Emarat Alyoum

حامد زيد: كُـتّاب «تــويتر» ليسوا شعراء

التاريخ:: 27 يوليو 2013
المصدر: سوزان العامري - الشارقة
حامد زيد: كُـتّاب «تــويتر» ليسوا شعراء

نفى الشاعر الكويتي حامد زيد، أن يكون ضد المرأة، وإن كان البعض يعتبر أشعاره هجومية نوعاً ما ومتحاملة على المرأة، معللاً ذلك بقوله «إذا امتدح الشاعر نفسه واعتز بكبريائه وذاته، لا يعني أن يكون ضدها، خصوصاً أن ديوانا شعريا له  صدر أخيراً حمل عنوان عاشق بدوية».

وأكد زيد في أمسية «الشعر في الخليج العربي بين الصورة التقليدية وتحديات الحداثة» التي نظمها مركز الشارقة الاعلامي في متحف الشارقة للحضارة الاسلامية، أول من أمس، أن «الشعر النبطي كان قبل نحو خمس أو ست سنوات في عصره الذهبي، من ناحية الاهتمام بالشعر الشعبي من خلال مجلات الشعر ونشر القصائد وعقد الامسيات والندوات الشعرية، لكن الانفتاح الحاصل، وتحديداً في وسائل التكنولوجيا الحديثة والانترنت، أضعف كثيراً من قوة المجلات الشعرية والقنوات الاعلامية التي لم يعد لها وجود أو تأثير في الوقت الجاري».

لافتاً إلى أن «ذلك الانفتاح الزائد في وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً تويتر، أسهم في ظهور دخلاء على الشعر، إذ بات في مقدور أي شخص أن يفتح حساباً في تويتر ويكتب الشعر، والمصيبة يقال انه شاعر، خصوصاً مع وجود التابعين الذين يطبلون له ويسهمون في انتشاره عبر تناقل وتبادل أشعاره والترويج له، فالمطلوب الارتقاء بالشعر والرقي به فالدخلاء ليس لديهم سوى كلام أو «سوالف» ويقولون انه شعر، صحيح أن الجيد في تلك المواقع يظهر، لكن المشكلة أن الباب مفتوح للجيد وغير الجيد، على عكس ما كان يحصل في السابق مع وجود فرز ومصفاة للغربلة وانتـــــقاء الأفضل».

ألبوم قصيدة وسالفة

طرح الشاعر الكويتي حامد زيد، أخيراً، فكرة ألبوم عبارة عن أشعار تراثية قديمة، تعود إلى شعراء من الماضي، وذلك بالتعاون مع باحث في التراث، بعنوان قصيدة وسالفة، إذ يقوم الشاعر بإلقاء القصيدة ثم طرح المغزى منها وأسباب كتابتها او ربما قصة تلك القصيدة وسالفة تحكي عن شاعرها، وتم اختيار  شعراء متفرقين من الخليج، وأعاد الشاعر إلقاء قصائدهم القديمة ليس بإلقائه المتعارف عليه بنسبة 100%، إنما التزم بشيء من الجدية في إلقاء تلك القصائد، لاسيما أنها محفورة في ذاكرة كبار السن الذين يفضلون الأسلوب الجاد في ألقاء القصيدة».     
واهتم الشاعر بالقضايا العربية وتناولها كموضوعات لنصوصه الشعرية، منها موضوعات محلية وشخصيات وقضايا، وعلل ذلك بأن «الشاعر يجب أن يتفاعل مع القضايا الحاصلة من حوله، إذ يجب أن يوثق التاريخ بان الشاعر الفلاني كتب عن القضية، الأمر الذي يكسبه سمعة جيدة وعلوا ومكانة في نفوس الناس، كما ان الشاعر جزء من المجتمع المحيط به يتأثر به».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/07/1319.jpg



140 حرفاً

زيد تابع حديثه عن الأثر السلبي للتكنولوجيا الحديثة، قائلاً إن «الشاعر لا يستطيع في 140 حرفا أن يكتب ويظهر كتاباته، المشكلة أن في تلك المواقع هناك من ينتقدك في صفحة يرفقها بالموقع وعليك الرد عليها بتغريده بـ140 حرفا، وإلا لن تستطيع أن تأخذ حقك في الرد أو الظهور، خصوصاً ان الجمهور يمكنه أن يحكم على الشاعر ويتذوق شعره، لكن ليس الجميع يعرف قواعد الشعر والأوزان حتى ينتقوا الأفضل، وإلا لكان الجميع شعراء».

