شكّلت تحالفاً يضم «جاغوار» و«ديل» و«إنفيديا» و«إتش تي سي»

شركات تستخدم تقنية «الواقع الافـــتراضي» لتسويق السيارات بأسلوب تشويقي

«جاغوار» تسعى للوصول إلى طرق جديدة لدفع الناس للشراء وإيجاد عمليات طلب شراء سهلة وسريعة. أرشيفية

بدأ تحالف من شركات سيارات وتقنية معلومات، الأسبوع الجاري، التطبيق الفعلي لعرض وتسويق وبيع السيارات عبر صالات عرض تتضمن نظارات رأس تعمل بتقنية «الواقع الافتراضي»، من دون أن توجد السيارات المعروضة للبيع فعلياً.

وتتمثل هذه الوسيلة الجديدة في أن يضع المشتري النظارة على رأسه ليرى عرضاً مميزاً مشوقاً رائعاً، يقدم له السيارة منذ أن كانت مجرد فكرة في ذهن مصمميها، إلى أن أصبحت كياناً فعلياً يسير على الطريق، بما يتضمنه ذلك من تفاصيل كاملة حول المكونات، ومراحل التصميم والتصنيع، والمزايا والخصائص، واللمسات النهائية، والخيارات التي تملكها السيارة، وإمكان تجربة كل شيء والتعرف عليه، من لمس كل قطعة في السيارة، إلى اختبار القيادة، والتعرف على كل خاصية أو ميزة، واحدة تلو أخرى.

تحالف الشركات

يضم التحالف كلاً من شركة «جاغوار» لصناعة السيارات، وشركة «ديل» لأجهزة الكمبيوتر، وشركة «إنفيديا» لصناعة بطاقات الرسوميات عالية الأداء، وشركة «إتش تي سي» للأجهزة المحمولة.

وقد أعلن التحالف عن هذه الخطوة رسمياً، ودعا مجموعة من المحللين والخبراء ومحرري صفحات التقنية والسيارات لزيارة صالة عرض تعمل بهذا الأسلوب في إحدى المدن الأميركية، الأسبوع الجاري، لمعايشة التجربة كاملة على أرض الواقع، مع عملية تسويق للسيارة «جاغوار آي بيس» بهذا الأسلوب، وهي لاتزال في مراحلها الاختبارية، ولم تُنتج بعد. وقد نشر العديد من مواقع التقنية تقارير عن هذا الحدث، كان من بينها موقع «تيك نيوز وورلد» technewsworld.com الذي قدم محلل فيه تقريراً من واقع المعايشة التي قام بها.

الواقع الافتراضي

اختار تحالف «جاغوار ـ ديل ـ إتش تي سي ـ إنفيديا» تقنية «الواقع الافتراضي»، نظراً إلى أنها التقنية الأكثر نضجاً، والأقل احتياجاً للبنية التحتية التي تعمل من خلالها، والأكثر معايشة من قبل نطاق واسع من الجمهور، وهي تقنية مكتملة، يمكن أن تضع المشتري في بيئة مكتملة، كما أن هناك عروضاً وتطبيقات بالواقع الافتراضي منخفضة المستوى تستخدم الهواتف الذكية، وأخرى رفيعة المستوى تستخدم أجهزة الكمبيوتر الشخصية عالية المواصفات، ومحطات العمل، ونظارات الرأس من شركات مثل «إتش تي سي»، و«أوكيلوس ريفت» التابعة لـ«فيس بوك»، وهي شركات قادرة على تحقيق خبرة وتجربة يصعب التفريق بينها وبين الواقع الحقيقي.

تسويق مختلف

تحالفات وتقنيات

لا يعد تحالف «جاغوار» وشركائها من شركات التقنية، الوحيد الذي يعمل على الساحة، فهناك تحالف آخر يضم «أودي» الألمانية لصناعة السيارات، و«إنفيديا» و«إنتل».

كما أن تقنية «الواقع الافتراضي» ليست الوحيدة الجاري اختبارها، فهناك تقنية «الواقع المعزز» التي تدعمها شركة «غوغل» الأميركية، و«الواقع المختلط» التي تدعمها «مايكروسوفت» و«إنتل»، وغيرهما.

الهدف من المشروع ككل هو التوصل إلى آليات وتكتيكات تسويق مختلفة وجديدة، تساعد المشتري على الفهم واتخاذ قرار سليم، كما تساعد البائع على توصيل ما لديه بصورة أفضل وبكلفة أقل، وبخبرة استخدام أكثر غنى وعمقاً.

