‏‏

‏«قوارب جبلية».. رواية أهدرت دمّ صاحبها ‏

‏ على الرغم من مرور فترة طويلة على أزمة رواية «قوارب جبلية»، إلا أن تبعاتها مازالت تلاحق صاحبها الكاتب اليمني وجدي الأهدل، الذي منع من مغادرة صنعاء خلال الفترة الماضية، للمشاركة في فعاليتين أدبيتين في كل من دبي وبيروت، إذ مازال اسم الأهدل على قوائم الممنوعين من السفر في بلاده، بسبب قضية قديمة مرفوعة ضد «قوارب جبلية».

وتعود أزمة رواية «قوارب جبلية» إلى سنة إصدارها في عام ،2002 إذ انتقدها البعض، متهمين كاتبها بأنه يشوه سمعة بلاده، ويسعى للهجوم على إسلاميين، واستطاعوا تحريك قضية ضد الأهدل، وبالفعل صودرت الرواية، وأغلقت الدار التي نشرتها، ووصل الأمر إلى أن خطباء تناولوا الرواية وكالوا التهم لصاحبها، وأهدر دم الكاتب حينها، ما دفعه إلى ترك بلاده، وطلب اللجوء السياسي، وظل خارج اليمن إلى أن حفظت القضية بأمر من الرئيس علي عبدالله صالح، بعد وساطة من أديب نوبل الألماني جونتر جراس، وسمح للأهدل بعدها بالعودة إلى وطنه.

وقال وزير الثقافة اليمني حينها عبدالوهاب الروحاني «لم أستاء من كاتب في حياتي مثلما استأت من كاتب رواية (قوارب جبلية)، فقد كتب كلاماً لا يليق ببلاده، وشوّه صورة المرأة اليمنية، والمسجد، ورجل الجيش»، مضيفاً في حوار قديم مع جريدة «الشرق الأوسط» «أنا أعتبر أن هذه ليست حرية انما الحرية ان نتناول أشياء تهم الإنسان ويحتاج اليها ومن خلال هذه الحرية يستطيع أن يعبر وأن ينتصر لمظلوم والحرية ليست بالإساءة للآخرين وأن يصور بلاده بأنها امرأة عاهرة، ومثل هؤلاء ليسوا أسوياء».

وتضامن أدباء ومثقفون يمنيون وعرب، أخيراً، مع الأهدل، مستنكرين تصرف سلطات الجوازات ومطار صنعاء، وعدم إسقاط اسمه من قائمة الممنوعين من السفر. ودان اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين التصرف ضد الأهدل، مطالباً وزارة الداخلية بإزالة الالتباس الذي وقع فيه دون أي مبرر قانوني، والسماح له بممارسة حريته، حسب بيان صادر عن الاتحاد نشره العديد من الصحف والمواقع العربية. يذكر أن الأهدل من مواليد محافظة الحديدة اليمنية في عام ،1973 ومن أبرز رواياته «حمار بين الأغاني» و«فيلسوف الكرنتينة»، بالإضافة إلى عدد من المجموعات القصصية والمسرحيات.

تويتر