وأضاف أن «المجلات الشعرية كانت في السابق في أوج مجدها، إذ كانت القصيدة إذا نشرت في إحدى المجلات الشعرية، يبقى الحديث عنها أشهراً، اما اليوم فالمجلات تزين رفوف المكتبات دون أن يشتريها أحد، وإن وضعت صورة الشاعر في غلافها، كل ذلك بسبب الانترنت، فأصبح في متناول الجمهور التواصل معك عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسهوله ويدخل على صفحاتك ويتناقش معك ويطلع على قصائدك وكل شيء عنك عبر محركات البحث التي سهلت الأمور».

مشيراً إلى ان «الشاعر لم يعد يسجل أشرطة كاسيت لقصائده في وجود الانترنت، لدرجة أن الانتاج قل كثيراً، كما أن عددا كبيرا من شركات الانتاج أغلقت بسبب ضعف الانتاج، إذ بات في متناول أي شخص بضغطة زر أن يستمع إلى قصائدك كامله وتوثيقها الكترونياً، الأمر الذي اسهم في تراجع الاقبال على شراء الكاسيتات، التي أنا ملتزم بإصدارها لغرض الوصول إلى الجميع وليس الربح، إذ بلغ عدد الألبومات التي انتجتها سبعة ألبومات».

الشهرة والإلقاء

الشاعر حامد زيد عزا الشهرة التي حققها في مجال الشعر النبطي إلى ظهوره في وقت وصفه بأنه «أشهر من هذا الزمن»، فقد بدأ كتابة الشعر وهو صغير، إذ عندما بلغ عمر 18 سنة انضم إلى الاعلام، فكان يكتب الشعر، لكنه كان مقلاً في كتابة القصائد، فالأمر يستغرق منه ثلاثة أشهر لكتابة قصيدة، وذلك لأنه «يحترم الشعر الذي يقدمه للناس»، كما أنه قال «أنا بطبيعتي مقل في الكتابة الشعرية، ففي الوقت الراهن وتحديداً في كل عام أقدم نصا أو نصين شعريين إلى جانب مجموعة من التغريدات الشعرية عبر تويتر».

لافتاً إلى ان «من لا يتأثر لا يؤثر، فقد تأثرت بكثير من شعراء الشعر النبطي سواء كانوا معاصرين أو قدامى، هذا الخليط من التأثير أسهم في تطوير شخصيتي الشعرية من ناحية الإلقاء، إذ إن نصف جمال القصيدة هو أسلوب الالقاء وطريقة (عد) القصيدة، وعلى سبيل المثال في أحيان كثيرة عندما تكتب قصيدة وتنشرها في مجلة شعرية قد لا يتذوقها الجمهور مثل القصيدة التي تلقيها عليه». كذلك شدد زيد على أهمية الاطلاع على التجارب، «لكن على الشاعر أن يكون متوازنا في طرحه وكتابته للقصيدة من ناحية المفردات التي يستخدمها في النص، فعلى سبيل المثال يجب ألا يغوص في المفردات القديمة جداً ولا الحديثة، فالتبسيط مهم، خصوصاً أننا في عصر العولمة وتبادل الخبرات والانتشار في كل مكان». أما بخصوص اللهجات الخليجية ولجوء الشعراء إلى استخدامها في قصائدهم، فاعتبر زيد أن «هناك مفردات خليجية تميز دولة عن أخرى، لكنها معروفة ومفهوم معناها، والغرض من استخدامها في النص الشعري، لذلك يمكن استخدامها من قبل الشاعر الذي هو ليس من الدولة التي تستخدم ذلك المصطلح، فالشعر يحكمه وزن وقافية، فإذا كان ذلك المصطلح يسهم في تحقيق القافية المطلوبة لا مانع، لكن أنا ضد من يعتمد في كل قصائده على لهجة خارج هويته، فهذا غير مرحب به«».