Emarat Alyoum

الحوار الثقافي الإماراتي - الفرنسـي.. مستمر «من وحي اليابان»

التاريخ:: 05 سبتمبر 2018
المصدر: علا الشيخ - أبوظبي
الحوار الثقافي الإماراتي - الفرنسـي.. مستمر «من وحي اليابان»

قالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، نورة بنت محمد الكعبي، إن «وجود معرض (من وحي اليابان) حالياً في متحف اللوفر في العاصمة أبوظبي، الذي يعدّ ضمن المرحلة الثانية من الحوار الثقافي الاماراتي - الفرنسي، هو تأكيد على العلاقة المتينة التي تربيط بين دولة الإمارات وفرنسا»، وأضافت الكعبي، في كلمتها التي قالتها، أمس، في متحف اللوفر: «تحتفل الإمارات بمئوية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد الذي أرسى دعائم العلاقات الإماراتية - الفرنسية، ووضع قواعدها وأسسها على أرضية صلبة، لتشهد نهضة شاملة على كل المسارات، تطوّرت علاقات التعاون بين بلدينا مع مرور الوقت على شكل شراكات استراتيجية مميزة، وروابط اقتصادية متنامية، ومشروعات في المجالات الثقافية والتربوية، وقد حرصنا أن يحتفي الحوار الثقافي الإماراتي - الفرنسي بالشيخ زايد، من خلال مجموعة من المبادرات والمشروعات والمعارض الفنية والثقافية».

نورة الكعبي:

- «المرحلة الثانية تركز على الفن والذكاء الاصطناعي، وحماية التراث المعرّض للخطر».

- «نؤمن بأن الفن لغة مشتركة تقرب شعوب العالم، وتجمع قلوبهم على المحبة والسلام».

جان لودريان:

- «(اللوفر أبوظبي) نتاج عمل دؤوب ونظرة مستقبلية، بدأها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان».

- «حريق متحف البرازيل كارثة ثقافية، وخسارة كبيرة لكل محبي الفن والثقافة في أرجاء العالم».

- «نابي» جماعة فنية ظهرت بين عامي 1888 و1890في اليابان.

- القطع الفنيّة تسلط الضوء على أهمية التأثير الثقافي المشترك في العالم.

مدرسة «نابي»

معظم لوحات المعرض يتم تعريفها بالمناطق، وكأن الرسامين أرادوا أن يحكوا عبر الفن مدنهم وطرقهم وشلالاتهم وجبالهم إلى التاريخ، ليكون شاهداً على شكل المدن والطبيعة. يبرز في المعرض تأثير مدرسة «نابي» الفنية، التي تأسست في اليابان وانتشرت في بلاد أخرى، مثل فرنسا التي وصلها التأثير في عام 1900 مع مؤسس هذه المدرسة هناك الرسام والمصور الفوتوغرافي بول سيزونييه، ولوحته المعروضة حالياً تحت عنوان «نساء عند النبع»، فمن عنوان اللوحة تدرك أهمية ذكر المكان دائماً، ترى في هذا العمل مجموعة من النساء يتجهن في شيء أشبه بالموكب، وتشعر بحركتهن، على الرغم من ثبات الصورة، فوجود النبع والجرار هو السبب في شعورك بحركة النسوة في اللوحة.

تصور الحكايات

من الأمور اللافتة في معرض «من وحي اليابان» في اللوفر في أبوظبي، تعريفهم لتصور الحكايات بالنسبة لمدرسة «نابي»، التي تعدّ تحدياً حقيقياً في فن الرسم، نظراً إلى استحالة تصوير الحركة وانسياب الزمن في الصورة الثابتة، وسعياً من قبل فناني مدرسة «نابي» لتخطي تلك الصعوبة، قاموا بزيادة استخدام الخطوط المنحنية والزخارف العربية «الأرابيسك» في أعمالهم، وتعدّ اللوحات الزخرفية التي رسمها الفرنسي موريس دوني، لغرفة فتاة شابة خير مثال على هذا السرد الزمني.

