الليلة الافتتاحية لمهرجان دبي لمسرح الشباب تحتفي بـ «العَلَم» و«الشهيد»

«الكتيبة 190».. «جنود» على الخشبة

صورة

بخصوصية؛ تناغمت انطلاقة الدورة التاسعة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، أول من أمس، في ندوة الثقافة والعلوم مع المشهد الوطني، في شتى مناحي الدولة التي احتفت بمناسبة غالية هي يوم العلم.

«الكتيبة 190».. كان عنوان العمل الافتتاحي الذي أنتجته هيئة دبي للثقافة والفنون، وانسجمت في معطياته عناوين الفرق المتنافسة على جوائز المهرجان، ليتحول التنافس في سياق هذا العمل إلى تنافس من أجل أن يتم خروجه في صورة مميزة تليق بالمعاني الوطنية التي ترافقه.

سعيد النابودة: فكرة شبابية

«فكرة شبابية منشؤها الشباب أنفسهم، تبنتها (دبي للثقافة) وقدمت لها كامل الدعم المادي».. هذا ما أشار إليه المدير العام لهيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة، سعيد النابودة، الذي أكد أن عرض «الكتيبة 190» في افتتاح «دبي للشباب»، بالتزامن مع «يوم العلم»، يأتي تعزيزاً لقيم الولاء والانتماء والوطنية التي تحرص «دبي للثقافة» على تدعيمها، لدى مختلف فئات وشرائح المجتمع، عموماً، والشباب خصوصاً.

ورأى النابودة أن المهرجان فرصة لاستمرار حالة تجديد دماء المسرح الإماراتي، من خلال كوكبة موهوبة من الشباب، لافتاً إلى أن العديد من شباب المسرح الإماراتي في مختلف مجالات فن الخشبة، أصبحوا رافداً أساسياً لأعمال مسرحية مهمة تقدم في إطار مهرجانات محلية وخليجية وعربية أخرى، وهو ما يصب في صالح مجمل الساحة المسرحية الإماراتية. وجدد الدعوة لجمهور المسرح من أجل الوجود للاستمتاع بالأعمال الشابة، التي تعرض يومياً في ندوة الثقافة والعلوم، برعاية هيئة دبي للثقافة والفنون، مؤكداً أن خير محفز للشباب المسرحي هو وجود جمهور متفاعل مع ما يقدمونه على الخشبة.

وتمكن عريف حفل الافتتاح من وضع الحضور في كامل الأجواء الوطنية للعرض، حينما تطرق إلى تجربة حقيقية رصدها كإعلامي سعى إلى إجراء لقاءات مع بعض الجنود الإماراتيين، ضمن القوة العربية المشاركة في عملية «إعادة الأمل» لليمن الشقيق، في سرد ساده التحام المشاعر الوطنية بين عريف الحفل والحضور، حينما تطرق إلى اعتزاز الجندي الإماراتي بألوان علم بلاده، واستعداده لبذل روحه ودمه في سبيل بقاء راية بلاده مرفوعة؛ لذلك كانت البداية بالنشيد الوطني، ودقيقة حداداً على أرواح شهداء الوطن.

العمل الذي أخرجه مروان عبدالله صالح، وشارك في بطولته إبراهيم أستادي وغانم ناصر وسلطان بن دافون وأحمد شاهين، وعدد من الممثلين الشباب، لم يبتعد عن تلك المعاني التي تمجد ألوان علم الإمارات، وتحتفي بشهداء الوطن.

المعاني الوطنية طغت على أي ملاحظات فنية يمكن رصدها، والمبادرة التي يقدمها العرض، وتلاحمها مع مشاعر الحضور، في ختام يوم كانت ألوان العلم الإماراتي هي متصدرة المشهد في شتى المحافل، أفرزت تناغمأً وجدانياً وتلاحماً شعورياً هائلاً بين الممثلين الذين تزيوا جميعاً بملابس الجنود على أرض المعركة، وبين الجمهور.

كتيبة تواجه خطراً محدقاً، وهي في حرب مع الأعداء، تستنجد بها كتيبة أخرى تابعة لجيش الوطن تمر أيضاً بظروف عصيبة، وأجواء أشبه بحصار وسط معركة، لا تفت في عضد الجنود، الذين يتسابقون إلى الشهادة، ويتنافسون في الذود عن حمى وطنهم.

وعلى الرغم من جدية الموقف إلا أن الحكاية الدرامية التي كتبها طلال محمود لم تغفل الجانب الإنساني للجنود، فالحنين إلى تفاصيل عدة تركوها في ديار الوطن حاضر معهم، وثقافة البيئة المحلية بمفرداتها وتعابيرها حاضرة أيضاً، بدءاً من «الميدان يا حميدان»، تعبيراً عن التحدي، مروراً بذكريات ذاتية لبعضهم، دون أن تغيب حسب الكوميديا في بعض الأوقات.

ورغم الاقتصاد الكبير في عناصر السينوغرافيا، إلا أن بعض خصائص إخراج الفنان الشاب مروان عبدالله صالح كانت حاضرة، من خلال الاتساق والتناغم في حركة المجاميع، واستخدام قطعة ديكور كبيرة تستحوذ على المشهد، ممثلة هنا في العربة الكبيرة التي كان يحث قائد الكتيبة (إبراهيم أستادي) جنوده دوماً على الاحتماء بها، تجنباً لإصابتهم بمكروه من نيران العدو، في حين تفاوتت الإضاءة في معظم الأحيان بين مستويين: إنارة وظلام، خلافاً لكشافات باللون الأزرق كأنها علامات نجوم.

استشهاد أحد الجنود كان بمثابة لحظة الأزمة، التي تحولت في ما بعد لبشارة نصر، ليلتحم دم الشهيد بألوان العلم، وهو المشهد الذي واكبته أغنية مسجلة كانت إيذاناً بأننا نقترب من المشهد الختامي الذي وقف فيه الجمهور تحية تقدير لهذا العمل، الذي يؤكد أن الشباب الإماراتي الذين يمثلهم على منصة «أبوالفنون» أقرانهم من مبدعي فن المسرح، يبقون دائماً على تماس مع قضايا وطنهم، بوعي وإخلاص وانتماء.

مروان عبدالله: شكراً لـ «الرقابة»

قال مخرج «الكتيبة 190»، مروان عبدالله، إن قسم إجازة النصوص، في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، قد وافق على نص العمل الذي كتبه طلال محمود، في اليوم نفسه على عكس تخوفات فريق العمل، الذين ظنوا أن طبيعة القضية المعالجة قد تؤخر على الأقل قرار إجازته.

وحول تكرار تعاونه مع مؤلفه طلال محمود، قال مروان: «هذا العمل بملابساته كان من المحال أن يكتبه سوى طلال، لاسيما أننا كنا بحاجة لتسريع إيقاع إنجازه، بسبب ارتباطي بالمشاركة في عمل مسرحي بتونس، الأمر الذي لم يجعل أمامنا عملياً قبل العرض سوى أربعة أيام للتمارين المسرحية».

وأضاف: «من بين جميع كتاب المسرح الإماراتي، بما فيهم والدي عبدالله صالح، لا توجد كيمياء تربط بين مخرج ومؤلف أكثر مما يربطني بطلال، وهذه الكيمياء تجعله يتمثل بعض خياراتي الإخراجية حينما يكتب، كما تجعلني أعي مكامن القوة وسواها في نصه».

 

 

 

تويتر