يشدد الروائي الكبير، عبدالرحمن منيف، على كلمات لها دلالات ومفاهيم مغايرة لمفهوم البطولة، إنه يتحدث عن الصدق والجرأة، ثم يشير إلى أننا بحاجة إلى كثير من الدم للوصول إلى الديمقراطية، ويؤكد أن موضوع الصدق نسبي. واللافت هنا هو أن موضوع الجرأة
هنالك التباس واضح بين مفهومَي البطولة والشجاعة؛ هذا ما أكده كل من الأديبين عبدالرحمن منيف وفيصل دراج. ربما نتفق مع ما يقولانه من حيث إن البطل تعبير عن رغبة الجموع أو نزعتها أو أحلامها. لكننا لا نستطيع القبول بفكرة غياب البطل الفرد، فقط لأن
نشرت مجلة «نزوى» عدداً من الرسائل المتبادلة بين الناقد الكبير، فيصل دراج، والروائي الظاهرة، عبدالرحمن منيف، والرسائل تتناول موضوعات وجزئيات تصعب الإحاطة بها في مقال عابر. لكن ما لفت الانتباه، واعتبرته جديراً بالمتابعة، وربما جديراً
الذين يعيشون الحدث بشكل حقيقي، يُفاجأون عندما يقرأونه روائياً، أما الآخرون فيساعدهم خيالهم على رسم صورة فنية للحدث المروي، ذاك الذي تحكي عنه وسائل الإعلام، وبعض من عاصروه ممن تبقى على قيد الحياة. وعلى الرغم من قدرة الروائيين أحياناً على
نخسر ونربح معاً، هذا ليس لغزاً أو معادلة رياضية معقدة. أتحدث عن الأكاديميين في الأدب العربي، أولئك الذين يمنحون جهودهم كلها للجانب الأكاديمي، وأولئك الذين يوزعون هذه الجهود بين الحركة الأدبية اليومية والسياق الأكاديمي. نخسر جهوداً وآراء
من الصعب الإحاطة بكل ما كتبه المؤرخ إيريك هوبزباوم، ولعله لابد من شكر الدكتور الشاعر فايز صياغ، على ترجمته القيمة لثلاثية هوبزباوم «عصر الثورة، وعصر الصناعة، وعلم الاجتماع»، التي صدرت عن المنظمة العربية للترجمة. الثورة الفرنسية، التي
تُنشر في العالم العربي سنوياً مئات الروايات؛ نحن أمام آلاف الروايات في هذا العالم الناطق بالضاد، كم رواية حظيت باهتمام جماهيري؟ كم رواية أدرجتها التربية والتعليم في مناهجها؟ كم رواية اعتمدها أساتذة الجامعات لطلابهم في سياق التعريف بالأدب
لا يغرينا الأدب العربي بالتوقف عند الجنون كصفة من صفات شخوصه، حتى وإن بدت هنالك بعض النماذج جاذبة، كبعض شخصيات نجيب محفوظ. وإذا ما أخذنا بتعريف هيغل للجنون، ووصفه له بأنه العمى والحياد عن جادة الصواب ـ التعريف بحاجة إلى التأمل ـ فإننا يمكن
قبل أيام فازت الكاتبة البيلاروسية، سفيتلانا أليكسيفيتش، بجائزة نوبل للآداب، وبفوزها بدأت المرأة في الظهور على لائحة نوبل بعد وقت طويل من التجاهل أو النسيان! قبل سفيتلانا فازت أليس مونرو ودوريس ليسنغ وهرتا مولر. • ترى، لو انشقت زيغرز عن
في عام 1989 كتب فوكوياما (منظّر المحافظين الجدد في أميركا) مقالاً بعنوان «نهاية التاريخ»، سرعان ما حاز شهرة عالمية على جرأته في طرح فكرة غريبة، مفادها أن الإنسان وصل إلى أرقى أشكال التطور، عن طريق الليبرالية الديمقراطية. وقد شجعته شهرة
كتبت الناقدة، خالدة سعيد، في مقدمتها لترجمة قصص إدغار ألان بو تقول: لم يتحدث أي إنسان بسحر أروع من سحر حديثه عن الاستثناءات والمفارقات في الحياة الإنسانية وفي الطبيعة؛ نهايات الفصول المثقلة بالبهاء المسكر، الساعات الدافئة، الرطبة الضبابية
حين لا يدرك الإنسان مأساته فكل شيء في الحياة جيد. قالها أوديب قبل أن يعرف حقيقته وحقيقة ما فعل، واكتشفها سيزيف وهو يرفع الصخرة نحو قمة الجبل، ثم يتبعها نحو الوادي حين تسقط، ليعاود الكرّة. لا تصبح المأساة مأساة بلا إدراك لكنهها وحقيقتها.
