فيلم كوميدي يُعرض في دور السينما اليوم
«كرت أحمر» إماراتي.. في وجه التعصّب الرياضي
«كرت أحمر» يشهره الفيلم الجديد للمخرج الإماراتي ناصر التميمي، في وجه التعصب الرياضي، محاولاً عبر العمل الذي سيبدأ عرضه اليوم في صالات السينما الإماراتية، معالجة تلك الظاهرة بأسلوب يغلب عليه طابع الكوميديا الساخرة.
وقال ناصر التميمي لـ«الإمارات اليوم» إنه ينبغي تسليط الضوء على ظاهرة التعصب الرياضي، التي باتت متداولة بشكل ملحوظ في الأوساط الجماهيرية والشعبية، ما جعل الفيلم الجديد الذي يحمل عنوان «كرت أحمر» مواكباً لمستجدات الساحة الرياضية والكروية.
وعن تفاصيل العمل الجديد الذي يقتحم به التميمي عالم الكوميديا، بعد تجربة الرعب التي دخلها في أول أفلامه الطويلة «قطرة دم»، قال: «تعمّدت من خلال سيناريو فيلمي الجديد تقديم الأخوين حميد وعبيد وتفاصيل قصص العداوة الرياضية التي تنشأ بينهما، وأهم انعكاساتها السلبية على حياتهما الاجتماعية؛ إذ تحولت من جراء هذه الحساسيات الكروية إلى سلسلة من الصراعات المتتالية». وأضاف أن «تجارب أبناء حميد وعبيد تعكس موقفاً مناهضاً للصراعات، إذ تحاول ابنة عبيد، الصحافية، التصدي لها من خلال مهاجمة والدها باسم مستعار، في المقابل ينخرط ابن حميد، في النادي الذي لا يفضله والده دون علمه، وصولاً إلى سلسلة من المفاجآت والنهايات غير المتوقعة التي يؤسسها الفيلم باعتماد السرد السينمائي الجديد والكوميديا الساخرة».
آفاق مستقبلية
|
متنفس جميل حول موجة الأعمال الكوميدية، التي شهدت طفرة في الفترات الأخيرة، قال الفنان بلال عبدالله: «تظل الكوميديا المتنفس الجميل الذي يبحث عنه الكل، ليس فقط في الإمارات، بل في جميع أنحاء الوطن العربي في ظل حاجتنا الماسة، اليوم، للرسائل التي تكرسها الابتسامة أكثر من غيرها من التعابير؛ فالأعمال الكوميدية تظل مطلوبة في كل مكان بشرط قدرتها على جذب الجمهور». • 100 دقيقة مدة عرض فيلم «كرت أحمر» الذي استغرقت تحضيراته خمسة أشهر. |
استغرق فيلم «كرت أحمر»، (مدته 100 دقيقة)، خمسة أشهر من التحضيرات والجهود الدؤوبة من فريق عمل الفيلم، قبل بداية التصوير الذي استمر 14 يوماً متواصلة، تنقّل فيها أعضاء الفريق بين العين وأبوظبي والشارقة، بمشاركة عدد من الأسماء والوجوه الإماراتية البارزة في ميدان الدراما الإماراتية، أمثال بلال عبدالله وبدرية أحمد وصوغه وأمل محمد ومصطفى الكعبي وأحمد فيروز ومحسن مصبح. لقاء استثنائي للإبداعات المحلية، الذي يصفه التميمي بالقول: «هي تجربة جديدة وفرصة للتلاقي وتبادل الخبرات الإبداعية، كما هي مناسبة لمزيد من إبراز العناصر الإماراتية، وفتح آفاق مستقبلية واعدة بالنسبة لبعض الأسماء، مثل تجربة هذا الفيلم الذي تخوض فيه الإماراتية بدرية أحمد أولى تجاربها السينمائية، كما يبرز كذلك تجارب الوجوه الجديدة التي تظهر للمرة الأولى في السينما وتنقل خبرات الكبار في مثل هذه الأعمال السينمائية، وهو مزج صحي مقصود يضيف كثيراً».
