التراث المعنوي الإماراتي.. مرآة الحياة اليومـية

تتميز الإمارات بتراث ثقافي غير مادي، غني في مجالات الأدب الشفهي والفولكلور والتقاليد والمعتقدات الشعبية والحرف والأعمال اليدوية التقليدية والأغاني والرقصات، فضلاً عن الألعاب والرياضات الشعبية والفنون الاستعراضية التي تعد جزءاً من الحياة اليومية في الإمارة.

وذكر تقرير صادر عن إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن التراث المعنوي يتمثل في الحرف والصناعات التقليدية والزي الإماراتي والأغاني والرقصات والرياضات التقليدية والأكلات الشعبية الإماراتية والحياة البحرية. وحول الحرف والصناعات اليدوية، لفت التقرير إلى أن المكتشفات الأثرية في الإمارات أظهرت أن سكان المنطقة كانوا يتقنون مهارات حرفية عديدة، منذ زمن بعيد يعود إلى 7000 سنة. مشيراً إلى أن القبور والمباني التي اكتشفت في مواقع، مثل أم النار في أبوظبي وهيلي في مدينة العين، ضمت أدوات وفخاريات، معظمها مزخرف بأرقى المعايير الفنية وحلي وقطع مصنوعة من المرمر. وتعكس هذه الأدلة، إلى جانب أمثلة أخرى من صناعات يدوية تعود إلى فترة قريبة، عمق وامتداد تقاليد ممارسة الحرف التقليدية في المنطقة، وهناك حرف وصناعات يدوية خاصة بالإمارات، وهي الفخار والخوص وحياكة سعف النخيل والسدو والغزل والتلي والتطريز وصناعة المجوهرات والصناعات الجلدية والنجارة والصناعات الخشبية. وأوضح التقرير أنه نظرا إلى وفرة أشجار النخيل، فقد أدى ذلك إلى كثرة وتطور صناعة الخوص، حيث أصبحت صناعة متكاملة، تشمل أدوات مثل «السلال والمراوح والحصائر وأغطية الأرضيات».

وأشار إلى أن النساء البدويات في الماضي يستعملن عجلة الغزل التي تدار يدوياً، بدلاً من الدواسات، الأمر الذي كان يسهل عليهن الغزل خلال السفر على ظهور الجمال تماماً، مثلما يقمن بذلك داخل خيامهن. وحالياً، يستخدم الغزل في الإمارات في الغالب لصناعة الخيوط الضرورية لمنتجات «السدو». أما «التلي»، وهو نوع من التطريز، فيتم فيه استخدام خيوط ملونة يتم جدلها، ويستعمل عادة لتزيين صدر وأكمام الثوب التقليدي الإماراتي. وأظهرت الأدلة الأثرية أن صناعة الحلي في المنطقة تعود إلى ما يقارب 7000 سنة. وتوجد في متحف العين الوطني نماذج جميلة من الحلي المشغولة من الذهب والفضة ومواد أخرى، ولاتزال اكسسوارات الشعر والأساور والخواتم والخلاخل تلقى شعبية كبيرة، إلى جانب قلادات عديدة، خصوصا التي تضم الطبلة، وهي صندوق صغير مستطيل الشكل يحتوي على آيات قرآنية.

وذكر التقرير أن المشغولات الجلدية كانت من اختصاص البدو الذين يعتمدون بشكل كبير على جلود الماشية لصنع الأحذية والحقائب والأثاث والأدوات الموسيقية ومعدات الجمال، كما كان استعمال الجلود المدبوغة متداولاً بشكل كبير لصنع الأواني لحفظ الأكل والماء. موضحا أن هذه الأواني كانت تستعمل لخض الحليب وصنع الزبدة.

وتتميز الثياب التي ترتديها المرأة الإماراتية تحت العباءة السوداء بالبساطة والجمال، فعادة ما تجدها مزخرفة بخيوط من الذهب تسمى الزري، أو خيوط الفضة المعروفة بـ«التلي». ولاتزال حرفة «التلي والزري» تعلم للفتيات، فيما كانت تحظى بشعبية كبيرة في الستينات والسبعينات مع بدء الطفرة الاقتصادية في البلاد. ولفت التقرير إلى أن الدولة تتمسك بتقاليدها الشعبية التي تعكس الكثير من شخصية وتاريخ شعبها، وإن كان هناك شح في المصادر الموثقة المتعلقة بنمط حياة الناس في الإمارات قديماً .
تويتر