توقعات بأن يشهد معرض الإلكترونيات الاستهلاكية حفلات متعدّدة لإطلاق «السيارات ذاتية القيادة»

«فورد» تستبق شركات السيارات.. وتكشف عن «فيوجن» أحدث نموذج للمركبات «ذاتــية القيادة»

«فورد» قامت بخفض عدد أجهزة الاستشعار في سيارتها الجديدة إلى النصف. من المصدر

وجهت شركة «فورد» للسيارات، ضربة استباقية لمنافسيها المشاركين في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية، المقرر أن يبدأ أعماله، الخميس المقبل، بمدينة لاس فيغاس الأميركية، بعدما كشفت النقاب، الأربعاء الماضي، عن أحدث نموذج توصلت إليه حتى الآن من سياراتها «ذاتية القيادة».

- سيارة «فورد» تعمل برادارات ومستشعرات وكاميرات تمسح 200 قدم بكل اتجاه حول المركبة.

- أسطول «فورد» للسيارات «ذاتية القيادة»، سيصل إلى 90 وحدة خلال2017.

وأعلنت الشركة تفاصيله كاملة، لتستبق بذلك زخم «حفلات الإطلاق»، المتوقع أن يشهدها المعرض من قبل العديد من شركات التقنية والسيارات في مجال المركبات «ذاتية التشغيل»، والسيارات «ذاتية القيادة».

ثقة بالتميز

نظمت «فورد» حدثاً خاصاً للإعلان عن هذه السيارة، ونشرت غرفة الأخبار على موقعها بياناً حولها، فيما وصف مراقبون ومحللون هذه الخطوة، في تقرير نشره موقع «سي آي أو» cio.com للتقنية، بأنها تعكس قدراً من الثقة بالسبق لدى «فورد»، وإحساساً بتحقيق نوع من الانتصار على المنافسين لها في هذا المضمار.

واستشهدوا في ذلك بأن «فورد» ستعرض أيضاً مركباتها «ذاتية التشغيل» في المعرض نفسه، ثم تعود لعرضها ثانية في معرض السيارات الدولي في ديترويت. وتخطط الشركة لزيادة أسطولها من المركبات «ذاتية التشغيل» ليصل عددها إلى 90 مركبة خلال عام 2017.

أجهزة الاستشعار

سلطت «فورد» الضوء بشكل خاص على النقاط التي رأت أنها تشكل تميزاً عن المنافسين في سيارتها الجديدة، وأهمها خفض عدد أجهزة الاستشعار في السيارة إلى النصف تقريباً، مع الاحتفاظ بكل الوظائف والفاعلية المطلوبة للعمل، وجمع الكمية نفسها من البيانات.

رؤية 200 قدم

أعلنت «فورد» عن أنها تقدم سيارة «ذاتية القيادة»، وذات مظهر اعتيادي لا غرابة فيه، واختارت لها طراز «فيوجين»، الذي يظهر به رف عريض نسبياً من أرفف وضع الأمتعة على سقف السيارة، وإضافة جديدة حول المرايا الجانبية، تظهر كـ«قرون الوغل».

وفى الرف و«قرون الوغل»، يوجد أحدث ما تم التوصل إليه في مجال الكاميرات وتقنية الاستشعار، التي تأمل «فورد» في أن تظل متقدمة بها وسط الصخب الجاري حالياً حول «القيادة الذاتية».

فعلى سبيل المثال، يحتوي الطراز الجديد على حاسب أكثر سرعة، وأجهزة استشعار أكثر قوة، تتمدّد من جوانب السيارة.

وبينما كانت مركبة البحوث السابقة تحتاج إلى أربعة «مستشعرات»، إلا أن الجيل الأحدث يحتاج فقط إلى إثنين، كل منهما يوفر مجالاً للرؤية بزاوية 360 درجة، وتستطيع مسح 200 قدم في كل اتجاه حول السيارة، وتستشعر وترصد أشكال الأشياء والأهداف ومواقعها وموضعها.

أما الكاميرات التي تعمل كنظام للرؤية، فعددها أربع كاميرات، ثلاث منها على رف الأمتعة بسقف السيارة، والرابعة تحت الزجاج الأمامي. وتوفر هذه الكاميرات بثاً مباشراً مستمراً من الصور، تظهر المشاة والأشياء والمطبات ومعدات المرور كالإشارات الضوئية، وتضيف طبقة ثانية من المعلومات لمساعدة السيارة على قيادة نفسها.

1000 غيغابايت

هناك أيضاً قواعد البيانات والنماذج الرياضية، أو «الخوارزميات»، التي تساعد السيارة على فهم بيئتها.

وطبقاً لما كتبه رئيس مهندسي البرمجة بمشروع «فورد للقيادة الذاتية»، كريس بروير، في تدوينة على المدونة الرسمية للشركة، فإن المركبة يمكنها توجيه نفسها، من خلال مقارنة ما تجمعه أجهزة الاستشعار بها والرادار، وغيرها من «المستشعرات»، مع خرائط تفصيلية ثلاثية الأبعاد، لتوفر ما يطلق عليه «الإدراك عبر وسيط».

