بدء إنتاج أول ميغاواط من الطاقة الصديقة للبيئة

بالفيديو.. ربط أولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية بشبكة الكهرباء في الإمارات

صورة

أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن استكمال عملية الربط الآمن لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية، مع شبكة الكهرباء الرئيسة لدولة الإمارات، بعد مواءمة المحطة مع متطلبات الشبكة، وبدء إنتاج أول ميغاواط من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة.

وذكرت المؤسسة أنه مع إنجاز الربط وتوصيل المحطة بالشبكة الرئيسة، سيبدأ مشغلو المفاعل النووي في المحطة الأولى برفع مستوى طاقة المفاعل بشكل تدريجي، في ما يعرف بـ«اختبار الطاقة التصاعدي»، الذي ستتم خلاله مراقبة واختبار أنظمة المحطة الأولى، للتأكد من التزامها بأفضل الممارسات العالمية، خلال مواصلة التقدم الآمن نحو إنتاج الكهرباء بالكامل.

 

 

ربط آمن

وتفصيلاً، أكدت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية نجاح شركة نواة للطاقة التابعة لها، والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية، وبالشراكة مع شركة أبوظبي للنقل والتحكم (ترانسكو)، التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، استكمال عملية الربط الآمن لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية مع شبكة الكهرباء الرئيسة لدولة الإمارات بعد مواءمة المحطة مع متطلبات الشبكة، وبدء إنتاج أول ميغاواط من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة.

ووفقاً لبيان صادر أمس، تعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توصيل المحطة الأولى في براكة لشبكة الكهرباء في دولة الإمارات، بعد نجاح «نواة» في بدء العمليات التشغيلية للمحطة نهاية يوليو 2020، حيث بدأ فريق تشغيل المفاعل منذ ذلك الحين إجراء سلسلة من الاختبارات ورفع مستوى الطاقة بثبات وبشكل تدريجي، حتى الوصول إلى مستوى إنتاج أول ميغاواط من كهرباء الحمل الأساسي من مشروع محطات براكة، الجاري تطويره في منطقة الظفرة.

حجر الأساس

ويمثل ربط المحطة الأولى بشبكة الكهرباء إنجازاً بالغ الأهمية، خلال مسيرة تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي، ومحطات براكة للطاقة النووية السلمية، التي تعد حجر الأساس للبرنامج، وفق أعلى معايير السلامة والأمن والجودة.

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، محمد إبراهيم الحمادي، إن «ربط أولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية بشبكة نقل الكهرباء في دولة الإمارات بشكل آمن، يمثل اللحظة التي بدأنا فيها بالفعل تحقيق مهمتنا بدعم النمو في الدولة عبر إنتاج طاقة كهربائية صديقة للبيئة على مدار الساعة، كما يعد ذلك بداية مرحلة جديدة لمشروع محطات براكة بعد سنوات من الاستعدادات والالتزام بأعلى معايير السلامة والجودة العالمية».

وأضاف: «كلنا ثقة بأن فرق العمل والتكنولوجيا المستخدمة في المحطات، ستكون قادرة على مواصلة التقدم نحو تحقيق الهدف المتمثل في توفير نحو 25% من احتياجات الدولة من الطاقة الكهربائية، طيلة الأعوام الـ60 المقبلة».

وذكر الحمادي أن «محطات براكة إلى جانب مصادر الطاقة الصديقة للبيئة الأخرى، تعد إحدى أهم ركائز التحول للطاقة الصديقة للبيئة في المنطقة والعالم، الأمر الذي يضع الدولة في مسار جديد للتنمية المستدامة، وخفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الطاقة الكهربائية».

تعاون

وأشار الحمادي إلى أن «هذا الإنجاز المتمثل بإنتاج أول ميغاواط من الكهرباء باستخدام الطاقة النووية، تحقق نتيجة التعاون الوثيق والمستمر مع شركائنا المحليين والدوليين»، معرباً عن تقديره لشركة أبوظبي للنقل والتحكم (ترانسكو)، والشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)، الشريك في الائتلاف المشترك والمقاول الرئيس لمحطات براكة، إضافة إلى العديد من الأطراف المعنية في الدولة، والخبراء العالميين الذين عملوا مع المؤسسة على مدار العقد الماضي، والذين أسهمت خبراتهم إلى جانب خبرات قطاع الطاقة النووية على المستوى العالمي في تعزيز الالتزام بأعلى معايير السلامة والجودة والأمن والشفافية، وعدم الانتشار النووي خلال جميع مراحل تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي».

كما أعرب الحمادي عن فخره بالكفاءات الإماراتية من المهندسين والمتخصصين في الطاقة النووية، الذين أسهموا في تشييد وإنجاز المحطة الأولى، إضافة إلى مديري تشغيل ومشغلي المفاعلات الإماراتيين، الذين خضعوا لبرامج تدريبية متقدمة حول العالم.

دور محوري

وكانت شركة «ترانسكو» لعبت دوراً محورياً في عملية الربط، حيث أنشأت شبكة بطول 952 كيلومتراً من الخطوط العلوية بجهد 400 كيلوفولت، لتوصيل أولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية بشبكة كهرباء أبوظبي، لضمان توصيل الكهرباء التي تنتجها المحطة الأولى في براكة بشكل آمن وموثوق إلى المستفيدين في جميع أنحاء الدولة.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، الدكتور عفيف سيف اليافعي، إن «(ترانسكو) تقوم بدور مهم في تعزيز مستقبل أكثر استدامة للطاقة في دولة الإمارات، ومع التقدم المشهود في الدولة على مستوى مشروعات الطاقة الصديقة للبيئة، تواصل الشركة العمل على ضمان المواءمة بين بنيتها التحتية وهذه المشروعات بشكل فاعل، بهدف تزويد إمدادات طاقة آمنة ومستقرة للمجتمع»، لافتاً إلى أن إتمام عملية المواءمة مع أولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية، يعد خطوة مهمة نحو زيادة قدرة إنتاج الطاقة الصديقة للبيئة، وتوصيلها بشبكة الكهرباء.

