Emarat Alyoum

منتجات من وحي التراث في «ليــوا للرطب»

التاريخ:: 20 يوليو 2011
المصدر: أبوظبي ــ الإمارات اليوم
منتجات من وحي التراث في «ليــوا للرطب»

تسعى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، الجهة المنظّمة لمهرجان ليوا للرطَب، إلى ترسيخ ثقافة النخيل والرّطب في أذهان مختلف الأجيال بالدولة من خلال هذا المهرجان، إذ يشكّل حافزاً قويّاً للمواطنين على زراعة النخيل ضمن الأطر البيئية الصحيحة من أجل الارتقاء بجودة إنتاج الرطب، والمحافظة على النخيل.

ويعرض جناح الهيئة مجموعة متنوّعة من المشغولات اليدوية التراثية تشمل الحقائب والملابس ومرشات العطر، إضافة الى سلال الرّطب المطورة، وعلاقات المفاتيح بأشكال تراثية، لكنّه يتميّز هذا العام بعرضه مجموعة متنوّعة من الحقائب الخاصة بالحاسوب المحمول، والهاتف المتحرك التي تمّ ابتكارها للمرّة الأولى، خصيصاً للمهرجان. وتتميّز بتصاميمها المستوحاة من التراث بما يراعي احتياجات الاستعمال اليومي، إذ تأتي بأحجام متعدّدة لتناسب الحواسيب المحمولة كبيرة الحجم والمتوسطة والصغيرة، إضافة إلى الحقائب اليدوية النسائية التي تحمل طابعاً تراثياً، وحقائب أدوات الزينة التي تأتي على شكل برقع، وحقائب نسائية من الخوص.

أطباق

شهد مهرجان ليوا للرطب تقديم ابتكارات جديدة في فنون الطهي تجمع ما بين المطبخ الأوروبي والإماراتي، إذ حرص الطاهي الروسي ليف مورادوف، من فندق غراند ميلينيوم الوحدة، على استخدام مكوّنات محلية تجمع ما بين لحم الخروف، وتمر الخلاص، وحليب الجمل لصنع أطباق شهيّة.

وقام الطاهي بصنع طبق مميّز من المقبّلات يضمّ الكركند مع الجرجير، إضافة إلى مخلّل التمر الذي أعدّه بطريقة الكازباتشو التي تتضمّن المحافظة على المكوّنات من غير طهي، والإسكالوب المحشي بالجبنة والنعناع وجبنة الفيتا والزعتر البري مع الكافيار الفرنسي الطازج وكبدة البط والتمر.

ذاكرة

أوضحت مسؤولة قسم «تطوير التراث» المنبثق عن الهيئة، صافية القبيسي، أنّ المهرجان يأتي في إطار استراتيجية الهيئة التي توجّه إلى الحفاظ على تراثنا المادي والمعنوي في أبوظبي وتطويره، خصوصاً النخيل بما يحتله من مكانة متميّزة في الذاكرة الإنسانية لمجتمع الإمارات.

وأضافت أنّ «جناح الهيئة يحرص على إبراز النتاج الإبداعي للمهن التراثية من خلال عرض الكثير من المنتجات اليدوية وأدوات الاستخدام اليومي، وتشجيع أصحاب هذه المهن على الحفاظ عليها ومواصلة الإبداع».

وقال السائح ماثيو كروسمان من أستراليا إنّ «المعروضات تعبّر بصورة واضحة عن أسلوب الحياة الذي عاشه سكان الإمارات، وتوضح كيف تمكّنوا من التغلّب على ظروف الحياة الصعبة، وابتكار أدواتهم اليومية لمواجهة هذه الظروف». وأعرب عن اهتمامه بمعرفة المزيد من المعلومات حول تراث الإمارات، وأسلوب الحياة والمشغولات اليدوية التي تعتمد بصورة أساسية على النخيل في المسكن والمشرب والمأكل وغيرها.