وترى «جاغوار» و«أودي» وغيرهما من شركات السيارات، أنه لابد من معرفة كيفية الوصول إلى طرق جديدة لدفع الناس للشراء، وكيف يمكن المساعدة في إجراءات وعمليات طلب الشراء، لتصبح سهلة وسريعة وبإجراءات أقل.

صالة التسويق

تعد صالة التسويق المعتمدة على تقنية الواقع الافتراضي، فضاء صغيراً لدى الوكيل أو الموزع، يضم منضدة دائرية يجلس حولها المختص في التسويق مع المشتري المحتمل الذي يرتدي نظارة الواقع الافتراضي، ليرى طيفاً كاملاً من الخيارات، كما لو كانت سيارة العميل المثالية موجودة بالفعل.

وهنا، وعبر هذه التقنية، فإن الخيارات موجودة في اللمسات النهائية للمركبة بالداخل والخارج، فضلاً عن الألوان والخصائص والوظائف، ما يمكن المشتري من تجربة كل خاصية أو وظيفة أو حزمة من الخيارات كما يريد، كما لو كان يقود السيارة بالفعل.

وبذلك غير هذا التحالف طريقة العرض من مجرد كونها عرض سيارة، إلى عرض للقصة الكاملة للسيارة بكل خلفياتها وتاريخها وتشابكاتها، ما يجعلها قصة مقنعة، والفرق بينها وبين التسويق العادي، مثل الفرق بين رؤية الممثلين وهم يتعرضون لإطلاق النار، مقابل معايشة هذا الفن وهو يصنع.

تجربة عملية

في التجربة العملية تبدأ الجولة باصطحاب المشتري إلى محطة فضاء مدارية، ثم تتوالى المشاهد لتأخذ المشتري وتتجول به عبر عملية ميلاد السيارة، وتصميم وإنتاج كل مكون من مكوناتها، وعرض وشرح القصص الخلفية الخاصة بهذه المكونات.

ويعود المشتري في المشاهد التالية إلى الأرض، فيرى السيارة المكتملة تمضي على الطريق بكامل أدائها، وحينئذ يمكنه إيقافها وفتحها، والدخول إليها، والجلوس خلف عجلة القيادة، واستخدام كل المزايا والخصائص المعروضة، ويمكنه أن يحاور كبار المصممين والمهندسين، ومسؤولي التسويق والبيع وخدمة ما بعد البيع في «جاغوار» والمتعاملين معها ووكلاءها، ليستعين بهم في معرفة سبب وجود كل خاصية أو ميزة، وآلية عملها.

وفي النهاية، يخرج المشتري من هذه التجربة ولديه فهم عميق عن الأسباب التي جعلت السيارة جاءت على النحو، ما يساعد في تحقيق أعلى مستويات الرغبة لديه، وفي الوقت نفسه لديه خيارات التسويق والشراء كاملة، نقداً أو بالتقسيط، ومواعيد الاستلام.

الألعاب الإلكترونية

قال مسؤولو «جاغوار» و«ديل»، بعد انتهاء عرض هذا الأسلوب على المدعوين، إن ما تم تقديمه في التجربة ليس سوى البداية، فمع الوقت سيتسع نطاق هذا الأسلوب، إذ إن من المخطط أن يحدث تداخل وتمازج كبير بين صناعة الألعاب الإلكترونية وصناعة السينما، وأسلوب تسويق السيارات الفعلية. ففي المستقبل القريب ستكون الألعاب الإلكترونية في مجال السيارات وسيلة تسويق فعالة وممتعة للسيارات، فتارة يمكن أن تظهر السيارات المطلوب تسويقها ضمن ألعاب السيارات التي يهواها الملايين حول العالم، لتكون السيارة الفعلية بطلة لعبة، ويمكن تسويقها من خلالها، وتارة تتم الاستعانة بتقنيات الألعاب الإلكترونية في عروض التسويق نفسها المطبقة داخل صالات العرض، فيمارس المشتري ألعاب السيارات داخل صالة العرض جزءاً من عملية الشرح والتعرف على المزايا. كما يمكن لأفلام السيارات أن تدخل على الخط، فتصبح سيارتك أو السيارة التي تريد الشركة بيعها لك، بطلة فيلم سينما سيارات تخيلي.

تويتر