مع اتساع مساحة مواقع التواصل الاجتماعي كـ«الفيس بوك» و«تويتر»، يمكن القول إن كل فرد «مشترك» أصبحت له جريدته الخاصة؛ يحررها ويكتبها ويصممها، ويكذب فيها، ويفعل كل ما تفعله الجرائد الورقية المعروفة. صار يكفيك التنقل بين صفحات الأصدقاء لتقرأ
تشهد القصة الأردنية من سنوات تطوراً ملحوظاً، ربما يفوق في كثير من الأحيان مثيلتها في بقية الأقطار العربية. ومرد هذا التطور هو الجرأة التي يتمتع بها الكتاب الجدد، لا من باب مقولة «قتل الأب» بمقدار ما هو من باب البناء على إنجازات الأب، برؤية
عندما قال جاك دريدا بلانهائية التأويل، لم يكن يعني أن في استطاعة المرء اختراع قراءة لا تمت إلى النص بصلة. فالتأويل قائم على ما ينطوي عليه النص من إشارات وعلامات. ليس مهماً في هذا السياق الانحياز إلى تأويل دون الآخر، طالما كانت التأويلات
عندما يعتقد الغرب (ماكس فيبر مثالاً) أن الفن معطى غربي تماماً، وأن الموسيقى تطورت في الغرب لأنها أصيلة في ثقافته، وليست كما هي في الثقافات الأخرى، فإن مثل هذا الكلام يعطينا انطباعاً واضحاً عن مركزية العقل الغربي، وهي مركزية تتعدى الفن
لا يستطيع أحد تحويل العادي والساكن إلى تراجيدي، ما لم يكن هذا العادي حاملاً بذور تراجيديته في أحشائه. رجال غسان كنفاني في الحقيقة لم يموتوا، بل وصلوا إلى الكويت، وبدأوا حياة جديدة هناك، فما الذي فعله كنفاني لتتحول الواقعة النمطية التي
لا أذكر عدد الندوات القصصية التي شاركت فيها، فهي متواصلة بين حين وآخر منذ البدايات، لكنها قطعاً لم تعد متقاربة كما كانت من قبل، حيث من الصعب عليك أن تعيد قراءة قصصك نفسها بين حين وآخر، لكن ما هو أكثر أهمية من ذلك هو ما طرأ على البال وأنا
كتب ماركيز رواية وحيدة تحمل عنوان «مائة عام من العزلة»، لكن العدد الحقيقي للروايات التي تحمل هذا الاسم، يوازي عدد قرائها. قال بورخيس يوماً ما شيئاً مشابهاً عن أسفار التوراة. ثم جاء جاك دريدا بمقولة الإرجاء والاختلاف، لتصبح كل القراءات
حتى اليوم، لاتزال هنالك غشاوة على عيون بعض الكتاب والشعراء، تجعلهم غير قادرين على التمييز بين الأجناس الأدبية. بالطبع، هنالك دعوات رافقتها محاولات، لما يسمى تداخل الأجناس. المقصود ـ كما فهمت ـ من تداخل الأجناس، هو تلك الكتابة التي تستعصي
أنت في النهاية لا تمثل نفسك، أنت تمثل القبيلة أولاً وثانياً وعاشراً. وأول ملمح من ملامحك كشاعر للقبيلة، هو ألا تخرج على تراتبية الموضوعات في القصيدة. فإن مت فانعيني بما أنا أهله/ وشقي عليّ الجيب يا ابنة معبدِ.. طرفة. فما أنا إلا من غزية إن
عندما يتناول ناقد عربي ما، نصاً أدبياً ما، فإنه «غالباً» يلجأ ـ أول ما يلجأ ـ إلى تصنيفه. وهي خطوة تشكل أول تصادم بين الناقد والقارئ. فالقارئ عادة يقرأ بعفوية، وبلا بحث عن مدارس أو نظريات أو مناهج، وهو غالباً ما يخرج بشيء ما، وهو الشيء
اطلعت على بضعة مقالات تتعلق بالنخبة الثقافية في العالم العربي، وقد أدهشني أن تعريف النخبة لايزال ملتبساً إلى حد ما. لكن الالتباس الأكبر يتعلق بدور النخبة ومهامها ووظائفها ومواقفها. وبما أن النخبة هي محصلة «انتخاب» أو«اصطفاء» مجموعة محددة
منذ أرسطو إلى اليوم، لم يتوقف الكتاب عن البحث في فن الشعر؛ جمالياته ولغته ومضامينه وقيمته. لكن أحداً حتى اليوم لم يتمكن من تعليم الناس هذا الفن. كل ما يكتب يعتمد على الإبداع الشعري نفسه. يشبه الأمر استنباط بحور الشعر من الأشعار التي كانت
تخبرنا القصص والروايات أن الأمور هنا ـ في القصة أو الرواية ـ جرت على هذا النحو دون سواه. لكنها لا تخبرنا لماذا، ربما يكون علينا نحن أن نبحث عن وراء هذه الـ«لماذا». يخبرنا تولستوي أن فرونسكي، الضابط الشاب، رأى «آنا» فخطفت قلبه، ورأته
