Emarat Alyoum

«صوف تحت حرير».. دبي وجهة للدراما الخليجية

التاريخ:: 10 يناير 2017
المصدر: محمد عبدالمقصود ــ دبي
«صوف تحت حرير».. دبي وجهة للدراما الخليجية

قد ينحاز بطل مرشح لعمل درامي ما إلى النص، أو الرؤية الإخراجية، أو حتى فرادة الدور المنوط به، لكن أن تكون وجهة تصوير العمل، أحد العوامل الرئيسة التي تدخلت بقوة لقبوله والتحمس له، فإن هذا يحيلنا بشكل خاص إلى نجوم المسلسل الكويتي «صوف تحت حرير»، الذي يصور حالياً في دبي، وتابعت «الإمارات اليوم» كواليس تصويره.

«غواية»

وصف الفنان مرعي الحليان، مخرج العمل محمد دحام الشمري، بأنه يتمتع بأسلوب «سهل ممتنع».

وتابع: «جذبتني دعوة الشمري للدراما الخليجية، فمنذ لقائي الفني الأخير مع النجمة حياة الفهد في (الخراز) لم يجذبني عرض، وهو انعزال عمقه تقوقعي على العديد من المشروعات التي كانت قبلتي فيها (أبوالفنون).. الذي يظل مع من يتلبسه بمثابة (الغواية) التي لا تغادره».

«النجوم».. نعمة

رفض مخرج «صوف تحت حرير» محمد دحام الشمري، فكرة أن المخرج تتضاعف متاعبه في حال كان العمل متخماً بالنجوم، مضيفاً: «العمل مع النجوم نعمة، وليس نقمة».

وأضاف: «المخضرمون، وأصحاب الخبرات المتميزة يشكلون إضافة ثرية يجب أن يُحسن المخرج توظيفها، وتفجير طاقاتها لصالح العمل، وغالباً ما يعي الممثل المحترف حدود ومهام كل وظيفة في أسرة العمل، وينشغل بتجويد المنوط به، دون تفريط أو تجاوز».

اختلفت وجهات نظر أسرة «صوف تحت حرير» في الأسباب التي يرون عبرها أن دبي الوجهة المثلى حالياً لإنجاز أعمال درامية، لكنهم اتفقوا على أن قرار تصوير معظم مشاهد العمل شكل رسالة مبشرة، بأن هناك الكثير من العوامل والمقومات المساعدة على إنجاز العمل في ظروف نموذجية.

وفي إحدى الفيلات الواقعة في منطقة ند الحمر بدبي، التقت «الإمارات اليوم» أسرة «صوف تحت حرير»، الذي يضم نخبة من نجوم الدراما الإماراتية والكويتية، منهم الفنانون إلهام الفضالة، وخالد أمين، ومرعي الحليان، وأحمد الأنصاري، وأحمد السلمان، وأحمد إيراج، وأحمد الهزيم، ولطيفة المجرن، وعبدالله البارون، وحمد أشكناني، وعبدالله السيف، وفوز الشطي، فيما يعود نصه إلى إيمان السلطان، والإخراج لمحمد دحام الشمري، الذي أنجز مجموعة من أهم أعماله التلفزيونية السابقة في دبي.

أول الفنانين الذين التقتهم «الإمارات اليوم» في كواليس العمل، الفنان مرعي الحليان، الذي خرج أخيراً من عزلة فرضها عليه ارتباطه بورش مسرحية يستوعب فيها العديد من المواهب الشابة، فضلاً عن انشغاله بمشروعات في الكتابة والإخراج المسرحي، ليعود مجدداً إلى فضاء الدراما التلفزيونية.

وبمجرد أن توقفت كاميرا التصوير، كان الحليان تواقاً ليقص ملامح دوره، الذي أسهب في تفاصيله بتلقائية، قبل أن يذكره مخرج العمل محمد دحام الشمري، ممازحاً، بأن «يدع بعض التفاصيل للمشاهد»، في إيماءة برغبته في «عدم حرق الدور»، حسب التعبير السائد في هذا المجال.

