بالشعر والموسيقى يعبر العراقيون عن حبهم للحياة

جماعة دجلة للموسيقى قدمت مقطوعتين في الحفل. من المصدر

موسيقى وشعر وبحث في الآثار، تلك المفردات الثلاث كانت موضوع فعاليات اليوم الرابع من أيام الأسبوع الثقافي العراقي، الذي تقيمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بالتعاون مع وزارة الثقافة في جمهورية العراق، في مختلف إمارات الدولة، بحضور حشد من مسؤولي الوزارتين، والمثقفين والإعلاميين وجمهور من أبناء الجاليات العراقية والعربية، وذلك مساء اول من أمس، في المسرح الوطني التابع لوزارة الثقافة في أبو ظبي.

وتضمنت فعاليات اليوم الرابع مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية واشتملت على محاضرة «التقنيات الأثرية الحديثة في العراق» للباحثة نجاة علي محمد، قدمها فيها عبدالله حامد محسن، مدير عام المركز الوطني للمخطوطات في بغداد، وتناولت عمليات التنقيب عن الآثار في العراق في السنتين الأخيرتين 2007 و،2008 في مواقع آثارية عدة منها مواقع «تل أبو الزعر»، «تل الولاية»، «تل يعسوب الدين»، «تل العطيشي»، «تل إيشان خالد»، «تل دريهم».

واستعرضت الباحثة العراقية ما تعرضت له هذه المواقع الأثرية من سرقة ونهب، واعتداء بالسكن فيها، أو الزراعة، قبل أن تعمد إدارة الآثار العراقية إلى حمايتها وتخصيص الحراسة والعناية اللازمتين لها، مشيرةً إلى أن ما لا يقل عن 1000 قطعة أثرية تم استخراجها والعثور عليها في تلك المواقع، منها ما يعود إلى العصور البابلية والإسلامية والعباسية، ويحمل دلالات تاريخية كبيرة، كما في حالة موقع «تل إيشان خالد»، الذي عسكر عنده القائد العربي خالد بن الوليد لمحاربة الفرس، أو موقع «تل دريهم» الذي يحتضن مدينة بوزروش القديمة، وموقع مدينة الحيرة الأثرية التي تعود مكتشفاتها إلى العصر الساساني.

تلت المحاضرة أمسية شعرية للشاعرين فوزي الأتروشي ورعد كريم عزيز، قدمهما فيها الشاعر سامح كعوش، الذي قال «شعر العراق اغتسل بمطر السياب، ووتريات ليل مظفر النواب، ودمع اغتراب نازك الملائكة والبياتي وسعدي يوسف، بل وارتحل بعيداً في المنافي والغربة ارتحال جلجامش، بحثاً عن عشبة الخلود، والشعراء العراقيون وإن لم يجدوا العشبة فقد سكنوا في الخلود».

ورحب كعوش، باسم وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالشاعرين اللذين وصفهما بأنهما «يرسمان خط حياة زيّنها الشعر رغم الموت اليومي والحروب المزمنة، ويستحضران روحاً عراقيةً أصيلة ترفع أفقاً للشعر وتغسله برمل العراق وماء فراته».

قرأ بعده الشاعر فوزي الأتروشي، قصائد مفعمة بالوجد الذي يصوّر أحلام الطفولة والشباب ويحلق في عوالم الحب للوطن والحبيبة ابنة أربيل العراقية، بعيداً عن الجرح النازف في العراق وأحوال الحرب وأهوالها، محاولاً أن يرسم في قصائده «كنتِ حبيبتي»، «لأنكِ الآن هنا»، «إلى امرأة تحفظ أربيل في قلبها»، «أغنية الأمس»، «ثلاث رسائل قصيرة»، وغيرها الكثير، معالم الفرح لعراق الغد الزاهر بالمشاعر الإنسانية التي تكره الحروب وتقف ضد الموت.

أما الشاعر رعد كريم عزيز، فقد قرأ مفتتحاً عن الحرب يصور «فاقدي الأعضاء فيها يتحسرون على ما فقدوه، والشهداء آخر من يعلم»، ويهمس في أذن صديقه قصيدته لسامر الذي أحرقته الحرب يأتيه الموت فوق العادة، يقول له «نستدعي الموت سوياً.. أو ندعو لك أماً لتمسّ شظايا تعطيها للطفل القادم كي يرميها في قاع النهر البارد».

يذكر أن الشاعر فوزي الأتروشي، يشغل منصب وكيل وزارة الثقافة في جمهورية العراق وله المؤلفات الشعرية «قصائد للحب والوطن»، «أشعار لا تبكي»، «ظلال النرجس»، و«لأنكِ الآن هنا»، أما الشاعر رعد كريم عزيز فقد فاز ديوانه الشعري «النصوص فاكهة السواد» بالجائزة الأولى في مسابقة ديوان شرق غرب عام .2005

واختتمت الفعاليات بوصلة موسيقية قدمتها جماعة دجلة للموسيقى، عبارة عن مقطوعتين الأولى بعنوان «أمواج»، تأليف وأداء فارس حميد على آلة القانون، والثانية بعنوان «سماعي نهاوند» تأليف الموسيقار روحي الخمّاش، بمرافقة عازف العود دريد الخفاجي، وعازف الرق ستّار جدوع.

تويتر