عندما كتبت مقالتي «جاذبية العناوين» لم أكن قرأت كتاباً قديماً لبورخس بعنوان «سبع ليال». وهو سبع محاضرات في الأدب كان بورخيس ألقاها في مناسبات متباعدة، ولا يتحدث في أي من المحاضرات السبع عن العناوين كموضوع مستقل، لكنه في سياق حديثه عن «ألف
عُرف الكثير من شعراء العرب بقصيدة واحدة، على الرغم من إنجازهم الكثير من القصائد، ومن ذلك مثلاً أصحاب المعلقات، ومالك بن الريب، والشنفرى، وابن زريق البغدادي، وغيرهم. وإذا كنا نتغنى اليوم بقصائد محمود درويش التي كتبها في سنواته الأخيرة (لا
أخبرني صديقي الروائي، عبدالناصر رزق، أن روايتيه «أشباح الجياد» و«مرافعة الشيطان» تبيعان في بعض معارض الكتب الكثير الكثير، استغربت الأمر، لأن عبدالناصر رزق ليس نجماً روائياً مثل نجيب محفوظ أو عبدالرحمن منيف مثلاً، فأخبرني بأن الأمر متعلق
لست ممن يعتقدون أن المرء لن يكون أديباً ما لم يكن فقيراً. هذا التنويه ضروري لتوضيح الفكرة التي نحن بصدد كتابتها ومناقشتها. والفكرة بسيطة للغاية؛ فالمرء يكتب قصائد وقصصاً وروايات ومسرحيات، متناولاً قضايا إنسانية، والقضايا الإنسانية لا تختلف
تحرص الأقليات في أي مكان على الحفاظ على هويتها المختلفة، وإن بدا للآخرين أنها اندمجت في المجتمعات الجديدة، فإدوار سعيد أشار في مقالة له إلى مسألة التميز التي يحرص المنفيون عليها، لتشكل عاملاً إضافياً للحفاظ على الهوية. فالأرمن في بلد
في عواصم الدنيا كلها، هنالك أماكن تخص جماعات لهم هوية مشتركة، فهنالك أسواق الخضار مثلاً، التي تتجاور فيها المحال، لكن أصحابها لا يشكون قلة الرزق، أو «خطف الرِّجل». وفي عمان مثلاً، هنالك سوق تدعى «سوق الحرامية»، حيث تجد فيه ما يخطر على
هل انتهت صلاحية بعض المصطلحات الثقافية؟ أين الرواية التاريخية والرواية التسجيلية والوثائقية مثلاً؟ هل كنا نردد ما يأتينا دون تروٍّ وتأمل كافيين؟ هل حقاً كانت هنالك روايات تاريخية أو تسجيلية أو وثائقية؟ وهل تمكّن أحد من وضع الفواصل بين هذه
في وسائل التواصل الاجتماعي، وجد الكثير من الشباب العربي فرصته للتعبير، بعد أن عانت الأجيال السابقة ضيق هامش الحرية السياسية والأدبية والفكرية والدينية. هذه الفرصة قادت الشباب إلى طريقين، إحداهما تضخم الذات التي انتشت وهي تشاهد نفسها محط
في عام 1986 أقمت في السويد مدة شهرين وبضعة أيام، وبعد عودتي بسنة ونصف السنة، بدأت في كتابة حلقات عن تلك التجربة. واليوم أتذكر هذه الحلقات التي نشرتها جريدة أردنية، وأنا أتصفح الطبعة الثانية من كتاب حياة الحويك عطية «اكتشاف الوطن» الذي يروي
لا ديستويفسكي ولا ماركيز ولا غوته ولا ثربانتس درسوا فن الكتابة الإبداعية في كلية أو جامعة أو معهد أو مدرسة، هؤلاء وغيرهم وجدوا أنفسهم تواقة إلى التعبير عن شيء ما في دواخلهم، أو ربما السؤال عن شيء ما، فكتبوا وأهدوا البشرية كنوزا لا تصدأ
على أغلفة روايات باولو كويلهو، نقرأ عبارة تشير إلى أن هذه الرواية هي لصاحب الرواية الرائعة «الخيميائي». وهو إيحاء بأن هذا العمل جدير بالقراءة والمتابعة. وفي حالات أخرى نقرأ على بعض الأغلفة «سلسلة نوبل» أو«للروائي الفائز بجائزة نوبل». ونقرأ
يبدو أحياناً أن كل ما يلزم المرء كي يكون شاعراً، هو شَعر مسترسل، ولحية غير مشذبة، وحقيبة تتدلى من الكتف، وركن هادئ في مقهى ترتاده النساء الجميلات، وبعد ذلك، لا بأس من تمزيق ديوان شعر لشاعر آخر أمام إحداهن، بدعوى تفاهته. لست معنياً بسلوك