وقال الحليان: «أجسد دور (أبوحمدان)، الأب المسالم طيب القلب، لديه ثلاثة أبناء، أكبرهم (مهرة) المتفوقة في دراستها، والتي يعتمد عليها في كل أمور حياته، ويأمل أن تمسك مزرعته وتطورها، وابنه (حمدان) المشاغب الذي يضعه في الكثير من المشكلات، والصغرى التي كادت المراهقة تودي بها، لتنقلب حياته رأساً على عقب، ويتفاجأ بأن ابنته الكبرى متزوجة في السر والكثير من الغموض يحيط بحياتها إلى حد بعيد».

وأقرّ الحليان بأن ابتعاده عن الدراما التلفزيونية لم يكن ابتعاداً صحياً، مضيفاً: «بعد مسلسل الخراز مع الفنانة حياة الفهد، لم يتسن لي المشاركة في عمل خليجي، لذلك تحمست للانضمام لفريق عمل (صوف تحت حرير) للخروج من التقوقع المحلي».

وتابع: «هناك الكثير من الإغراءات في (صوف تحت حرير)، منها تصويره في دبي، بكل ما يعنيه ذلك من توفير الكثير من الإمكانات الفنية للعمل، فضلاً عن الرؤية الإخراجية المتميزة التي يتمتع بها مخرجه محمد دحام الشمري، بلغته وأدواته الخاصة».

ثراء وتنوع

وقال مخرج العمل محمد دحام الشمري، إن التصوير في دبي كان خياره الأول لاعتبارات فنية وإنتاجية عدة، في مقدمتها تمتعها بالبيئات المختلفة التي يتطلبها العمل، وتوسطها من مواقع تصوير أخرى في الإمارات يتطلبها تطور الأحداث الدرامية في العمل.

وأضاف: التصوير في دبي خصوصاً، وفي الإمارات بصفة عامة، يتيح أمام طاقم العمل اختيارات عدة، فهنا نبدو كأننا في واحدة من المدن الأوروبية المفعمة بكل مظاهر المدنية والحداثة، بالإضافة إلى المواقع الطبيعية والصحراوية أيضاً، واذا اتجهنا أيضاً صوب الفجيرة، فسنجد الطبيعة الجبلية الخلابة، في حين تبقى للبحر إطلالة خاصة في خورفكان، وهكذا اذا عددنا إلى سائر إمارات الدولة، فضلاً عن وجود استوديوهات متقدمة تقنياً، سواء في دبي أو عجمان أو أبوظبي».

وحول سبب تسمية المسلسل «صوف تحت حرير» أشار الدحام، الذي كان شديد التحفظ على تفاصيل العمل إلى أن الرؤية الفلسفية للعمل تدور في فلك المداراة، وعدم اكتشاف طبائع الأشياء بسهولة، لأن بعض الأشياء تبدو خلاف مظهرها الناعم والسلس إلى حد التضاد والتناقض تماماً، كالعلاقة بين الصوف والحرير.

«فتاة فضولية من الطراز الأول، تعشق المشاركة في سباق السيارات، ويشاركها في هذه الهواية ابن خالتها التي تربط بينهما قصة حب مؤثرة»، هكذا اختزلت الفنانة الكويتية لولوة دورها، بعد أن استجابت لحرص الدحام على عدم الإفصاح عن مزيد من التفاصيل التي أبداها الفنان مرعي الحليان.

أكثر المتحمسين لاختيار دبي موقعاً رئيساً لتصوير «صوف تحت حرير» هو مدير الإنتاج عماد العنزي، الذي أكد أن له العديد من التجارب الإنتاجية في الإمارة، مضيفاً: العمل في الإمارات، وتحديداً في دبي، له طعم آخر، فكل شيء بين يديك، بدءاً بمواقع التصوير البكر، مروراً بتوافر العديد من رحلات الطيران يومياً من مختلف البلدان، ووجود دعم تنسيقي حقيقي من قبل لجنة دبي للتصوير التلفزيوني والسينمائي، وغيرها من العوامل.

وحول «صوف تحت حرير»، وصف العنزي العمل بأنه «متخم بالنجوم»، متوقعاً أن يصادف نجاحاً وقت عرضه ضمن السباق السنوي الدرامي في رمضان، بفضل عوامل كثيرة تتضافر فيها القصة مع الأداء التمثيلي والرؤية الإخراجية والمقومات الإنتاجية، حسب وجهة نظره.