Emarat Alyoum

"حفرة المال" .. السر العظيم في جزيرة البلوط الكندية

التاريخ:: 13 مارس 2017

تعتبر حفرة المال من الألغاز المثيرة، والغامضة، التي أثارت – على مدى العديد من السنوات - حيرة العلماء وصائدي الكنوز، حيث لم ينجحوا في فك طلاسم هذه الحفرة المملوءة بالغموض والأساطير والمآسي.

بدأت قصة هذه الحفرة أواخر القرن الثامن عشر، وتحديداً عام 1795 الميلادي، في العصر الذهبي لقراصنة البحار، عندما ادعى شاب اسمه دانيال مك غينيس، أنه رأى أضواءً غريبةً في الغابة، في جزيرة أوك، أو كما يطلق عليها جزيرة البلوط، على بعد 200 متر من الشاطئ الجنوبي «لنوفا سكوتيا»، من مقاطعة ونينبورغ في كندا، وعندما ذهب ليتحقق من مصدر هذه الأضواء، وجد شجرة بلوط، وقد تعلقت في أحد أغصانها السفلى بكرة لرفع الأثقال تعود إلى سفينة ما، فأيقن أنه في أثر كنز مدفون لأحد قراصنة البحر، اندفع دانيال مك غينيس إلى بيته، وطلب المساعدة من صديقيه الحميمين. وفي اليوم التالي، عادوا إلى الجزيرة وهم يحملون المعاول والمجارف. وبدأوا بالحفر حتى وجدوا أنفسهم في نفق عمودي دائري، بعرض 13 قدماً، ووجدوا بالصدفة قطعاً كبيرة مرصوفة من خشب البلوط، وممتدة عير النفق، ونهاياتها مثبتة بقوة في الجدران، فقاموا بخلع القطع وسحبها إلى خارج النفق، ويحدوهم الأمل في كل لحظة أن يجدوا صناديق خشبية مملوءة بالأحجار الكريمة. لكن خاب أملهم، فلم يكن غير الطين. وفي عمق 20 قدماً، وجدوا بالصدفة طبقة أخرى من قطع الأشجار، ومن ثم وجدوا طبقة ثالثة على عمق 30 قدماً. وأخيراً.. بعد أن أدركوا أن المهمة كانت أكبر من قدرتهم قرروا الاستسلام، رغم أنهم مقتنعون بأن الكنز يبعد بضع أقدام عن متناول أيديهم.

شاع خبر الحفرة في أرجاء الجزيرة، وتوافد إليها الفضوليون وصائدو الكنوز وبعض رجال المال والشركات الكبرى، التي أحضرت جيوشاً من عمال الحفر والآلات الحديثة، وقامت بالحفر على مدى سنوات طويلة، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، بالإضافة إلى خسائر في الأرواح والأموال والعتاد، ولم يستطع أي شخص العثور على الكنز، أو الوصول إلى قاع هذه الحفرة الغريبة، التي كلما تم الحفر فيها ظهرت عقبات وتعقيدات وألغاز مثيرة، من بينها العثور على حجر مكتوب عليه بلغة غريبة، ومواد تستعمل لحفظ الأشياء الثمينة على مر العصور القديمة، إضافة إلى العثور على بعض المقتنيات الذهبية، وفي النهاية غرق الحفرة بالماء.

لقد تعددت الأساطير حول حفرة المال، حيث تقول بعضها إنه سيتم العثور على الكنز الموجود بعد مقتل 7 أشخاص، وحتى الآن قتل 6 أشخاص أثناء البحث والتنقيب، ولم تتحقق توقعاتها، أما الأسطورة الشهيرة فتقول إنه لن يُعثر على الكنز حتى تختفي جميع أشجار البلوط من الجزيرة، مع العلم بأن المتبقي من هذا النوع من الأشجار هو شجرة واحدة فقط.

وبعد مرور 200 عام، وبعد أن تعاقب عليها مئات الأشخاص، وذهب ضحيتها العشرات، وحيكت حولها الأساطير والقصص المروعة، التي حصلت لهؤلاء الذين يبحثون عن الكنز أو عن أسرارها بدافع الفضول، وفي عام 1965 جاء مرة أخرى جيولوجي، يشتغل في استخراج النفط، يدعى روبرت دانفيلد، وأحضر المعدات الثقيلة التي تستخدم في حفر الآبار، وأطلق على تلك المهمة اسم «القوة الوحشية»، حيث حفر بعمق 130 قدماً، مستخدماً كل الوسائل القوية في الحفر ولم يعثر على شيء، فقام بردم الحفرة، ومنذ ذلك الوقت لم تعد للفضوليين والمستكشفين الرغبة في تكرار المحاولة، وطوي ملف الحفرة الغامضة.

لكن يبقى أكثر الافتراضات قبولاً مذكوراً في كتاب روبرت فيرنو «حفرة المال»، فقد افترض أن المهارة والدقة اللتين يتطلبهما بناء حفرة، تشيران إلى عملية عسكرية، فالجيش لديه ما يحتاج من الرجال والمهندسين المهرة، ليتموا مثل هذا المشروع.

لقد افترض فيرنو أن الحفرة بنيت نحو عام 1780، في الوقت الذي خسر فيه الجيش البريطاني حرب الاستقلال الأميركية، فقام الجيش البريطاني بوضع خطط للانسحاب السريع، وقد كان من المقرر - حسب الخطة - أن تتراجع الحماية العسكرية في نيويورك إلى هاليفاكس في نوفسكونيا، في الوقت الذي كانت تعد فيه أقرب مستوطنة كبيرة لجزيرة البلوط. وافترض فيرنو أن قطاع المهندسين الملكي ربما يكون قد صدرت له أوامر ببناء حفرة، لإخفاء الخزائن الحربية للحماية العسكرية، ومن ضمنها مؤنة المال، التي من المقرر أن تعطى للجيش البريطاني، ومن المحتمل أن المال لم يدفن أصلاً في الحفرة، وإن كان كذلك فمن المحتمل أنهم استردوه في وقت لاحق، وأرجعوه إلى إنجلترا.

والمزيد من التفاصيل في الفيلم الوثائقي التالي .