رغم حصولها على براءة اختراع جديدة لجهاز يدوي قابل للطيّ يجمع «التابلت» و«المحمول» معاً

شكوك حول قدرة «مايكروسوفت» على الخروج من عثرتها بالحوسبة المحمولة

براءة الاختراع الجديدة أضافت المزيد من الغموض حول مستقبل أجهزة «مايكروسوفت» اليدوية والمحمولة. من المصدر

صدق مكتب براءات الاختراع الأميركي، أخيراً، على براءة اختراع جديدة تقدمت بها شركة «مايكروسوفت»، تخص جهازاً محمولاً جديداً قابلاً للطي، ويؤدي وظائف الحاسب اللوحي والهاتف الذكي معاً. وبمجرد ظهور صورة البراءة، انطلقت تعليقات كثيرة حول ما إذا كان هذا القرار مقدمة لخطة تستهدف إخراج «مايكروسوفت» من عثرتها الواضحة في مجال الحوسبة المحمولة، والتي يتمثل أبرز أوجهها في حصول هواتف «ويندوز فون» الذكية على حصة 1% فقط من سوق الهواتف الذكية عالمياً، فيما يتصدر كل من نظامي التشغيل «أندرويد» و«آي أو إس» الأسواق بلا منازع.

- براءة الاختراع قدمت عام 2014.. وتم التصديق عليها في 17 يناير الجاري.

- إعادة إحياء مشروع «كورير» بعد فشله وإلغائه في عام 2009.

ومن جملة المراجعات، التي أجرتها «الإمارات اليوم» للتعليقات والتقارير الخاصة بهذه الخطوة، بدت معظم الآراء متشككة في قدرة هذه البراءة أو الاختراع الجديد على تقديم نقلة نوعية لـ«مايكروسوفت»، تخفف أزمتها في سوق الحوسبة المحمولة، على الأقل في الأجل القصير.

مشروع «كورير»

معلومات مقتضبة

قدم ملف التعريف، الذي ظهر على موقع مكتب براءات الاختراع الأميركي، الذي صدق على براءة الاختراع الجديدة لشركة «مايكروسوفت»، تفاصيل مقتضبة للغاية حول هذه البراءة، حيث ذكر أنها تخص أداة محمولة قابلة للطيّ، يمكن أن تجمع بين وظائف الحاسب اللوحي، والهاتف الذكي، توضع بالجيب، وفيها مساحة للعرض، قابلة للطيّ والتكبير أيضاً.

وأفاد موقع «بي سي ورلد» pcworld.com، في تقرير له حول هذه الأداة، بأنه لا ينبغي الإسراف في التفاؤل بشأن ما يمكن أن تحققه أو تنتهى إليه، لأن البراءة قدمت رسمياً في عام 2014، ولم يتم إقرارها إلا في 17 من يناير الجاري، وهي في جوهرها امتداد لفكرة قديمة روجتها «مايكروسوفت» عام 2009، عبر مشروع أطلقت عليه «كورير»، وكان أيضاً هاتفاً محمولاً وحاسباً لوحياً قابلاً للطي، وتم إلغاؤه في النهاية.

وللحصول على خلفيات أوسع، بحثت «الإمارات اليوم» في أرشيف «مايكروسوفت» عن مشروع «كورير»، فتبين أنه مشروع استهدف تخطي المنافسة مع حاسبات شركة «أبل» اللوحية وعلى رأسها «آي باد» عند بداية طرحها في ذلك الوقت، وتم تصميمه ليعمل كمخطط للأعمال اليومية، وكحاسب محمول يسمح بتتبع المواعيد وقوائم المهام، وجهات الاتصال، كما أن له من المرونة ما يسمح بتكوين رسوم أصلية واسكتشات باستخدام تطبيقات مثل برنامج «مايكروسوفت بينت» للرسم، وكذلك كتابة الملاحظات وأخذ اللقطات والبحث على «الويب»، والعمل أيضاً كقارئ إلكتروني.

مواصفات

1 %

حصة هواتف «ويندوز فون» من سوق الهواتف الذكية عالمياً.

