اليوم الأول تميز باختفاء المضاربين.. والسعي إلى استعادة ثقة المتعاملين

المشروعات الجديدة تغيب عن افتتاح «سيتي سكيب».. والتركيز على التسليم

مكتوم بن محمد افتتح «سيتي سكيب» وتجول في أنحائه أمس. تصوير: دينيس مالاري

شهدت فعاليات اليوم الأول من معرض «سيتي سكيب غلوبال للاستثمار والتطوير العقاري 2010» إحجاماً من شركات التطوير العقاري عن إطلاق مشروعات جديدة، وبدلاً من ذلك، ركزت الشركات على إبراز حجم الأعمال المنجزة والجداول الزمنية للمشروعات التي سبق أن أعلن عنها في السنوات الماضية، مع تأكيدها الالتزام بمواعيد تسليم مشروعاتها.

وشهد المعرض خلال دورته التاسعة، التي افتتحها سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، أمس، إقبالاً في اليوم الأول، وأكد الخبراء أكدوا أن الأيام المقبلة للمعرض ستكون زاخرة بالزوار والمستثمرين الجادين، مشيرين إلى أن غياب المضاربين بشكل واضح من شأنه أن يعطي انطباعاً إيجابياً للأنشطة العقارية الاستثمارية في السوق العقارية، إذ تركز الدورة الحالية للمعرض على إحياء المشروعات العقارية واستعادة ثقة العملاء.

ويشارك في المعرض، الذي يعقد في مركز دبي التجاري العالمي على مدى أربعة أيام نحو 180 شركة من شركات التطوير العقاري المحلية والعربية والعالمية.

 إطلاق مؤشر «بلومبرغ الشرق الأوسط»

أطلقت شركة «كلاتونز» المتخصصة في قطاع العقارات، أمس، بالتزامن مع انطلاق فعاليات «سيتي سكيب دبي 2010»، مؤشر بلومبرغ الشرق الأوسط العقاري، الذي يوفر إحصاءات وبيانات كاملة ودقيقة لرصد اتجاهات وتغيرات السوق العقارية في إمارة دبي، من خلال تحالف الشركة مع البوابة الالكترونية «بلومبرغ».

ويوفر المؤشر تقارير عقارية دقيقة ونتائج تحليلية حول حركة السوق العقارية وأسعار الوحدات العقارية من الفلل والشقق السكنية منذ عام ،2006 تستند إلى نحو 1000 من التداولات وصفقات المبيعات العقارية وأكثر من 10 آلاف عملية تقييم جرت خلال السنوات الأربع الماضية، ليتم تطويرها وتوسيعها على مراحل عدة مقبلة.

وتم جمع المعلومات الواردة في هذه المرجعية العقارية عن طريق تحليل أبرز الوحدات السكنية في دبي، وتصنيفها ضمن الفئة العالية والمتوسطة والمنخفضة، بحسب موقع ومواصفات هذه الوحدات. وتشمل وحدات الفئة العالية المشار إليها في المؤشر مواقع راقية مثل منطقة «برج خليفة» و«النخلة جميرا»، بينما تندرج مشروعات مثل «أبراج بحيرة الجميرا» ضمن الفئة المتوسطة و«ديسكفري جاردنز» و«انترناشيونال سيتي» ضمن الفئة المنخفضة.

ويتوقع أن يمثل هذا المصدر منصة معلوماتية متكاملة تتيح فرصاً جديدة في قطاع العقارات، الأمر الذي يساعد المستخدمين على اتخاذ القرار المناسب لاستثمارهم في الوحدات السكنية وبطريقة مبسطة وموثوق بها.

وقال مدير «كلاتونز» في الإمارات ستيفين مورغان ان الشركة تطمح في المستقبل القريب إلى توسعة هذا المؤشر ليشمل أيضاً حركة العقارات في إمارة أبوظبي وجميع دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً الى ان المؤشر يستند إلى عمليات التقييم والمبيعات التي تم تحقيقها خلال السنوات الأربع الماضية، إذ إنه يستثني المشروعات الجديدة التي عادةً ما تكون قيمتها مرتفعة، بما يساعد بالتالي على نقل الواقع الحقيقي لسوق العقارات في دبي.

غياب المضاربين

وتفصيلاً، قال مساعد الرئيس التنفيذي لشركة «فالكن سيتي أوف ووندرز»، سالم الموسى، إن «الأيام المقبلة للمعرض ستكون زاخرة بالزوار والمستثمرين الجادين بعد غياب واضح للمضاربين، ما من شأنه أن يعطي انطباعاً إيجابياً للأنشطة العقارية الاستثمارية في السوق العقارية»، مشيراً إلى أن «المعرض يمثل علامة بارزة في القطاع العقاري الإماراتي».

إلى ذلك ، قال نائب الرئيس للاستثمار العقاري في سلطة واحة دبي للسيليكون، وليد بن شفيع، إن «الدورة التاسعة من (سيتي سكيب) تركز على تسويق وتسليم المشروعات التي تم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية، وعلى الرغم من تداعيات الأزمة العالمية على القطاع العقاري، فإن المعرض هذا العام بات أكثر استقراراً بعد غياب المضاربين والوسطاء».