أن تصل رواية من غزة إلى قائمة البوكر العربية القصيرة، فهذا في حد ذاته إنجاز تاريخي. صحيح أننا لم نقرأ الرواية بعد، لكن خروج رواية من بين الركام والدمار والجثث ورائحة الموت، لا يحدث في أي مكان. يلزمه بشر يحبون الحياة «إذا ما استطاعوا إليها
كثير من الدارسين والباحثين مقتنعون بأن كل ما يُكتب منذ قرون، لا يتجاوز الأفكار الإغريقية التي تناولتها الميثولوجيا، والمآسي. وربما يكون في هذا الكثير من الصواب، حيث لا قيم ولا أفكار لم يتناولها الإرث الإغريقي الثري. ولكن، لماذا وصل الإغريق
كل تلك المنشورات الأدبية والفكرية طوال عقود مضت لم تفلح في كبح جماح الإرث العربي. لا القصص ولا الروايات ولا الشعر ولا الفلسفة استطاعت أن تخفف من تلك الحمولة الثقافية البائسة التي حملناها عقوداً، بل قروناً. اكتشفنا أن عالم الكتابة والقراءة
شاهدت عرضاً لمسرحية «بيت برناردا آلبا»، للشاعر الكبير لوركا في عمّان، كان ذلك منذ سنوات خلت، ثم شاهدت عرضاً للمسرحية ذاتها في بيروت، وعرضاً آخر عبر الشاشة الصغيرة. ثلاثة عروض لمسرحية واحدة، والاختلافات جليّة واضحة. وقد كنت دائماً أتساءل
180 رواية عربية قدمتها دور النشر في العالم العربي، للفوز بجائزة البوكر العربية، وهذا العدد لا يشمل ما أصدرته دور النشر العربية من روايات، بل أفضلها بحسب تقديرات الناشرين، أي أننا في العالم العربي، ننتج سنوياً مئات الروايات، عدا القصة
غالباً ما تبدو مصائر الشخوص الحكائية، بعيدة عن توقعاتهم ـ أو لنقل ـ مغايرة لما يتوقعون. وغالباً أيضاً ما تبدو صادمة، ومرتبطة بأيادي غيرهم، حتى في حالات الانتحار التي قد تبدو قراراً ذاتياً تماماً! ربما يريد مختلقو الحكايات والقصص الإيحاء
لن تكون ناقداً من دون المرور بشكسبير، مقولة قد تبدو عادية للبعض، فلا يعقل عند كثيرين أن نهمل آداب العالم كله، ونجعل من آثار شكسبير طريقاً معبداً للنقد والنقاد. اللافت هو أنك حين تقرأ شكسبير، تفاجأ بما قد تظنه عميقاً غير قابل لسبر أغواره،
ليس جديداً الحديث عن أزمة الكتابة والقراءة في العالم العربي، لكن الجديد هو ما طرأ على هذه الأزمة من عوامل إضافية، أثارت مزيداً من القلق لدى البعض، ومزيداً من التفاؤل لدى البعض الآخر. بداية علينا الإقرار بأن محدودية القراءة ليست أمراً
تحاول هذه الجائزة السير على خطى جائزة غونكور في فرنسا، فالغونكور لا قيمة ما دية لها كنوبل، بل وكعشرات الجوائز التي يكفي الفوز بواحدة منها لاعتزال الكتابة لدى البعض. الغونكور جائزة أكثر أهمية من عديد الجوائز العالمية، ولا ينالها إلا من
ينحاز الكتاب والشعراء إلى الخرافة والحكاية الشعبية، بحسب رأي فرويد، فهم يؤمنون تماماً بقيمة الحُلم وبتأويله، ويرفعون من قدره إلى مرتبة علياً، تماماً على عكس العلم الذي لا يرى في الحلم قيمة تُذكر. تصر العلوم على أن الحلم استجابة نفسية لعامل
هل ثمة فصل بين الكاتب أو الشاعر وحياته بتفاصيلها كلها؟ الثقافية والاجتماعية والسياسية؟ ربما كان رحيل الشاعر اللبناني سعيد عقل سبباً مباشراً لطرح السؤال. ولكن السؤال الذي قد يبدو غريباً هو: هل الكتابة أقوى من الحياة؟ أو بصورة أدق: هل هي
آخر ما وصل إليه النقد الأدبي هو ما يسمى موت الناقد. وربما يصح هذا القول أكثر من مقولة «موت المؤلف» التي شاعت قبل نحو عقدين ونيف. ذلك أن القراء لا يأبهون بآراء النقاد في اختياراتهم وتفضيلاتهم الجمالية. فلا يستطيع أي ناقد أن يقنع القراء
في الغرب، تلاقي السيرة الذاتية للمشاهير رواجاً كبيراً، وفي أغلب الحالات تتحول السيرة إلى عمل سينمائي. في المحصلة يتم الاستثمار في الاسم والمثال، سواء كان سياسياً أو فنياً أو رياضياً. وفي عموم السير الذاتية، غالباً ما يتم التركيز على مرحلة