وأضاف اليافعي: «تفخر (ترانسكو) التابعة لشركة (طاقة)، والمتخصصة بأعمال النقل والتحكم، بشراكتها مع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة التابعة لها، في مثل هذا المشروع الاستراتيجي لدولة الإمارات، ونتطلع إلى تعزيز شراكتنا للمراحل التالية من المشروع».

رفع تدريجي

ومع إنجاز الربط وتوصيل المحطة بالشبكة الرئيسة، سيبدأ مشغلو المفاعل النووي في المحطة الأولى برفع مستوى طاقة المفاعل بشكل تدريجي، في ما يعرف بـ«اختبار الطاقة التصاعدي»، والذي سيتم خلاله مراقبة واختبار أنظمة المحطة الأولى، للتأكد من التزامها بأفضل الممارسات العالمية، خلال مواصلة التقدم الآمن نحو إنتاج الكهرباء بالكامل.

وعند اكتمال هذه العملية، ستنتج المحطة الأولى كميات وفيرة من كهرباء الحمل الأساسي لتصل إلى ذروة إنتاجها للطاقة، من أجل دعم مسيرة النمو والازدهار في دولة الإمارات لعقود مقبلة.

كما سيتم إجراء «اختبار الطاقة التصاعدي» تحت الإشراف المستمر للهيئة الاتحادية للرقابة النووية، والتي أجرت أكثر من 280 عملية تفتيش في محطات براكة للطاقة النووية السلمية منذ بدء تطويرها، إضافة إلى إجراء أكثر من 40 عملية تقييم ومراجعة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والرابطة العالمية للمشغلين النوويين.

الأعمال الإنشائية

وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أعلنت، أخيراً، عن استكمال الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية، إلى جانب بدء شركة نواة للطاقة في الاستعدادات التشغيلية، في وقت وصلت الأعمال الإنشائية فيه بالمحطتين الثالثة والرابعة إلى مراحلها النهائية، حيث بلغت نسبة الإنجاز في المحطة الثالثة 93%، والمحطة الرابعة 86%، فيما وصلت نسبة الإنجاز الكلية للمحطات الأربع إلى 94%.

إنجاز تاريخي

تمثل مرحلة ربط الوحدة بشبكة الكهرباء المحلية إنجازاً تاريخياً، في مسيرة برنامج الإمارات للطاقة النووية، الذي سيسهم في تحقيق التشغيل الكامل للوحدة الأولى، والمخطط له لاحقاً خلال العام الجاري.

ومنذ تأسيسها عام 2009، أصدرت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية اللوائح والأدلة الإرشادية، وقامت بعمليات تفتيش دقيقة ومراجعات، والتي أسهمت في الوصول إلى هذه المرحلة المهمة في تاريخ أول محطة للطاقة النووية بالمنطقة، من أجل ضمان سلامتها وأمنها.

وستقوم الهيئة، في أعقاب هذه المرحلة بمواصلة مهامها الرقابية والتفتيش، وغيرها من المراحل التالية، والتي تشمل التشغيل التجاري الكامل لضمان أمن وسلامة المحطة، في إطار مهام الهيئة لحماية المجتمع والعاملين والبيئة.

المتطلبات الرقابية

أكدت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية أنه، منذ إصدارها رخصة التشغيل، في فبراير الماضي، للوحدة الأولى في محطة براكة للطاقة النووية، واصلت مهامها الرقابية في مرحلة تحميل الوقود، ومختلف الاختبارات التي أجريت، والتي شملت مرحلة التشغيل الاعتيادية المعروفة بـ«الحرجية»، وصولاً لربط الوحدة بشبكة الكهرباء المحلية، استعداداً لبدء إنتاج الكهرباء. كما أكدت الهيئة التزام شركة نواة للطاقة، المشغل، بكل المتطلبات الرقابية، للبدء في هذه المرحلة المهمة.

وذكرت أن مرحلة ربط الوحدة الأولى بشبكة الكهرباء، تمثل نجاحاً لسلسلة من اختبارات السلامة، التي أجريت بعد بدء مرحلة التشغيل الاعتيادية، وفي ظل الرقابة المستمرة من الهيئة.

يذكر أنه في أعقاب إصدار الهيئة لرخصة التشغيل ووصولاً لهذه المرحلة، قامت الهيئة بإجراء مجموعة من الأنشطة الرقابية، التي شملت التفتيش من خلال مفتشيها المقيمين في المحطة، وإرسال مزيد من المفتشين لمتابعة عمليات تحميل الوقود النووي ومختلف مراحل الاختبارات. وتقوم الهيئة بالتحقق بشكل مستمر من مستوى الجاهزية والاستعداد لحالات الطوارئ، فضلاً عن متابعة البيئة، من خلال محطات الرصد المستقلة، الموجودة حول المحطة مع استخدامها لمختبرها البيئي.


- عملية الربط بشبكة الكهرباء تمت بنجاح وبشكل آمن، بالتعاون والشراكة مع «أبوظبي للنقل والتحكم» التابعة لـ «طاقة».

280

عملية تفتيش أجرتها «الاتحادية للرقابة النووية» في محطات براكة، منذ بدء تطويرها.

تويتر