وتابع التميمي عن تجربة سيناريو هذا الفيلم الجديد، الذي يأتي بعد خمسة أفلام قصيرة وفيلم سينمائي طويل له: «حين أشرف على إخراج فيلم لسيناريو لم أكتبه تكون عملية التحكم في أماكن التصوير والرؤية الإخراجية أمراً صعباً، وأحياناً شاقاً بعض الشيء، ولكنني مع تجارب كتابة السيناريو الخاص بي أصبحت أكثر قدرة على التحكم في مجريات العمل والتغييرات التي تطرأ على بعض مشاهده دون الرجوع إلى الكاتب، بالإضافة إلى تعمّدي في السيناريوهات كتابة أدوار محددة لممثلين معينين أختارهم بنفسي».
الجمهور أولاً
من جانبه، يصف الممثل الإماراتي بلال عبدالله الفيلم بالعمل الذي يليق بذائقة الجمهور، مضيفاً «أتمنى أن نكون قد اجتهدنا مع فريق عمل هذا الفيلم لتقديم عمل يليق بذائقة الجمهور الإماراتي والخليجي، ولكنني أبقى سعيداً بموضوع العمل الذي يواكب موجة التعصب التي تنامت في الأوساط الرياضية، وهو برأيي ما يمكن أن يدافع به الفيلم عن نفسه ويجذب إليه الجمهور».
وأكمل: «سعيد بأولى تجاربي مع ناصر التميمي الذي أعتبره مخرجاً متميزاً، ولديه قدرة على استيعاب مختلف وجهات النظر والتعامل بحنكة مع فريق العمل».
وعن تقييمه لتجربة «كرت أحمر»، تابع عبدالله: «هي تجربة جديدة أتمنى أن تكلل بالنجاح والتوفيق، لأن تجربة السينما بعد تجربة الدراما تظل جزءاً مهماً من حياة أي فنان».
وحول الأجور التي تلقاها الممثلون المشاركون بالعمل، وميزانية الفيلم المحدودة التي تكفل بها المخرج بإنتاج الفيلم من ماله الخاص، قال عبدالله: «أعتقد أنه من حق الفنان الإماراتي الواعد أن يتلقى الدعم الفني والمادي والمعنوي من جميع الفئات المبدعة، خصوصاً من فئة الممثلين في الإمارات لأجل تطوير صناعة السينما في الإمارات، لاسيما في ظل وجود تجارب إماراتية رائدة تضيف إلى المشهد الإبداعي المحلي».
تجربة مختلفة
تصف الممثلة الإماراتية بدرية أحمد هذه التجربة السينمائية الأولى التي تخوضها في «كرت أحمر» بالقول: «لمست بالفعل اختلاف هذه التجربة كلياً مقارنة بالدراما، إذ إن الرؤية السينمائية تجربة مثيرة أحببت خوض غمارها من خلال نص متقن ومخرج متفهم وهادئ، ولديه قدرة كبيرة على الاستماع إلى مختلف الملاحظات». وأضافت: «أظن أن العمل سيكون فرصة سانحة لجمهوري لكي يتابعني في ثوب فني جديد، وهذا ما جذبني لهذه التجربة السينمائية التي أقدم فيها شخصية (أحلام) الأم والمذيعة الكوميدية الفاقدة للبوصلة، على الرغم من بعدها الواضح عن أي مظهر من مظاهر التعصب الذي يعانيه زوجها». وتابعت بدرية: «إنها تجربة جميلة بكل المقاييس، وهذا ما يزيد من استعدادي لإعادتها في المستقبل القريب. وفخورة بالتعامل مع مخرج إماراتي، والمشاركة بعمل سينمائي محلي أراه يكلل تجربة تعاملي مع أسماء خليجية سابقة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news