خبيرة عالمية تدعو «مجالس المستقبل» إلى وضع خريطة طريق لكيفية مقاربة الناس لها

«بلوك تشين».. تقنية المستقبل الأكثر أمناً للتبادلات

تقنية «بلوك تشين» ستوفر نظاماً آمناً يتيح إجراء العمليات التجارية بحرية ضمن منصة عامة آمنة. أرشيفية

وصفت رئيس الاتصالات والتسويق في مجموعة «بيت فري» BitFury، جيمي سميث، تقنية «بلوك تشين» Blockchain، بأنها الطريقة الأكثر أماناً التي تمكننا من إجراء التبادلات، نظراً لكونها توفر نظاماً غير مركزي للبيانات.

وأعربت عن أملها أن تأخذ «مجالس المستقبل العالمية»، التي تنطلق في دبي اليوم، زمام المبادرة في وضع «خريطة طريق»، لكيفية مقاربة الناس لـ«بلوك تشين»، واعتمادها بطريقة مسؤولة، بحيث يستفيد منها الجميع. ولفتت إلى تطبيقات عدة لتقنية «بلوك تشين»، إذ يمكن استخدامها في الرعاية الاجتماعية، والتصويت الآمن، ونقل ملكية الأراضي، والموسيقى، والأفلام، فضلاً عن الأمور المالية.

تقنية «بلوك تشين»

وتفصيلاً، قالت رئيس الاتصالات والتسويق في مجموعة «بيت فري» BitFury، جيمي سميث، إن تقنية «بلوك تشين» Blockchain هي في الأساس، الطريقة الأكثر أماناً التي تمكننا من إجراء التبادلات اليوم، والتي تتيح لنا إرسال «الأصول» دون استخدام مبعوث ثقة، وبالتالي فهي تُنشئ سوقاً رقمية عالمية مشتركة للتبادل.

وأوضحت: «إذا تخيلنا أن تبادل الأصول هي قطار، فإن (بلوك تشين) في هذه الحالة بمثابة مسار القطار، و(بيتكوين) bitcoin هي عربة القطار التي يمكنك أن تضع فيها كل ما تريد، إذ يمكنني من خلالها أن أرسل لك دولاراً، أو سجلاً صحياً، أو مقطوعة موسيقية، أو فيلماً، فضلاً عن احتمالات غير محدودة».

إصلاح الأنظمة

وأكدت سميث أن لتقنية «بلوك تشين» القدرة على جعل العالم أكثر كفاءة، ومكاناً بعيداً عن الاحتكاك، لافتة إلى أن عدد الأفراد الذين يعيشون في ظلّ أنظمة فاسدة حول العالم كبير جداً، وإذا ما تم استخدام التقنية بالشكل الصحيح، فإنه يمكن لها إصلاح أنظمة بأكملها. وأوضحت: «يعمل (بيتكوين بلوك تشين) على مبدأ بسيط جداً، فكل 10 دقائق يتم تسجيل عملية تجارية تمت حول العالم ضمن مجموعة واحدة، وعندها ستسارع أجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم، للتحقق من تلك المعاملات داخل تلك المجموعة، والتأكد من أنها حصلت، ومن أنها كانت آمنة، وأن جميع العمليات الحسابية متطابقة. وعليه تتنافس كل أجهزة الكمبيوتر لحل هذه العملية الحسابية الضخمة، ومن يتمكن من حلها يكسب 12.5 بيتكوين، ليكون لدينا، وللمرة الأولى، نظام يعمل على ضمان الأمن بمحفزات مالية». وتابعت: «ببساطة، يعتبر الأمن شريان حياة (بيتكوين بلوك تشين)، في وقت يعد فيه الحافز المالي جزءاً لا يتجزأ من (بيتكوين بلوك تشين)، فهو يلبي رغبة الناس في الاحتفاظ بها آمنة، ولذلك، فالأمن ليس جزءاً من هذا النظام، بل هو النظام نفسه».

وأشارت سميث إلى أنه عندما اختُرع الإنترنت، لم يكن توفير الأمن الكافي أولوية، وجميع البيانات مركزية، ما يعني أنه إذا تم اختراق إحداها، فإنه يمكن الوصول إليها جميعاً، إلا أن تقنية «بلوك تشين» توفر نظاماً غير مركزي، وبالتالي، إذا تم اختراق إحدى المجموعات، فإنه لا يمكن اختراق المجموعات الأخرى في الوقت نفسه.

التقنية والأفراد

وأكدت سميث أن مجالس المستقبل العالمية ستلعب دوراً مهماً في مناقشة تقنية «بلوك تشين»، إذ إن هناك العديد من الناس الذين لا يعرفون عن هذه التقنية، معربة عن أملها أن تأخذ مجالس المستقبل زمام المبادرة في وضع «خريطة طريق» لكيفية مقاربة الناس لـ«بلوك تشين»، واعتمادها بطريقة مسؤولة، بحيث يستفيد منها الجميع. وقالت: «أمامنا فرصة كبيرة لتحسين التوسع العالمي، ولجعل الأعمال أكثر ربحية، وللتأكيد أن بإمكان أي فرد حول العالم الاستفادة أيضاً».

ولفتت سميث إلى أن هناك ثلاثة عوامل أساسية ستغير العالم، في السنوات القليلة المقبلة، إذ سيكون هناك اتصال لاسلكي بالإنترنت حول العالم، ما يمكن الجميع تقريباً من اقتناء هاتف، فضلاً عن تقنية «بلوك تشين» التي ستوفر للناس نظاماً آمناً يتيح لهم إجراء العمليات التجارية بحرية ضمن منصة عامة آمنة.

وأضافت أن سعر وكلفة هذه التقنية ليسا مرتفعين أبداً، لكن التقنية ليست مجانية، بل أقرب إلى ذلك، مشددة على أن كلفة العملية التجارية مقارنة مع الرسوم التقليدية، بمنتهى الصغر.

تطبيقات «بلوك تشين»

وأفادت سميث أنه فضلاً عن الأمور المالية، فإن هناك العديد من تطبيقات «بلوك تشين» الممكنة، إذ يمكن استخدامها في الرعاية الاجتماعية، والتصويت الآمن، ونقل ملكية الأراضي، والموسيقى، والأفلام، وغيرها، في وقت نتطلع فيه إلى توزيع اللقاحات، نظراً لأن هناك عدداً كبيراً من اللقاحات التي تضيع في طريقها للتوزيع، لأسباب عدة، ولذلك، يمكن استخدام «بلوك تشين» لإنشاء سجل غير قابل للتغيير، حتى لو ضاعت البضاعة هنا، فإننا سنعلم أين ذهبت. وحول توقعاتها لعام 2030 مع تقنية «بلوك تشين»، قالت سميث: «لانزال في الأيام الأولى لتطبيق هذه التقنية، لكنها تتجه بشكل سريع باتجاه التبني العالمي، وأنا أعتقد أننا خلال الأعوام القليلة المقبلة، سنعيش في عالم يستخدمها دون أن يفكر فيها أحد، إذ ستعجبنا سهولة الاستخدام، والكلفة القليلة، والأمن».

تويتر