في نظرة عابرة إلى الأعمال الأدبية العظيمة عبر التاريخ، يلوح الموت قاسماً مشتركاً أعظم بين هذه الأعمال، لكن اللافت أكثر هو السؤال الآخر الحي: ماذا كانت هذه الشخوص الفنية لتفعل لو لم تمت؟ في الأفلام الرديئة يقوم الكاتب ومخرج نصه بالتغلب على
قبل أيام قليلة فقط، ارتأى أحد المعنيين بالشأن الثقافي على شبكات التواصل الإلكترونية، أن يحتفل بتسمية عدد محدود من الشعراء الفلسطينيين، ممن ينتمون إلى جيل الخمسينات. كانت فكرة جديدة، وتستحق الاهتمام بلا ريب. لكن أصدقاء آخرين؛ شعراء وأصدقاء
قبل الشروع في قراءة الرواية الشهيرة «قواعد العشق الأربعون» للكاتبة التركية إليف شافاق، ومن باب الاحتراز لأي ملمح تاريخي قد أتعرض له كقارئ، قمت بقراءة موجز تاريخي للفترة التي تجري فيها أحداث الرواية؛ قرأت نشأة الحشاشين والإسماعيليين،
من أبسط الأمور التي قد تخطر ببال المرء، وهو يعيش هذا التراجع الثقافي العربي، هو أن تكون هناك ضوابط صارمة، تنظم آليات النشر وإقامة المعارض وعرض المسرحيات وما إلى ذلك. وهذا التفكير نتاج ثقافة بائدة، شكلت في ما مضى حجراً في جدار بنيتنا
ربما يكون «العبث» أفضل الإجابات عن السؤال التاريخي «لماذا نكتب؟»، فما من أحد قرر ذات يوم أن يمسك بالقلم ليكتب شيئاً غير العلوم الرياضية والطب والفلك والكواكب. الكتابة الأدبية تحديداً لم تنشأ هكذا، فمنذ البداية كانت تحاول حل ألغاز الكون
مؤلم هذا الواقع الذي نحياه، مؤلم حد الفجيعة، كيف يتخذ فنان مبدع كزياد قراراً كهذا؟ كيف لفنان نشأ في بيت فني عربي وشهد مرحلة الصعود الفنية للرحابنة، أن يدير الظهر مرة واحدة لهذا الإرث وهذه الذكريات؟ يعيش زياد كغيره من المواطنين العرب حالاً
لماذا لا يتوقف الكاتب عن الكتابة؟ علينا أن نسأل هذا السؤال، فيما لو ظننا لوهلة أن الكاتب لديه تماماً ما يقوله. أو ـ للدقة ـ يعرف جيداً ما يريده من كتابته. هذا الكلام سيثير ردود فعل مستنكرة ربما؛ فما من أحد يعتقد أن الكاتب ليس لديه ما يقوله
في معارض الكتب كلها، ثمة تواطؤ غير معلن أو غير مكتوب بين دور النشر العربية كلها، هذا التواطؤ يتعين في نوعية الكتب وفي أسماء الكُتاب؛ بات الأمر مكشوفاً إلى حد صارخ. فدور النشر التي يدِّعي أصحابها محبة الثقافة والترويج لها وتشجيع القراءة، هي
شاعت في الأدب العربي عموماً، والنقد خصوصاً، مصطلحات أدبية غريبة، ربما كانت هذه المصطلحات في البدايات قابلة للسجال، لكنها بمرور الوقت اكتسبت ما يشبه المشروعية، وأصبحت أقرب ما تكون إلى القوانين، والسبب بالطبع هو أننا نطمئن إلى السائد
فجأة تتوقف الروائية في رواية «س» لكفى الزعبي، وتلتفت حولها، لتكتشف أن الأشياء العادية؛ الأشياء التي تراها كل يوم؛ الأشياء التي نمر بها ونعيشها في كل آن، هي أشياء مثيرة للدهشة. لن أتناول الرواية هنا، بمقدار ما دفعني اكتشاف الروائية للتأمل،
تبدأ الحرب مثل رواية تفاجئنا فنرغب في متابعة فصولها، تنتهي فننتهي من الرواية. الحرب إذاً رواية شارك في كتابتها كثيرون؛ قتلى ومنازل وأسلحة ومذياع ومستمعون وغاضبون ومندهشون وفرحون. وهنالك نقاد يفسرون ويحللون ويقيّمون. الحرب نَص، وقراءته
إذا لم تكن جماهيرية الكتابة مقياساً لجودتها، وإذا كانت هنالك عوامل كثيرة غير فنية تجعل من كتابة ما جماهيرية، ومن غيرها نخبوية أو مهمشة، فإن لنا أن نتخيل مقدار الكتابة الجيدة التي وقع الظلم عليها فأقصيت أو نحِّيت أو غيبت، وظلت حبيسة الكتب