فعاليات

يترافق المعرض مع برنامج من الفعاليات التي تحتفي بالفنون والثقافة اليابانية. ويشمل على مجموعة من عروض الأفلام التي عملت على تنسيقها هند مزينة، وحوار بعنوان «100 عام من ثقافة المانجا»، الذي يكشف كيف أثرت التقاليد اليابانية في فن المانجا، ومشروع خاص بفن الشارع يجمع بين طلاب المدارس، والفنان ماين آند يورز، لابتكار لوحات ستُعرض في المتحف. وتتوّج هذه الفعاليات بنهاية أسبوع في اليابان تشمل «وقع الكلمات» للإماراتية عفراء عتيق، الحائزة العديد من الجوائز، وعرض الأوركسترا اليابانية للأسطوانات الدوارة.

1900

العام الذي وصل فيه تأثير «نابي» إلى فرنسا.

وأوضحت الكعبي: «شهدت المرحلة الأولى من الحوار الثقافي الإماراتي - الفرنسي زخماً ملحوظاً وحراكاً ثقافياً غنياً على كل المستويات، وحققنا نتائج فاقت التوقعات، ويسرنا إطلاق المرحلة الثانية من الحوار الثقافي الإماراتي - الفرنسي من هنا، من متحف اللوفر أبوظبي، جوهرة الثقافة، ودرة التاج، وملتقى الحضارات، وثمرة التعاون الثقافي المشترك بين الإمارات وفرنسا».

وقالت الكعبي: «تركز المرحلة الثانية من الحوارعلى موضوعين يحتلان الصدارة في بلدينا وهما: الفن والذكاء الاصطناعي، وحماية التراث المعرّض للخطر، بما يخدم جهودنا في دعم التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألف). كما تتضمن هذه المرحلة مجموعة من الفعاليات المسرحية والفنية والموسيقية، إيماناً من دولتينا بأن الفن لغة مشتركة تقرب شعوب العالم، وتجمع قلوبهم على المحبة والسلام، فهي لغة يفهمها الجميع».

وأكدت الكعبي، في كلمتها، على اعتماد اللغة الفرنسية منهاجاً أساسيا في مدارس الدولة الحكومية في المرحلة المقبلة، «مع استئناف العام الدراسي الجديد، الذي بدأ منذ أيام قليلة، وجزءاً من مخرجات المرحلة الأولى من الحوار، على أمل أن تفتح هذه الخطوة الطريق أمام تعليم اللغة الفرنسية في جميع المدارس الحكومية مستقبلاً»، معلنة عن التزام وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بتنظيم أسبوع ثقافي إماراتي في فرنسا، خلال شهر أكتوبر المقبل، لتسليط الضوء على التناغم الثقافي بين فرنسا والإمارات، وإتاحة الفرصة للمجتمع الفرنسي للتعرف إلى المشهد الثقافي والفني المعاصر في الدولة.

خسارة البرازيل

وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أعرب في مستهل حديثه عن حزنه الكبير وتعاطفة مع البرازيل، وكل محبي الثقافة والفنون في العالم بعد الخسارة التي نتجت عن الحريق الكبير للمتحف البرازيلي في ريو جانيرو، مؤكداً أن هذا المتحف لا يقل أهمية عن متحف اللوفر في باريس وأبوظبي، وأضاف لودريان: «العلاقة بين دولة الامارات وفرنسا علاقة متينة وأصيلة وقديمة، ونحن اليوم في هذه التحفة الفنية، التي أعتبرها هدية للعالم متحف اللوفر في العاصمة أبوظبي، فهو نتاج عمل دؤوب ونظرة مستقبلية، بدأها مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي سأزور قبره للسلام عليه، فالمغفور له الشيخ زايد كان من أبرز مشجعي الثقافة والفنون».