بينما عبّر الزائر (مايكل. ل) من المملكة المتحدة عن إعجابه بفكرة صنع حقائب حواسيب وهواتف محمولة بما يعكس الهوية المحلية والحرص على مواكبة العصر في الوقت نفسه، مبدياً إعجابه كذلك بأدوات الاستخدام اليومي، لما تقدّمه للزوّار من تعريف بالعادات الإماراتيّة الأصيلة.

إقبال

من جهته، كشف عضو اللجنة العليا المنظمة، مدير مهرجان ليوا للرطَب ،2011 عبيد خلفان المزروعي، عن تسجيل نسبة عالية من المبيعات في الرطب والمشغولات اليدوية التي يعرضها المهرجان، إذ تبلغ نسبة المبيعات يومياً نحو 250 ألف درهم، ما يعكس الاهتمام الكبير من السيّاح والزوّار بالحصول على رطب ليوا والإمارات، وما يعرضه المهرجان من منتجات يدوية مشغولة بدقة.

وأشار المزروعي إلى أن أبرز ما يميز المهرجان هذا العام هو الاهتمام المتزايد من الزوّار الذين يحرصون على اكتساب المعلومات المتعلّقة بالمنتجات التي تعرضها السوق الشعبية بتنظيم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وكيفية استعمالها، وفوائدها، مؤكداً أنّ زائري المهرجان يبدون إعجابهم بالاستخدامات المتعدّدة لشجرة النخيل بمختلف أجزائها، وثمارها، في ما يتعلّق بالمأكل، والمشرب، وأدوات الاستخدام اليومي، وغيرها.

وتتميّز المشاركات في مسابقة «أجمل عرض تراثي» لهذا العام بتنوّع كبير، إذ تعرض أبرز معالم المسكن التقليدي لسكان أبوظبي والعين، والمسكن التقليدي لسكان ليوا، إضافة إلى عرض أدوات الصيد البحري، وأدوات تراثية للاستخدام اليومي، من خلال متحف قام بتنفيذه أحمد حمد المزروعي، على شكل مسكن قديم، إذ تهدف المسابقة إلى التعبير عن العادات والتقاليد الإماراتية، والكشف عن الملامح التي ميزت البيئة المحلية القديمة، وأبرز تفاصيلها. وبلغ عدد المشاركات لهذا العام 16 مشاركة.

ويضمّ المتحف العديد من الموجودات القديمة التي يعود أقدمها إلى أكثر من 100 عام، وتشمل نماذج من الملابس والمجوهرات الخاصة بالنساء وأسلحة نادرة عابقة برائحة التراث، إضافة إلى مفاتيح وأقفال وأدوات الاستخدام اليومي من أوانٍ وأباريق وقوارير وقرب للماء وملاعق. ويعرض المتحف أيضاً أدوات الزراعة كالمحراث، وأبواب قديمة، وجرار متنوعة.

مشاركات

من جهتها، تشارك غابشة سعيد في عرض «خيمة تراثية» التي تعبر عن المسكن التقليدي لسكان أبوظبي والعين، وتسمى خيمة الجريد، وتعرض هذه الخيمة أبرز الأدوات الخاصة بالاستخدام اليومي، وتشمل أواني الطبخ والأوعية الخاصة بالرطب بأحجامها المختلفة، والأوعية الخاصة بحفظ الأسماك والتنور، وأواني الماء وأدوات مصنوعة من أجزاء النخيل.

أما سلمى حمد المزروعي فتعرض مشاركتها التي تحمل اسم «البيت الأول» معبّرة من خلالها عن بيت ليوا التقليدي الذي يسمّى العريش، ويضمّ مجموعة متنوّعة من الصناديق الخاصة بحفظ الأدوات والملابس والثمار وأدوات لصيد الحيوانات، ومصنوعات من أجزاء النخيل، إضافة إلى مجموعة من الأباريق والملابس التراثية الخاصة بالرجال والنساء وغيرها.

ولا تزال استعراضات الفرق الشعبية الشهيرة مستمرّة، إضافة إلى عروض موسيقية متنوّعة تقدّمها الفرقة الموسيقية للقيادة العامة بشرطة أبوظبي.