عاموس عوز الروائي الإسرائيلي، الذي عرف بمواقفه وتحركاته لجهة تحقيق السلام مع الفلسطينيين، وعرف بمواقفه ضد الحرب على العراق، هو أيضاً الكاتب الذي أكد في سيرته «حكاية حب وعتمة» أن إسرائيل حلم تحقق! لا يستطيع المرء قراءة عوز من دون معرفة
ماذا تكتب وأنت ترى رجلاً يقود كوكبة من النساء في السوق، لبيعهن سبايا وغنائم؟ ماذا تكتب وأنت ترى مئات الأطفال يصعدون إلى السماء على ذمة قذيفة؟ ماذا تكتب وأنت ترى وتعيش وتدرك أن هنالك من يمنع عن الناس الماء والهواء؟ يبدو الأمر سوريالياً
«حين نتنزه نكون ثلاثة:/ أنا وأنت والحرب القادمة/ وحينما ننام نكون ثلاثة/ أنا وأنت والحرب» مقطع للشاعر اليهودي حانوخ ليفين. هذا المقطع التقطناه عشوائياً من بين مئات القصائد العبرية لشعراء، أو من يُفترض بهم شعراء في الكيان الصهيوني، وهو يدل
قبل سنوات قليلة فقط، وأثناء حصار غزة، كان الموسيقار الأرجنتيني المولد دانيال بارنباوم، والإسرائيلي الانتماء، وحامل الجنسية الفلسطينية، يحيي حفلا موسيقيا في غزة. كان اللافت في الحفل هو تلك الكلمات التي سبقته، والتي أطلقها الموسيقار المعروف؛
لماذا نقول «الأدب العربي»؟ سؤال خطر في البال وأنا أراقب مثل غيري ما يحدث في غزة. فهل كل أدب مكتوب باللغة العربية هو أدب عربي؟ وإذا كان ذلك كذلك، فهل يعتبر أدب أميركا اللاتينية أدباً إسبانياً؟ لا أحد في العالم يقول إن هنالك أدباً إنجليزياً
إذا كنا نقرأ للمتعة، وللبحث عن ما ينقصنا، فإننا بالضرورة سوف نقرأ ما هو جديد ومفاجئ ومدهش ولافت ومثير، فهذه الصفات هي التي تحقق المتعة، وتعوض بعض ما ينقصنا. إن كتابة أفكارنا المألوفة لا تقدم شيئا من المتعة، ولا تملأ فراغا في دواخلنا، إنها
كما شُطبت فلسطين من خرائط عدة، عربية وأجنبية، يجري بالتدريج محوها من خريطة الأدب العربي، قلة من الكتّاب العرب مازالوا يذكرون فلسطين في قصائدهم وقصصهم ورواياتهم، يُسجل لبعض الكتّاب الفلسطينيين تشبثهم أدبياً بفلسطين، رشاد أبوشاور وفاروق وادي
سيظل السرد كائناً مراوغاً ومخاتلاً كما كان منذ البدء، منذ المرويات والمحكيات والأساطير والملاحم حتى يومنا هذا، وسيظل النقاد والدارسون عاكفين على البحث والدرس والتمحيص للوصول إلى زوايا واسعة للعبور منها إلى عالم السرد، ومحاولة الحصول على
في العالم العربي نعرف أن الآباء يورثون الأبناء الحِرَف والمهن، ويهيئونهم لتسلم أعمالهم، ولا يقتصر الأمر على الحرف والمهن و«الصَّنعة»، كما يقال، وإنما يتعداها إلى مجالات حيوية أخرى في الحياة. كان الأمر قديماً يتعلق بالرعي ثم بالزراعة، وكان
لم نعرف حفلات توقيع الكتب إلا متأخرين، ولا أعرف إن كان ماركيز أو كاواباتا أو زوسكيند (صاحب رواية العطر)، أقاموا حفلات توقيع أم لا، بينما يصدر الكاتب العربي الآن كتابه الأول ويقيم حفل توقيع. يحضر بعض مندوبي الصحف وبعض المصورين، ويحضر أقارب
لا يوجد ناقد أجنبي أو عربي، لم يتطرق إلى مسألة العلاقة بين المبدع والمتلقي. بين الإبداع والتلقي. بين النص والقارئ. تعددت الآراء وتباينت أحيانا، إلى الحد الذي قرأنا عن موت المؤلف وضرورة تحويل النص ـ خطاطة المؤلف ـ إلى عمل أدبي، ودور اللغة،
أياً كان الشأن الذي يبلغه الكاتب العربي فإن الموت كفيل بمحو ذكره، ناهيك عن صراع الكاتب الطويل والمضني أثناء حياته للبقاء. نعم، هنالك جوائز قد تخصص في اتحاد أدبي باسم كتاب راحلين، وربما تقوم بعض الهيئات بتنظيم ملتقيات تخلع عليها أسماءهم،
في نص قصير لبورخيس جاء ما يلي «لكي يرتعب قيصر تماماً، دفعه أصحابه للارتماء على قدمي تمثال بخناجرهم نافدة الصبر، لكنه يكتشف بين الشفرات والملامح وجه مرسيس جينيوس بروتس، خادمه، وقد يكون ابنه، فكف دفاعه عن نفسه، هاتفا: حتى أنت يا بني! وكان