انطلاق النشاط

من جهته، قال نائب الرئيس الأول في «جونز لانغ لاسال» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شهاب بن محمود، إن «(سيتي سكيب) مؤشر إلى انطلاق نشاط قطاع العقار مجدداً في دبي بعد تداعيات الأزمة المالية العالمية، إذ يسهم المعرض في تحفيز الشركات المحلية والعالمية لرصد الفرص الاستثمارية في قطاع العقار في الإمارات، لاسيما دبي».

بدوره، قال نائب الرئيس التنفيذي للعمليات لشركة تنميات العقارية، عبدالله الدحيم، إن «(سيتي سكيب دبي) لايزال المكان المناسب لالتقاء صناع القرار والمستثمرين الذين يرغبون في استكشاف أعمال ومشروعات في الإمارة وخارجها»، مؤكداً ثقته بالمعرض في جذب رؤوس الأموال الأجنبية إلى مشروعات الشركة الرئيسة.

بوادر انتعاش

من جهة أخرى، أكدت تقرير عقاري أطلق على هامش المعرض، أن القطاع العقاري في دبي بدأ يشهد بوادر انتعاش حقيقية، بعد زيادة الطلب على السوق مع ارتفاع ثقة المستثمرين بالقطاع، وعزا هذه الثقة إلى نجاح خطة إعادة هيكلة الديون الخاصة بشركة دبي العالمية والشركات التابعة لها.

 «تيسير» يقبل 40 مشروعاً بــ 6 مليارات درهم

قال المدير العام لدائرة الأراضي والأملاك في دبي، سلطان بن مجرن، إن «الدائرة قبلت تمويل 40 مشروعاً عقارياً بقيمة ستة مليارات درهم، من خلال برنامج التمويل العقاري (تيسير) الذي أطلقته الدائرة، أخيراً»، مشيراً إلى أن «الدائرة ستفتح الباب أمام المزيد من طلبات التمويل للشركات وأصحاب المشروعات العقارية بالشروط والمعايير التي وضعتها». وأضاف أن «الدائرة وقعت بالفعل مع ثلاثة بنوك عاملة في الدولة للانضمام إلى برنامج التمويل العقاري (تيسير)، وأنها في المراحل النهائية مع البنك الرابع للانضمام إلى البرنامج»، مرجحاً أن «يتم توقيع الاتفاقات النهائية مع المزيد من البنوك قبل نهاية الشهر الجاري». ولفت بن مجرن إلى أن «من المرجح أن تبدأ دائرة الأراضي والأملاك عمليات التمويل قبل نهاية العام الجاري، الذي يتواكب مع حالة التعافي التدريجي التي يشهدها القطاع العقاري في الإمارة»، منوهاً بأن «التمويل العقاري يعد الركيزة الأهم في دعم القطاع العقاري، والقطاعات الاقتصادية الأخرى». وأكد أن «انضمام البنوك إلى (تيسير) سيعود بفوائد كثيرة على القطاع، أهمها استمرار تلك المشروعات»، مشدداً على أهمية الدور التمويلي للبنوك المحلية والأجنبية العاملة في الدولة في دعم خطط الشركات العقارية واستكمال مشروعاتها، مشيراً إلى أن «الانضمام إلى البرنامج يعد شراكة استراتيجية مع حكومة دبي، ما يعزز ثقة العملاء في البنوك المشاركة». واستطرد «البرنامج يستهدف نقل القطاع العقاري إلى مرحلة تنموية جديدة من خلال دعم وتنظيم العلاقة بين الأطراف العقارية، وتبني التوجيه الأمثل للتسهيلات المالية الداعمة للمشروعات العقارية، وأول تلك المعايير أن يكون المشروع العقاري مسجلاً في الدائرة ولديه حساب ضمان عقاري، وأن تكون نسب الإنجاز فيه في حدود 60٪، وأن يتمتع المطور ومشروعه بسجل خال من المشكلات في السوق العقارية، فضلاً عن سداد سعر الأرض التي يجرى تشييد المشروع عليها بنسبة 100٪، إلى جانب تمتع المشروع ببنية تحتية كاملة». ولفت بن مجرن إلى أن «الدائرة ستقدم للبنوك ضمانات تمكنها من الاستحواذ على أي من العقارات التي يتعثر أصحابها عن السداد من دون اللجوء إلى المحاكم المختصة وعبر آلية قانونية واضحة تحدد كيفية فتح الرهن وغلقه.

وقالت شركة «سي بي ريتشارد أليس»، المتخصصة في الاستشارات العقارية، إن الامارات تعد الموقع المفضل لتأسيس المقار الرئيسة للشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحسب مسح أجرته أخيراً، مشيرة إلى أن «31٪ من الإدارات العليا في الشركات اعتبرت دبي أكثر المدن ملاءمة من الناحية العملية للمكاتب الرئيسة، في حين استحوذت أبوظبي على نسبة 21٪ من المستطلعة آراؤهم».

تويتر