهر رمضان، مؤكداً أن احتضان الجمهور العمل مشجع ومحفز، وهو ايضاً ما استقاه، حتى الآن، من انطباعات المهتمين بصناعة الدراما، سواء من الإعلاميين، أوالمنتمين إلى تلك الصناعة.

لم يشعر الكعبي بأنه يعمل في بيئة مختلفة في تجربته «قبل الأوان»، ليس فقط لأن العمل من إنتاج مؤسسة دبي للإعلام التي ينتمي إليها، أو لأنه بصحبة زميلين يعملان معه في القناة، ويخوضان تجربة مشابهة هما رؤى الصبان، وأحمد عبدالله، بل لأنه يعرف جيداً معظم الذين ضمهم المسلسل، خصوصاً المنتج المنفذ أحمد الجسمي، والفنان د.حبيب غلوم، وملاك الخالدي، وفاطمة الحوسني وغيرهم، بما في ذلك الوجوه الشابة الأخرى التي ضمها العمل.

التجربتان السينمائيتان السابقتان سهلتا للكعبي التجربة الأولى في الدراما التلفزيونية، رغم أنه يرى العمل السينمائي أكثر صعوبة، ويتطلب مزيداً من الإجادة، لكن في المقابل العمل التلفزيوني أوسع انتشاراً، ويضمن للممثل حضوراً اكبر لدى شرائح متنوعة من المجتمع، لأن «الدراما التلفزيونية تدخل البيوت من دون استئذان، على عكس السينما التي يجب أولاً اقناع المشاهد المفترض مسبقاً بأهمية اتخاذه قرار الذهاب إلى دار العرض، ثم اختيار فيلم بعينه، لاسيما إذا كان ابطال هذا الفيلم، ليسوا من النجوم الذين اعتاد متابعة اعمالهم».

أكثر ما لفت انتباه الكعبي خلال تصوير «قبل الأوان»، هو غياب الحساسية المفرطة التي طالما ألصقت بممثلي الدراما التلفزيونية، مضيفاً: «كنا نسمع عن شللية، وحساسيات، تسود الوسط الفني، لكننا لم نجد سوى علاقات أخوية تربط بين أسرة العمل الفني الواحد، وهو أمر استمر على مدار نحو 70 يوماً، هي فترة تصوير العمل».

حضوره الشعري لن يكون على حساب الإعلام أو التمثيل خلال المرحلة المقبلة، حسبما يؤكد بطل «قبل الأوان»، وصاحب الدور المحوري فيه وهو شخصية «سيف»، التي تحرك خيوط الأحداث على أكثر من صعيد، فبالإضافة إلى كلمات أغنية شارة المسلسل، التي قام بوضع ألحانها فايز السعيد، وغنتها شمة حمدان، فقد قدم الكعبي نحو سبع قصائد قام بغنائها على مدار العام فنانون مختلفون، وهو النهج نفسه الذي يأمل أن يسير عليه خلال المرحلة المقبلة، من اجل ألا يكون حضوره في أحد جوانب اهتماماته غير مؤثر في الألق ذاته في غيره من الجوانب، لاسيما مجال التقديم الإعلامي، الذي قدم ايضاً اشتراكه في انجاز برنامج وثائقي تم إنتاجه بالتعاون مع مجموعة «إم بي سي» الإعلامية وعرض على شاشة تلفزيون أبوظبي.

تويتر