ومن حيث المواصفات، كان المفترض أن يعمل جهاز «كورير» بشاشتين مقاس كل منهما سبع بوصات، وتقبلان بالكتابة عليهما باليد من خلال الملامسة المتعددة بالأصابع أو بقلم خاص، إذ إنه لا يوجد فيه أي نوع من لوحات المفاتيح، ويعتمد بالكامل على الكتابة باليد وتطبيقات التعرف إلى الحروف. وتتصل الشاشتان بمفصل مرن في المنتصف، يسمح للجهاز بأن يغلق مثل الكتاب، كما أن المفصل نفسه فيه المفتاح الرئيس، والمؤشرات التي تظهر الإشارات اللاسلكية وحالة البطارية. وكان من المفترض تزويد «كورير» بخاصية «واي فاي» وكاميرا خلفية، ولم يكن واضحاً وقتها ما إذا كان هذا الجهاز سيتضمن كاميرا «ويب» أو فيديو أم لا.

فكرة واحدة

وبمقارنة مشروع «كورير» مع ما هو متاح عبر المواقع المختلفة عن براءة الاختراع الجديدة، اتضح أن روح الفكرة تكاد تكون واحدة، وأن «مايكروسوفت» لم تتخلَّ تماماً عن فكرة المنتجات اليدوية القابلة للطي التي تنجز أكثر من وظيفة، والتي جرى تعريفها في وقت سابق تحت اسم «الفابليت»، والتي تجمع بين الهاتف والجهاز اللوحي معاً.

ويمكن اعتبار براءة الاختراع الجديدة عملية توسعة للمفهوم الذي قام عليه «كورير» ومفهوم «الفابليت»، فهي تحاول الحفاظ على فكرة «الوضع في الجيب» التي تمثل أفضل ميزات الهواتف المحمولة الذكية وغير الذكية بالنسبة للمستخدمين، وفي الوقت نفسه تحقيق ميزة الشاشة الكبيرة سهلة القراءة، ولوحة المفاتيح المريحة. لكن الجمع بين الامور الثلاثة لا يمكن تحقيقه إلا في ظل وجود المرونة الكافية، التي تسمح بطيِّ الشاشة ولوحة المفاتيح في مكان صغير، ما يجعل الجهاز قابلاً للوضع في الجيب، مع الحفاظ على الوزن والسمك المناسبين اللذين اعتادهما المستخدمون.

نافذة نجاح

يشير الكثير من التحليلات إلى أن «مايكروسوفت» تتطلع، من خلال «البراءة الجديدة»، إلى فتح نافذة نجاح جديدة في مجال الحوسبة المتنقلة، تخفف عنها وطأة التعثر التي تعانيها جميع أجهزتها المتنقلة، ونسخ نظام تشغيل «ويندوز» المخصصة لها، إذ تطرح «مايكروسوفت» حالياً حاسبات لوحية تحت اسم «سيرفس» تعمل بنسخ مخصصة من «ويندوز 10»، ولديها كذلك هواتف ذكية تحت اسم «ويندوز فون»، تعمل بنسخ أخرى من «ويندوز»، فضلاً عن هواتف يجري تصنيعها بمعرفة شركاء لـ«مايكروسوفت»، مثل «إتش بي» و«آيسر»، وفي الحالتين هناك طرز متنوعة. ووسط هذه الضجة الكبيرة لاتزال حصة «مايكروسوفت» في سوق الحوسبة المتنقلة قليلة للغاية، إذ تبلغ حصة هواتف «ويندوز فون» الذكية 1% فقط من سوق الهواتف الذكية عالمياً.

مشكلات

شكك الكثير من المحللين في أن براءة الاختراع الجديدة يمكن أن توفر مخرجاً كافياً من مشكلات «مايكروسوفت» بسوق الحوسبة المحمولة، على الأقل خلال الفترة الحالية التي لا تتوافر فيها معلومات كافية عن الجهاز الذي سينتج على أساسها، إذ ستقود حالة الغموض وعدم الوضوح إلى المزيد من المصاعب التي تواجه منتجات «مايكروسوفت» اليدوية بمختلف طرزتها وفئاتها، لأنه ليس من المعروف ما إذا كانت منتجات «سيرفس» للحاسبات اللوحية ستعمل كهواتف، أو ما إذا كانت هواتف «ويندوز فون» الذكية ستظل مجرد هواتف أم تتحول إلى حاسبات لوحية أيضاً، ما يعني وجود حالة من التخبط تجعل المستهلكين أكثر انصرافاً عن هذه الضجة، والتوجه للمنتجات الأكثر وضوحاً واستقراراً لدى شركات أخرى.

تويتر