شاركت في جائزة الشيخة منال لأعمال الفنانين الشباب

50 عملاً فنياً تحاكي هموم الحـــياة

أحد الأعمال عرض رؤية فنية جديدة ومختلفة لـ«الموناليزا» تصوير: دينيس مالاري

جمع معرض الأعمال الفنية المنتقاة للمشاركة في جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب، أعمالاً تباينت بين التصوير والديجتال آرت والتشكيل والأفلام القصيرة. وقد تميزت الأعمال الموجودة في المعرض الذي افتتح أول من أمس في نادي دبي للسيدات، تحت رعاية الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بالأفكار التي ترتبط بالحياة وهموم الشباب، وكذلك في رؤيتهم ما يحدث في العالم المادي بالعصر الراهن، وكذلك في العلاقات الانسانية، لاسيما التي تحيط المرأة في العالم العربي.

ويمكن تقسيم الأعمال المشاركة في المعرض الذي يستمر حتى 27 الجاري، إلى قسمين، فبينما يأخذنا القسم الأول الى الأعمال التي تعتمد على التقنيات، يذهب القسم الآخر إلى عالم الجمال اللوني والرؤية الإبداعية. وقد برزت الأعمال الفنية التي تعتمد على التقنية، من خلال الأفلام أو حتى الديجتال آرت، إذ كانت تطرح أفكارا ترتبط بالحياة اليومية، ومنها مثلا الفيلم الذي يبرز الذكريات من خلال الشاي، أو الفيلم الذي يبرز العنف ضد المرأة. وإلى جانب الأفلام ركزت الصور على آفات عصرية مثل أعمال عبدالرحمن ثالث التي عرضت لمشكلة التدخين، وتأثير أفلام الكرتون العنيفة في الأطفال. ومع الطروح الخاصة بالعادات التي تدخل حياتنا، كانت هناك إشارة واضحة في الكثير من الأعمال إلى فكرة الانجرار وراء العمران والازدهار المادي، وترك العلاقات الاجتماعية والحقوق النسائية. وقد برز من خلال مواهب المواطنين الكثير من معالم الحياة الإماراتية، سواء لجهة الأبراج والعمران الحديث أو لجهة العادات والتقاليد الاجتماعية التي تجلت في البرقع.

أقسام الجائزة

تنقسم جائزة الشيخة منال لأعمال الفنانين الشباب، التي سيتم توزيع جوائزها في 27 من الشهر الجاري، إلى ثلاثة أقسام رئيسة، هي: فئة الفنون التشكيلية، فئة التصوير الفوتوغرافي، وفئة الوسائط المتعددة وتتضمن الفن الرقمي، ومنها أفلام الفيديو والتثبيت. وستعمل لجنة تحكيم مختصة على انتقاء الأعمال الفائزة، فيما ستكون هناك جائزة تقدم إلى العمل الذي يختاره الجمهور، بناء على التصويت الذي يتم عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالجائزة.

ويبلغ مقدار مجمل الجوائز في جميع الفئات 180 ألف درهم.

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/342975.jpg


أما الأعمال التشكيلية، فقد تميزت بكونها تحمل معاناة حياتية، ومنها السجن والتكبيل، فيما بعضها جسد الألم والصبر والأسى، وقد برز في المعرض بعض الأعمال التجريدية التي طرحت اللون وسيلة تحاكي الجمال بصفة أساسية، وقد تميزت الأعمال الموجودة بكونها متعددة الوسائط، وبعضها بالألوان الزيتية أو حتى المائية والحبر.

ومن جهتها، قالت المديرة التنفيذية لنادي دبي للسيدات، منى بن كلي، إن «المعرض يقام للسنة الرابعة على التوالي، وهو يشجع المواهب الشابة التي لم تتح لها فرصة المشاركة في معارض مستقلة». ولفتت الى أن الجائزة مهمة، كونها أتاحت للكثير من الفنانين، الذين فازوا في السابق، المشاركة في معارض عالمية مستقلة، مشيرة الى أنه بات قادرا على وضع الشباب على الطريق الفني الصحيح، ويمكنهم من تطوير مواهبهم. وأكدت في الختام أن أعداد المشاركين في ازدياد عاما بعد عام، وقد تم اختيار 50 عملاً فقط من أصل ما يقارب الـ300 عمل مشارك.

ولفتت المشاركة فاطمة الملا التي شاركت بصور لوجوه نساء ركبت على رؤوسهن الأبراج العمرانية، إلى أنها رأت أن «هناك فئة كبيرة في المجتمع ترى أن المرأة يجب أن تكون في المنزل». ولفتت الى أنها تريد أن تعبر عن المساواة التي تكون بين الرجل والمرأة، وبأسلوب خفيف وفكاهي. ومن جهته، الهندي نيشاد محمد، الذي شارك في فئة التصوير الضوئي بصورة عرض فيها مجموعة فناجين القهوة الموضوعة فوق بعضها بعضا على شكل العظام، أكد أن الفكرة تشير إلى أن القهوة لا يمكن أن تسبب مشكلات في العظام، بل إنها تفيد في تحسين الشباب وهي غنية بمضادات الأكسدة. وأضاف «حاولت، من خلال التصوير، أن أبرز أهمية المشروب الذي نتناوله، بشكل يومي، بأسلوب فني وجميل». ومن جهتها، المواطنة عائشة الجناحي، التي شاركت في فيلم عن العنف ضد المرأة، قالت «يؤثر في العنف الأسري الموجه إلى الفتاة العربية، سواء التي تضرب من قبل الأب أو الزوج، إلى جانب العنف النفسي الذي يتسبب في مشكلات حياتية عند المرأة». ولفتت إلى أنها اعتمدت في الفيلم على الرمزية، فاستخدمت رمز المرأة ورمز الرجل، للدلالة على عمق المشكلة وبأسلوب عالمي، مؤكدة أن وضع أشخاص سيجعل الظاهرة محصورة في جنسية أو بلد معين، وهي تريد أن تكون رسالتها أشمل.

بينما أشارت المواطنة ميرة القصير إلى أنها قدمت فيلما يبرز الذكريات، من خلال فنجان الشاي الذي يتحرك ويشرب الشاي، وبالتالي يدل على ان الاجتماع بين الناس موجود وأن الذكريات هي التي ظلت موجودة في المكان. وأكدت أنها تسعى الى جعل العمل فيه ملامح شخصية، ولهذا تعمل على وضع لمسات في العمل الفني تبرز ذائقتها. وشددت على أن التقنيات الحديثة التي يستخدمها الشباب في الفن المعاصر أبرزت طرقاً جديدة في الإبداع.

بينما أكد اللبناني علي مراد، الذي قدم لوحة الموناليزا التي استعاض فيها عن الوجه بالتقنيات الموجودة في الساعة، أنه وضع تقنيات الساعات السويسرية بدلا من ملامح الوجه، نظرا إلى مدى تعقد قصة اللوحة نفسها. وأشار إلى أنه يجد في العمل التقني فرصا للإبداع، لاسيما أن الفن لا يدرس بل يعتمد على الرؤية والخيال بشكل أساسي.

تويتر