عن قرب

أمل الغافري.. امرأة وهبت نفسها للطاقة النظيفة

الغافري: أهم تحدٍ يواجه صناعة الطاقة النظيفة هو نشر الوعي بأهميتها. تصوير: إريك أرازاس

ليست المرأة الأولى التي تحمل دكتوراه في هذا التخصص على مستوى المنطقة، ولكنها الإماراتية الوحيدة بين أعضاء هيئة التدريس في معهد «مصدر» للعلوم والتكنولوجيا، التابع لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل.

الدكتورة أمل الغافري إحدى بنات الوطن اللاتي يعشن بعقولهن في قلب المستقبل، ولا يؤمن بالمستحيل، تقول «الطاقة المتجددة امتداد لتخصصي في الفيزياء، الذي درسته في جامعة الإمارات، وهي ترجمة واقعية للميول العلمية التي رافقت الصبا، لذا لم يكن غريباً أن أجد في معهد مصدر فرصة بحثية فريدة لاستكمال المشوار، وسط دفء الوطن، بعد سنوات من الاغتراب للدراسة في جامعة بيسبرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية».

بروفيسور الغافري ـ كما يحلو لزملائها مناداتها ـ تحمل في مخيلتها كثيراً من الصور عن الماضي، الذي شهد ديناميكية روح التحدي التي أيقظ بها زايد الأب كل القدرات الكامنة في نفوس بنات الإمارات، ليقفن يداً بيد جنب شبابها، فكان الحصاد نهضة تنموية غير مسبوقة يتسابق الجميع من أجل الوصول بها إلى مصاف الكبار، في عالم لا يعترف سوى بالكفاءات ولا يفسح مجالا إلا للإبداع.

أمل الغافري التي لاقت تشجيعاً غير محدود من أسرتها على الاستجابة لنداء العلم، كانت دائماً عند حسن الظن بها، بتفوقها وإصرارها، إذ استطاعت في وقت قياسي الانتهاء من رسالة الدكتوراه، والتفرغ من خلال معهد مصدر للقيام بأهم بحث بالنسبة لها حتى الآن، وهو عمل مشترك بين المعهد ونظيره الأميركي معهد ماستيوستشن للعلوم والتكنولوجيا في بوسطن، الذي يركز على الخلايا الشمسية العضوية عبر استخدام مواد عضوية لتقليل كلفتها وزيادة كفاءتها.

وتضيف الغافري «سيتم تطبيق هذا البحث لمدة سنة في بوسطن، وبعدها ينتقل إلى أبوظبي لقياس كفاءة الخلايا الشمسية في بيئة الإمارات، حيث تُجرى أبحاث حول طرق زيادة فعالية هذه الخلايا».

تؤمن الغافري بأن المستقبل سيشهد تحولاً كبيراً في مصادر الطاقة المستخدمة حالياً، وهي تتوقع أن ترى، خلال عقد من الزمان، كل ما يحيط بنا أخضر ومستداماً، لذا تعتبر أن إنفاق الحكومات المليارات ليس هدراً، إنما حفاظ على الحياة لمصلحة أنفسنا ولأولادنا، مؤكدة أن تحدي التحول للطاقة النظيفة، أصبح في متناول اليد، لأن الخطط النظرية بدأت تأخذ حيزاً من التنفيذ، ومكنت الحكومات من وضع ميزانيات مقبولة لمشروعات واعدة، ولم يعد باقياً سوى الانطلاق بوتيرة أسرع في ظل تقلبات الطبيعة المتلاحقة، جراء سخونة الأرض وما بها من سموم.

ترى الغافري أن أهم تحدٍ يواجه هذه الصناعة هو نشر الوعي، بكل ما يلزمه من تثقيف البيوت والمدارس والشوارع، لخلق مجتمع يؤمن بأن الحفاظ على البيئة والموارد لم يعد رفاهية، وإنما هو رهان على البقاء ومواصلة التنمية».

تعمل الغافري بمعهد مصدر منذ قرابة العام بدرجة أستاذ مساعد، وهي ترى في شباب وفتيات المعهد قوة خلاقة وفرصة عظيمة، وانعكاساً للقدرة على التغيير، من بلد نفطي يمتلك ثاني أكبر مخزون، إلى منتج ومصدّر قوي للطاقة النظيفة، في ظل إمكانات ضخمة ودعم حكومي كبير لهذا الفكر الجديد.

وتقول معلقة على ذلك «لم أعد أستغرب أن يذكر اسم أبوظبي في جميع المحافل الدولية والعلمية على أنها عاصمة المستقبل للطاقة المتجددة، فهذا واقع عملي يجعلنا نشعر بفخر كبير وامتنان تجاه كل من أسهم في هذا الإنجاز».

تويتر