«برج دبي».. تحفة العاـم
حدائق وواجهات مائية ومبانٍ تراثية تزين «برج دبي». من المصدر

يزدان «برج دبي» التحفة المعمارية العالمية وأطول ناطحة سحاب في العالم، حيث يزيد ارتفاعه عن 800 متر، بمساحات واسعة من الحدائق الخضراء ذات التصاميم الهندسية البديعة، تمتد «الحديقة» على مساحة 11 هكتاراً تحيط بقاعدة البرج من جميع أطرافه. وتضم حدائق البرج الذي يُفتتح رسمياً في الرابع من يناير المقبل، ست تشكيلات مائية والعديد من الأشجار المزهرة بأروع الألوان.
وفي إطار المبادرات الخضراء التي أطلقها «برج دبي» تروى المسطحات الخضراء باستخدام نظام فريد لتجميع المياه، حيث يتم تكثيف المياه الناتجة عن عمليات معدات التبريد في البرج لاستخدامها في الري، لتوفر نحو 15 مليون غالون في العام الواحد، أي ما يعادل كمية المياه اللازمة لملء ما يقارب 20 حوضاً من أحواض السباقات الأولمبية للسباحة.
ويجرى تصميم المساحات الخضراء المحيطة بـ«برج دبي» لتكون بمثابة احتفالية بمفهوم «برج وسط الحدائق» وتشكل واحة ووجهة استرخاء لمستخدمي مرافق الفنادق والوحدات السكنية والمنتجع الصحي والمكاتب ضمن البرج. و يحظى كل مدخل من مداخل البرج بتشكيل مائي بديع يلطف الأجواء، ويضفي قيمة جمالية متميزة على «الحديقة».
وقال رئيس مجلس إدارة «إعمار» محمد العبار «تستوحي (الحديقة ) في (برج دبي) تصميمها من شكل قاعدة البرج الذي يحاكي زهرة (الهيمنوكاليس) الصحراوية، إضافة إلى تصاميم هندسية متنوعة تشتهر بها المنطقة. وتشكل (الحديقة) واحة هادئة، وتمثل امتداداً طبيعياً لـ(إعمار بوليفارد) المصممة لتكون واحدة من أفخم جادات البوليفارد في العالم بأسره».
وفي مركز «الحديقة»، ثمة «غرفة المياه» التي تقع أسفل البرج وتتميز بجدرانها المائية المؤلفة من أحواض ومضخات لتحاكي شكل الغرفة. وفي الوقت الذي تزداد التشكيلات المائية بجوار مداخل البرج، تمتد مجموعة من الأحواض المائية المصممة على طراز «إنفينيتي» قرب بحيرة البرج لتبدو كأنها تتماهى معها في مزيج متناغم يوحي بالرحابة والاتساع.
وتنتشر في أرجاء «الحديقة» نباتات متنوعة تشمل الأجمة دائمة الخضرة وأشجار «البونسيانا» المزهرة باللون الأحمر الفاتح، والتي تزين مركز قاعدة البرج. كما تزدان الحدائق بأزهار «الأكاسيا» وأشجار «الإيلدرز» الصفراء و«العفيف» البري، وتتماهى مع الشجيرات المحيطة بها، وتنتشر الأزهار القرمزية والبيضاء مع نبات الكاريسا والكروم المنخفضة، ونباتات الألوة والصبار في تشكيلات جمالية بديعة.
1000 تحفة فنية

وضمن سياق اللمسات الخاصة التي سيتميز به «برج دبي» اختيارها أكثر من 1000 عمل فني، بين تحف، ومنحوتات ولوحات لنخبة من كبار الفنانين العالميين، وستكون تحفة «أصوات العالم» من بين الأعمال الفنية التي تم اختيارها خصيصاً لـ«برج دبي»، وستوجد في الردهة الرئيسة لقسم الوحدات السكنية في المشروع، وقام بتصميمها الفنان العالمي جوم بلينسا باستخدام التيتان والخلائط المعدنية.
تتألف «أصوات العالم» من 196 صفيحة دائرية تمثل دول العالم الـ،196 وترمز للجهود الإنسانية الكبيرة التي تضافرت لإنجاز البرج، وتعبر في الوقت ذاته عن المكانة الاستثنائية التي يحتلها البرج على المستوى الدولي. وصنعت الصفائح باستخدام خليط من البرونز والنحاس المطلي بالذهب من عيار 18 قيراطاً، وتتعلق على قضبان من التيتان المثبتة في بركتين، في مشهد يحاكي القصب الذي ينمو في المياه. وتم إعداد العمل يدوياً، ويتميز برنين مميز للصفائح الدائرية عند تساقط المياه عليها، وهو ما يشبهه بلينسا بصوت سقوط المياه على أوراق الشجر.