مالك بن جلول مخرج جزائري كان يقيم في السويد، حصل فيلمه الوثائقي «البحث عن رجل السكر» على جائزة الأوسكار في العام الماضي، عُثر عليه منتحراً في شقته قبل أيام. هذا يشير إلى أن المثقف العربي محكوم بالإقصاء والتهميش بوسائل عدة، حتى وهو يظن أنه
في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، خرجت علينا المطابع العربية بأدبين لم نكن نعرف عنهما سوى القليل، أدب أميركا اللاتينية، والأدب الياباني. والقرّاء القدامى، يتذكرون رواية برازيلية ترجمتها «دار الهلال» بعنوان «الفيلسوف والكلب»، لكاتب يدعى «
انتشرت الرواية العربية كالفطر، انحسرت القصة القصيرة، وتراجع الشعر. أصبح الجميع يتحدثون عن الرواية العربية، ولكن، مهلاً قليلاً، فمن قال إن الرواية العربية تشهد نهضة حقيقية؟ المتتبع للشأن الأدبي يلحظ تنامياً كبيراً في أعداد الروايات التي
في عام2007 كتب غابرييل غارثيا ماركيز وداعية مؤثرة، لكنها تنطوي على كثير من الحكمة. فقد قال مثلاً إن الشيخوخة لا تأتي إلا حين يكف المرء عن الحب. وإن الموت لا يأتي بفعل الشيخوخة بل بفعل النسيان. وإن السعادة تكمن في تسلق الجبل نحو القمة لا في
يعدّ الكاتب الكولومبي «ألفارو موتيس» واحدا من آباء روحيين عديدين للسرد الأميركي اللاتيني، على الرغم من أنه مجهول لدينا نحن العرب. رحل موتيس عن 90 عاما قبل أيام، ولم يجد ماركيز ما يكتبه سوى كلمة «موتيس». يتذكر ماركيز أن موتيس جاءه ذات يوم
لعقود عدة خلت، كان التطور الوحيد الذي شهده الشعر العربي، مقصوراً على موضوع القصيدة، وبعض الصياغات اللغوية. وإذا نحينا فكرة الاختلاف في الموضوعات الشعرية، أو فكرة إدخال موضوعات جديدة على الشعر لم تكن فيه من قبل، يكون الشعر العربي لم يشهد
على الرغم من هذه الجوائز التي نبتت كالفطر في عالمنا العربي، فإن الكتابة الأدبية العربية لا تتقدم. لم تعد لدينا روايات مبهرة، وشعر ساحر نلقيه على مسامع حبيباتنا كزهرة ندية. لا قصص فاتنة ومسكرة. تشابهت الأشياء وتضاءلت الدهشة. القصائد بعضها
لماذا تكتب الشعر؟ لكي أخسر. ولماذا تخسر؟ لأنني أكتب الشعر! ربما تكون هذه من أصعب المعادلات الثقافية التي قرأتها أو توقفت عندها، فقد كتبت من قبل حول خسارات الكاتب عموماً، لكني لم أفهم الأمر كما أوضحه الشاعر السوري نزيه أبوعفش، وذلك في
«الروزنة» مجلة ثقافية تصدر عن اتحاد المرأة الأردنية في عمّان، وهي مجلة فصلية جادة وعلى درجة عالية من الرزانة. وكلمة «الروزنة» في الأصل فارسية وتعني «النور» أو «الضياء»، وتحولت في لهجة بلاد الشام ليصبح معناها النافذة الصغيرة أو الكوة في
الفنان محمد صبحي رفض تسلم حقيبة وزارة الثقافة في الحكومة المصرية الجديدة. الخبر أكده صبحي نفسه، وقال إن الفنان أو المثقف يمكنه خدمة بلده من مواقع عدة. في الشكل يبدو الأمر غريباً على المستوى العربي.. أعني أن يرفض فنان أو مثقف مقعد الوزارة
أيام الزمن الجميل.. أجل، يحق لنا أن نقول ذلك، قد ينتقدنا الكثيرون، ويعتقد آخرون أننا أسرى الزمن الماضي، ورهينة الخطاب الخشبي. لم تكن الحياة أكثر راحة في ذلك الزمن الجميل، ولم نكن حصلنا على شيء من التسهيلات الحياتية التي بين يدينا اليوم،
ربما يكون فبراير متفرداً في قسوته، بسبب إدراكه العميق أنه يشكل خاتمة موسم الشتاء. وهو بذلك يحاول أن يبدو أكثر شهور الشتاء صخباً وتقلباً، في محاولة منه للنيل من فسحة الأمل التي تهل على أجنحة فراشات مارس. تنحصر هذه الكتابة في إضاءة بعض جوانب
