دفع الصراع الدائر حالياً بين عمالقة شركات التقنية على الجيل الجديد من نظم الاتصالات المتكاملة، المعروفة باسم «الاتصالات كلية الوجود»، وما تحمله من فرص هائلة للعمل والربح، شركة «غوغل» للتفتيش عن خدماتها ومنتجاتها القديمة، بحثاً عن أداة للمنافسة في هذا الصراع، حيث وجدت ضالتها في خدمتها الصوتية «غوغل فويس»، التي كانت قد أطلقتها في 11 مارس 2009، ثم تركتها بعد ذلك مدة سبع سنوات و10 أشهر تقريباً بلا تطوير أو اهتمام يذكر. وأعلنت أخيراً إحداث تطوير شامل لهذه الخدمة، وتزويدها بتحديثات مهمة تجعلها جزءاً حيوياً من حزمة «جي» للخدمات والبرمجيات الإنتاجية التي توفرها «غوغل» لمتعامليها وزبائنها، وقررت طرح هذه الخدمة في شكلها الجديد خلال الأسابيع المقبلة، لتشكل رأس حربة في صراعها مع منافسيها الرئيسين في هذا السياق، وهما شركتا «سيسكو» و«مايكروسوفت»، أكبر اللاعبين في سوق «الاتصالات كلية الوجود». ونشرت «غوغل» تفاصيل هذا التحرك في بيان مطول عبر مدونتها الرسمية https:/‏‏‏‏‏/‏‏‏‏‏blog.google، موضحة أن الهدف الرئيس من التحديث الذي تم على «غوغل فويس» هو إحداث التكامل والربط التام بين هذه الخدمة وحزمة برمجيات وتطبيقات «غوغل» الإنتاجية التي تعمل معاً كبيئة عمل مترابطة، يفيد كل منها الآخر ويستفيد منه، أي ستصبح في حالة «تآزر» وتمازج تام مع «جي ميل» وغيرها من الخدمات الأخرى.

خصائص جديدة

وأفادت «غوغل» بأن التحديث الأخير لـ«غوغل فويس» يضيف الكثير من الخصائص التي لم تكن موجودة فيها من قبل، مثل دعم الرسائل متعددة الوسائط على جميع المنصات التقنية وشبكات الاتصالات، فضلاً عن دعم خاصية مجموعات الرسائل، وتنبيهات الاستجابة والرد، إضافة إلى اللمس ثلاثي الأبعاد لمستخدمي هواتف «آي فون»، ونسخ البريد الصوتي وتحويله إلى نصوص وغيرها، مبينة أن «غوغل فويس» تعتمد على فكرتي «الرقم الموحد» وبنية الاتصالات التحتية المتمازجة.

وللوقوف على أبعاد هذا التحرك، وفّرت «غوغل» شرحاً مستفيضاً حول خدمة «غوغل فويس» بعد تحديثها، وجاء فيه أن هذه الخدمة تعد إحدى نظم «الاتصالات كلية الوجود»، التي يقصد بها نظم الاتصالات التي تجعل المكالمات الخاصة بالشخص في متناول يده، في جميع الأوقات وكل الأماكن، عبر جميع وسائل الاتصال المتاحة، وهو المفهوم الذي يعتمد بالأساس نظامين، الأول نظام الترقيم الدولي الموحد الذي يمنح الشخص الواحد رقماً واحداً موحداً، تترابط فيه جميع أرقام هواتفه ووسائل اتصاله الأخرى، والثاني البنية التحتية الاتصالية المتمازجة، التي تترابط فيها الشبكات الأرضية والإنترنت والـ«واي فاي» والشبكات المحمولة وشبكات المعلومات الخاصة والمغلقة وشبكات المؤسسات مع بعضها بعضاً، لتشكل مزيجاً تنساب فيه المكالمات من شبكة إلى أخرى، ومن أداة اتصال لأخرى بمنتهى السلاسة، لتحقق اتصالاً متواصلاً لا ينقطع، حتى بخروج المكالمة من شبكة ودخولها أخرى، ومن أداة إلى أخرى، ومن مكان إلى آخر.

تحويل المكالمات

وللتوضيح أكثر، بينت «غوغل» في بيانها، أنه لو كنت تعمل في شركة كبرى ذات فروع، ونسيت هاتفك المحمول في المنزل، ولم تكتشف ذلك إلا بعد وصولك إلى العمل، لكنك كنت تنتظر مكالمات مهمة، فإنه بفضل «غوغل فويس» سيرن هاتف المكتب ويستقبل المكالمات التي كانت موجهة أصلاً إلى هاتفك المحمول، لكنك في اللحظة نفسها ستتذكر أن خط الهاتف الثابت في المكتب معطل أو لا يوجد أصلاً خط أرضي، وهنا لن تشعر بمشكلة، لأنه «غوغل فويس» ستعمل أيضاً على تحويل مكالماتك التي كانت موجهة أصلاً إلى الهاتف المحمول إلى حاسبك المحمول المتصل بالإنترنت عبر شبكة لاسلكية وليست أرضية، والذي ستستخدمه في هذه الحالة ليس فقط لتلقي المكالمات، بل وإرسالها أيضاً. وفي لحظة ما يصلك هاتفك المحمول الذي نسيته بالمنزل، وساعتها ستفضل استكمال الاتصال من خلاله. وبفضل «غوغل فويس» سيدخل هاتفك المحمول إلى دائرة الاتصالات، ويكون أداتك في استكمال المكالمات.

إعادة توجيه

وأضافت «غوغل» أن دخول «المحمول» كوسيلة تواصل لا يمنع حاسبك المحمول من تسجيل المكالمات وتحويل الصوت الوارد فيها إلى نصوص أو تسجيلها كأصوات، والاحتفاظ بها، أو إعادة توجيهها في صورة نصية أو مسموعة، للأصدقاء والأقارب والمتعاملين والزملاء في العمل، أو استقبال مكالماتهم ورسائلهم كنصوص أو ملفات مسموعة.