وتتدرب «السيارة ذاتية القيادة» على إدراك الاتجاه لفهم الأنشطة التي تجرى في الوقت الحقيقي، كمعرفة موقعها الحالي، وتحديد وجود المشاة والمركبات الأخرى، والعقبات غير المتوقعة، مثل مناطق الإنشاءات والبناء.

وأضاف بروير أن «السيارة تتعامل مع واحد تيرابايت (1000 غيغابايت) من البيانات في كل ساعة قيادة، فشهية (السيارة ذاتية القيادة) الواسعة للبيانات لحظياً في الوقت الحقيقي، هو السبب الذي جعل شركة (إنتل)، أكبر صانع للمعالجات عالمياً، تبذل قصارى جهدها للحاق بشركة (إنفيديا) في تقديم تقنية معالجات سريعة تناسب هذه المركبات».

منافسون آخرون

هنا يثار تساؤل مهم وهو: «هل يعدّ هذا التصرف الاستباقي بالفعل انتصاراً لـ(فورد) في مضمار (مركبات التشغيل الذاتي) و(السيارات ذاتية القيادة)»؟

وطبقاً لما أورده تقرير «سي آي أو» من آراء حول هذه النقطة، فإن «فورد» تعدّ رائدة في تطوير تقنية «التشغيل الذاتي»، لكنها في حقيقة الأمر تواجه منافسة كبيرة غير معتادة بالنسبة لها. فهناك العديد من المشروعات المماثلة لدى العديد من مصنعي السيارات الآخرين، يتوقع الكشف عن نتائج البعض منها في المعرض.

وتتضمن القائمة، المشروع الذي أعلنت عنه «فولفو» في سبتمبر 2016، ودخلت بموجبه في مشاركة مع شركة أميركية - سويدية لنظم الأمان في السيارات، لتأسيس شركة مملوكة بشكل مشترك، هدفها تطوير «برمجيات القيادة الذاتية»، ومقرها السويد، وبدأت عملها بنحو 200 متخصص، ومن المخطط أن يصلوا إلى 600 موظف.

وهناك المشروع المشترك بين «هوندا»، و«ألفابيت غوغل»، الذي تشرف عليه من جانب «هوندا» وحدة البحوث والتطوير التابعة لها. ويركز التعاون بين الشركتين على إحداث تكامل، وربط تام لتقنية «وايموس» من «ألفابيت غوغل» لـ«مستشعرات القيادة الذاتية الكاملة»، والبرمجيات ومنصّة الحوسبة داخل مركبات «هوندا».

«ألفابيت غوغل»

هناك أيضاً مشروع «فيات» و«كرايسلر» و«ألفابيت غوغل» للغرض نفسه، الذي أعلن عنه في 28 أبريل 2016، حيث تتعاون الشركات الثلاث لإنتاج «سيارة ذاتية القيادة».

وتمتلك «فولفو» أيضاً مشروعاً مماثلاً، بدأ منذ وقت مبكر، ففي 18 نوفمبر 2015 نشرت صوراً وتفاصيلاً حول سيارتها الاختبارية «السيدان ذاتية التشغيل»، وذلك ضمن كتالوج لأسطول من السيارات، قالت الشركة إنها «ستكون على الطرق في جوتنبرج بالسويد خلال عام 2017».

أما «جنرال موتورز»، فأعلنت في 11 مارس 2016، أنها استحوذت على شركة «كروز» المتخصصة في إنتاج تقنيات «المركبات ذاتية التشغيل»، لتسريع جهودها الخاصة بتطوير «السيارات ذاتية القيادة».

وتقوم «جنرال موتورز» حالياً بتصنيع «شيفروليه» و«بويك» و«كاديلاك» وغيرها، وشراء تقنية «كروز» يعني أنها جادة للغاية في طرح «سيارات ذاتية القيادة» في الأجل القصير.

السيارات المميكنة

في اليابان، أعلنت «تويوتا» في السابع من أكتوبر 2015 أنها تجري اختبارات على تقنية للسيارات المميكنة، أطلقت عليها «رفيقة الطريق السريع». وتخطط الشركة لإطلاق «سيارات ذاتية القيادة»، مبنية على هذه التقنية في عام 2020.

وقالت الشركة إنه «تم اختبار هذه التقنية على أحد الطرق السريعة بطوكيو، من خلال سلسلة من تجارب المناورة، التي تشمل مجموعة متنوّعة من الوظائف المميكنة أثناء القيادة، كالدخول والخروج من الطرق، والميادين وغيرهما».

وكل هذه المشروعات وغيرها، تؤكد أن «فورد» متقدمة، لكنها ليست منتصرة بصورة حاسمة، فالمنافسة مشتعلة، والشركات الأخرى لديها ما لم تكشف عنه بعد.

تويتر