يشار الى أن رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، محمد خليفة المبارك، والسفير الفرنسي في الإمارات، لودوفيك بوي، كانا من ضمن الحضور في افتتاح المرحلة الثانية من الحوار الثقافي الاماراتي - الفرنسي. ولأول مرة في تاريخ اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، تغادرأعمال الفنانين اليابانيين أوتاغاوا هيروشيغة،

وكاتسوشيكا هوكوساي، إلى اللوفر في العاصمة أبوظبي، ضمن الاتفاقية الثنائية «عام الحوار الثقافي الاماراتي - الفرنسي»، وتم جمع تلك الأعمال لتكون متاحة للجمهور وزوار متحف اللوفر في العاصمة أبوظبي، الذين حسب إدارة اللوفر، تعدوا 60% من السياح، و40% من المقيمين في الدولة.

جولة

تجوّلت نورة الكعبي، وجان إيف لودريان، في أروقة المعرض، وهو الأول من بين أربعة معارض رئيسة مؤقتة، تشكل الموسم الجديد لمتحف اللوفر في أبوظبي الذي يركز على التبادل الثقافي بين الحضارات، ويتضمن برامج واسعة لاستكشاف الروابط التي تجمع الثقافات المختلفة من جميع أنحاء العالم. ويركز المعرض على مجموعة رائدة من الفنانين الفرنسيين الذين تأثروا بفن الديكور الياباني. ويقدم المعرض لزواره فرصة للاطلاع على مشاهد طبيعية خلابة لمعلمين كبيرين في الفن الياباني، هما: أوتاغاوا هيروشيغه، وكاتسوشيكا هوكوساي، إلى جانب مجموعة من الرسومات وقطع الديكور. ولم تغادر هذه الأعمال الرائعة فرنسا من قبل، لذا يجمع متحف اللوفر أبوظبي هذه القطع الفنيّة، لتسليط الضوء على أهمية التأثير الثقافي المشترك في تطوير الفنون بشكل عام، وفن الديكور بشكل خاص.

أعمال فريدة

لوحات عدة، وأعمال فريدة تحت مسمى «محاكاة الفضاء» لفنانين يابنيين أوتاغاوا هيروشيغه، وكاتسوشيكا هوكوساي، اللذين ينتميان إلى فناني جماعة «نابي»، وهم جماعة ظهرت بين عامي 1888 و1890 قررت الانقلاب على المدرسة الانطباعبة في فن الرسم، مستمدين إلهامهم من الحياة المعاصرة ومن النظريات الفلسفية والمبادئ الجمالية اليابانية ومن الأدب والمسرح والشعر، ومن مجرد دخولك المعرض، ستدخل في سحر عالم الثقافة البيانية، من خلال صور ثابتة ومتحركة ومجمعة وقطع من الديكور.

لوحة «ممر إينوم في مقاطعة كاي»، للفنان أوتاغاوا هيروشيغه، تنقل الطبيعة كما هي بألوانها وتفاصيلها لممر إينوم في مقاطعة كاي اليابانية، ألوان هادئة، وتفاصيل دقيقة لشكل الممر المائي في وسط الجبال والطبيعة، ولا تختلف الحال كثيراً مع الفنان وكاتسوشيكا هوكوساي، ولوحته التي حملت عنوان «شلالات يورو في مقاطعة مينو»، التي يظهر من خلالها شلالات عذبة بين سفوح الجبال، فالفنانان أرادا نقل شكل الطبيعة في تلك المرحة بوضوحها دون اعتماد مدارس وتقنيات متنوعة من الممكن أن تلغي فكرة ذلك الوضوح المراد نقله إلى الناس، لتكون اللوحة شاهدة في الحاضر والمستقل، وهذا ما تحقق للفنانين. في لوحة لأوتاغاوا هيروشيغه حملت عنوان «شفق في نومازو»، يعتمد من خلالها أسلوباً خاصاً في رسم المنظور، حيث تلمس عمق المشهد من خلال الطريق المتعرّج»