منظور جديد
يوفر البرج فرصة نادرة لرؤية أفق دبي ببعد آخر، عبر منصة للمراقبة تعتبر أعلى شرفة مفتوحة للعموم في العالم، ويمكن لزوارها التعرف إلى جماليات المدينة من زاوية جديدة. تقع المنصة في الطابق ،124 وتأخذ الزوار في الوقت نفسه عبر رحلة يتعرفون فيها إلى قصة تطور دبي. وقال مدير عام «برج دبي» توماس ديمبسي، تبدأ الرحلة من ردهة الاستقبال في «دبي مول» لينتقل الضيوف بعدها عبر الممر المتحرك الذي يبلغ طوله 65 متراً إلى المصاعد المزدوجة التي تقلهم إلى الطابق ،124 لتستقبلهم إطلالات مذهلة على أرض دبي وسمائها. إنها تجربة تغني العقل والحواس والروح، كونها تنقل الزوار إلى أعلى نقطة في دبي، عند افتتاح المشروع لاحقاً هذا العام.
تستغرق رحلة «قمة البرج» نحو 45 دقيقة، وتتيح للزوار أيضاً المتابعة عبر العديد من الأنشطة التفاعلية، منها «برج دبي بين العظماء» و«برج مدينتكم» و«الأطول في العالم» و«دبي بين الأمس واليوم» التي تقدم لمحة عن تطور دبي، وكيف أسهم «برج دبي» في تغيير ملامح الأفق العمراني للمدينة.
تتألف الرحلة من 10 أجزاء، حيث يمكن للزوار شراء التذاكر في ردهة استقبال أنيقة تضم شاشات LED تعرض التصميم الثلاثي القاعدة لمشروع البرج، كما تضم الردهة مجسماً كبيراً للبرج يعرف الزوار بتفاصيل التصميم الهندسي الفريد، وتقام الرحلة على أنغام الموسيقى العربية المؤلفة خصيصاً للمشروع، والتي تتماهى مع الموسيقى الحديثة في تناغم تام.
وبعد المرور في ردهة الاستقبال والحصول على التذاكر، ينتقل الزوار نحو الممر المتحرك الذي يبلغ طوله 65 متراً والذي يأخذهم من «دبي مول» إلى داخل البرج، وفي حين أن المناظر الخلابة هي من أبرز عوامل الجذب في هذه الجولة، فإن الرحلة في الممر المتحرك، والمسماة «دبي بين الأمس واليوم» تمهد الأجواء للمرحلة التالية من الجولة من خلال العروض البصرية والصوتية التي تعرف بتطور المدينة والإنجازات التي حققتها حتى يومنا هذا. وتتوقف الجولة قليلاً بعد ذلك في منطقة «السماء حول برج دبي» وهي النقطة الوحيدة التي يمكن للزوار الاطلاع من خلالها عن قرب على الارتفاع الشاهق للبرج. وتستمر الرحلة بعد ذلك في مرحلة جديدة، تعرف باسم «من الرؤية إلى الواقع»، التي تنقل الزوار إلى المصاعد، ويمكنهم خلالها التعرف إلى الأسلوب الذي تم به بناء «برج دبي» قبل ركوب المصاعد التي تقلهم إلى الطابق .124
تنطلق المصاعد بسرعة فائقة تصل إلى 10 أمتار في الثانية، صعوداً إلى الطابق ،124 خلال نحو 60 ثانية فقط. وعندما تفتح أبواب المصعد، سيكون الزوار على موعد مع الإطلالات الرائعة لسماء دبي عبر نوافذ جدارية تحيط بالمنصة بزاوية 360 درجة. كما يمكن للضيوف زيارة الشرفة الخارجية المفتوحة في الهواء الطلق، لإلقاء نظرة على الأفق البعيد أو شوارع المدينة في الأسفل.
وتضم المنصة مجموعة من المناظير الخاصة التي يمكن للزوار من خلالها رؤية الأفق الممتد أو النظر إلى شوارع المدينة، سواء في الوقت الحالي أو عبر صور افتراضية للماضي والمستقبل، الليل أو النهار، بغض النظر عن حالة الطقس. ويمكن للزوار البقاء في قمة البرج بقدر ما يرغبون، قبل العودة إلى أسفل البرج ومنه إلى النقطة التي انطلقوا منها، وسيتمكن الزوار من تقدير روعة التصميم الهندسي والمعماري والتقنيات المستخدمة في تنفيذ البرج من خلال المرور بسلسلة من المجسمات والمنصات التفاعلية. وتكون الوقفة الأخيرة في متجر «قمة البرج» الذي يتيح للزوار فرصة شراء مجموعة من الهدايا التذكارية المستوحاة من أجواء «برج دبي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news