لا أحد في مقدوره أن يتخيل مرور هذه التراجيديا العربية من دون أن تسم الكتابة العربية في العمق، هذا ما بدأنا نلاحظه في كتابات سريعة على «فيس بوك» ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. ولعل أهم ما يميز هذه الكتابة هو أنها لأسماء ليست ذائعة الصيت،
كثيراً ما تخرج علينا المحطات الفضائية، ببرامج ترفيه فنية، نستمع فيها إلى شباب جدد يؤدون أغنيات قديمة. بعض هؤلاء يجهد كي يأتي صوته مطابقاً أو قريباً من صوت المغني الأصيل، بل يذهب آخرون إلى تقمص شخصيته في الأداء، بدءاً من الشكل وليس انتهاء
لماذا نكتب؟ السؤال قديم بالطبع، والكتاب والأدباء والمثقفون يحاولون تقديم إجابات، لكنهم دائماً يتناقضون في ما بينهم، وهو ما يربك القارئ والكاتب معاً، ويزيد في غموض السؤال. لا أحد يدعي أن الكتابة تغير العالم، ومن يظن أن الشعر والقصة والرواية
«كل شيء لا شيء».. هذا هو شعار المجموعة الفنية التي تشكلت مع قرب نهاية الحرب الكونية الأولى، في عام 1916 تحديداً، واختارت لنفسها اسم «الدادائية». وقد تزعمها الشاعر الشهير تريستيان تزارا، وهنا نموذج من أشعاره: لم نعرف شيئاً عن الحزن/ موسم
سكن الليلُ/ أَصغِ إلى وقع صدى الأناتْ/ في عمق الظلمةِ، تحت الصمتِ،/ على الأمواتْ/ صرخات تعلو، تضطربُ/ حزن يتدفق، يلتهبُ/ يتعثر فيه صدى الآهاتْ/ في كل فؤاد غليانُ/ في الكوخ الساكن أحزانُ/ في كل مكان روح تصرخ في الظلماتْ/ في كل مكان يبكي
لم أكن أنوي الكتابة عن رحيل الشاعر أحمد فؤاد نجم، لأنني أدرك أن مئات المقالات ستقال فيه، بالنظر لما شكله من حالة فريدة في الفن العربي، وهو ربما كان من الشعراء والكتاب القلائل الذين التف حول كتاباتهم البسطاء والنخب السياسية والثقافية عربياً
ما مضى لن يعود.. لا عود.. ما فات فات.. كلها ترجمة اللازمة التي ظل يرددها غراب إدغار ألان بو، الشاعر الأميركي والقاص العظيم، الذي لم يعش سوى 40 سنة. وحتى حين يسأل الشاعر غرابه عن اسمه القديم في العالم الرباني يكرر الإجابة ذاتها. عند إدغار
منذ انقسم العالم إلى قطبين مع انتهاء الحرب الكونية الثانية، اشتعلت الحرب الباردة، وقد شملت مناحي الحياة كلها بما فيها الثقافة، فكانت الحرب الباردة الثقافية. وفيها وظف الغرب المنابر الثقافية ووسائل الإعلام، ودعم منابر ثقافية في دول شرق
كان من السهل تسويق مقولة الإعلام الشعبي مع اندلاع الأزمة السورية، ثمة بشر وهواتف متصلة بالأقمار الاصطناعية، وما علينا سوى الإصغاء لتقرير تعده جماعة متورطة في الأزمة، ما يعني انه لن يكون موضوعياً، على الرغم من صحة بعض المعلومات أحياناً. لم
هل يكتب الروائي مقاطع من سيرته الذاتية في رواياته؟ عاد هذا السؤال ليُطرح بقوة مع رحيل الكاتبة البريطانية دوريس ليسينغ، الفائزة بآداب نوبل عام 2007. أشار فلوبير عقب كتابته روايته الرائعة «مدام بوفاري» إلى أن« إيما بوفاري» ليست سوى شخصيته.
ليست قليلة هي المرات التي نكتشف فيها أن التاريخ قد جرى التلاعب فيه وتزويره، فالتاريخ يكتبه المنتصر.. ليس هذا فحسب، فهنالك عوامل أخرى تتحكم في كتابة التاريخ، منها ما هو عقائدي وعرقي وديني وغير ذلك، فالطبري الذي أرخ للقرامطة والزنج كان مؤرخ
أعجبتني حكاية جائزة «الغونكور» الفرنسية! ياه كم هي فرنسا حريصة على الاستئناس بآراء طلاب لبنانيين في الجامعات لاختيار رواية من بين تسع روايات مرشحة للفوز. هؤلاء الطلبة طبعاً ليسوا هم من يقرر أو يحدد الرواية الفائزة، ولكن يمكن القول إنها
مثل كثير من السنوات، أطلت علينا لجنة نوبل للآداب، وفاجأتنا بمنح الجائزة للقاصة الكندية أليس مونرو. وقد اعتبر كثيرون أن هذا الفوز يشكل نوعاً من إعادة الاعتبار للقصة القصيرة، ورأى آخرون أنه انتصار للمرأة، حيث تشكل الكاتبات الفائزات بهذه