Emarat Alyoum

يوم تراثي للحرف والمأكولات الشعبية

التاريخ:: 24 يونيو 2009
المصدر: شيماء هناوي - دبي
يوم تراثي للحرف والمأكولات الشعبية

نظمت دائرة السياحة والتسويق التجاري، قرية التراث والغوص في دبي، بالتعاون مع نادي دبي للسيدات، أمس، يوماً تراثياً مفتوحاً، ضم أبرز مظاهر الحياة الإماراتية التقليدية التي تفوح بعبق الماضي الإماراتي، وتتغنى بأصالته، من خلال عرض تجارب حية لأشهر الحرف اليدوية والأكلات الشعبية بأيد إماراتية، ترجمت عشقها الكبير للماضي العتيق، وأكدت ارتباطها الوثيق به.

ومن أبرز الحرف اليدوية التي ظهرت جلياً في اليوم التراثي المفتوح غزل بيوت الشعر التي عكف الأجداد من البدو على غزلها بأدوات بدائية، تحولت مع مرور الوقت إلى آلية متطورة تتلاءم ومتطلبات العصر.

وعن تفاصيل هذه الحرفة، ذكرت المواطنة شيخة حميد المشاركة في اليوم التراثي المفتوح، والتي بدأت غزل بيوت الشعر منذ نعومة أظفارها حتى يومنا هذا، لـ«الإمارات اليوم» أن «بيوت الشعر تعد من أنواع الخيام التي كان الأجداد والآباء يستخدمونها للسكن، وتتم صناعتها من صوف الأغنام وشعر الماعز»، وعن عملية صناعتها، تذكر شيخة «قبل الحصول على صوف الأغنام وشعر الماعز، يتم غسلها قبل جز صوفها وشعرها، وبعد ثلاثة أيام يتم جزها، ومن ثم تبدأ عملية غزله وبرمه، ومن ثم حياكته بوساطة أدوات بدائية خاصة».

وأضافت «تستدعي العملية ستة أشهر من العمل الجماعي المتواصل، ويتطلب إنجازها دقة وحرصا في العمل لضمان الجودة» . وأكدت المواطنة موزة خلفان سيف أنه لم يقتصر استخدام الماعز والأغنام على صناعة بيوت الشعر، بل تعداه إلى صناعات حرفية عديدة، في مقدمتها (الساحة) والتي تصنع من شعرها وصوفها وتستخدم كسجادة للمنزل، كذلك (الخرج) الذي يضع فيه المسافرون أدواتهم في أثناء تنقلهم على الدواب، و(الجربة) أو (السقا) التي تصنع من جلدها، والتي يحفظ فيه الماء ليبقى بارداً ويستخدم لرج الحليب ليستخرج منه اللبن والزبدة أيضاً، والتي يصنع منها لاحقاً السمن، و(الياعد) من جلدها كذلك، والذي يستخدم كسجادة أيضاً للمنزل، ويستخدمه البعض للزينة».

مشغولات

وقالت المواطنة سهيلة عبدالله الكتبي التي قامت بحياكة أبرز المشغولات الإماراتية التقليدية وهي (التلي)، عن هذه الحرفة «تعد صناعة التلي، وهو ما يشبه الشريط المزركش بالفضي أو الذهبي، والذي يتوافر بمجموعة كبيرة من الألوان، من أهم الحرف النسائية المنتشرة في الإمارات بشكلٍ كبير، ومازالت تحظى بإقبال ورواج كبيرين، يؤكدان مكانتها الكبيرة في التراث الإماراتي العريق».

وأضافت «لحياكته، تستخدم (الكجوجة)، وهي الأداة الرئيسة لعملها، وتتكون من قاعدة معدنية على شكل قمعين متلاصقين من الرأس، وتحتوي على حلقتين على طرفيها من الأعلى لتثبيت الوسادة الدائرة التي يلف عليها التلي، والذي يكون ملفوفاً على أداة دائرية»، وأضافت «يستخدم التلي لتزيين الجلابيات النسائية، ويستغرق إنجازه من 20 إلى25 يوما، ويعتمد غالباً على شكل التطريز وفخامته، ويحاك التلي على مجموعة مختلفة من الأقمشة ومنها بوتيله، وبوكازوه، وبوليره، وبوطيره، وصالحني، وبريسم، وبوقليم، والويل».

وأوضحت الكتبي أن التلي يستخدم في صناعة (البادلة) «التي تستخدم لتزيين أسفل السراويل النسائية، وغالباً ما تستغرق وقتاً يمتد من شهرين إلى ثلاثة أشهر».

مأكولات

ومن أبرز المأكولات التراثية التي تم إعدادها في اليوم التراثي المفتوح اللقيمات وخبز الرقاق بأشكاله المختلفة، وأوضحت عنها زينب إسماعيل أنه على الرغم من بساطة مكوناته وطريقة إعداده وتحضيره، يعتبر خبز الرقاق من أبزر الأكلات الإماراتية الشعبية التي يتطلب إعدادها الطحين والماء والملح فقط، ويتم إعدادها على صفيح دائري تحت نارٍ هادئة، ويأخذ خبز الرقاق أشكالاً مختلفة فيمكن تقديمه بالجبن والدهن المحلي، أو الجبن والبيض، أو (المهياوه).

وقالت «من خلال عملي في إعداد خبز الرقاق منذ سنوات طويلة، لاحظت الإقبال الكبير من السياح العرب والأجانب على خبز الرقاق بأشكاله المختلفة»، وذكرت زينب التي تعد اللقيمات، إحدى أشهر الأكلات الشعبية في الإمارات، «تعد اللقيمات أحد أبرز أنواع الحلويات الإماراتية التي يتم إعدادها من الطحين والسكر والبيض والخمير والماء والزعفران وماء الورد، ويتم قليها على شكل دائري في الزيت الحار وتزين بالعسل الأصفر أو الأسود».