مر بـ 3 مراحل تطور وصولاً إلى دخول عصر الحوسبة السحابية بـ «النانو سيرفر»

«ويندوز سيرفر 2016» يتيح التحكم الكامل في نظام تشغيل الحاسبات الخادمة عن بُعد

«مايكروسوفت»: مع «النانو سيرفر» يمكن لأي شخص شراء خادمه الخاص وتركيبه وتشغيله. من المصدر

أجرى موقع «سي آي أو» cio.com، المخصص للمديرين التنفيذيين لتقنية المعلومات في المؤسسات والشركات، بمناسبة إطلاق شركة «مايكروسوفت» النسخة الجديدة من نظام التشغيل الخاص بالحاسبات الخادمة «ويندوز سيرفر 2016»، مراجعة لما شهده هذا النظام من تطور على مدى 25 عاماً، منذ إطلاقه عام 1991، موضحين أن «ويندوز سيرفر» شهد، خلال ربع قرن، أربع مراحل من التطور، شملت فترة الجماهير وعصر المؤسسات ومرحلة مراكز البيانات، وأخيراً حقبة الحوسبة السحابية تحت شعار «النانو سيرفر»، أو نظام تشغيل الحاسبات الخادمة الفائق الصغر.

وأفاد الموقع بأن نسخة «ويندوز سيرفر» الجديدة تختفي منها واجهات التشغيل، التي يمكن الوصول إليها من خلال الحاسب الذي يتم تثبيته عليه، والمصممة كلياً بحيث تتيح التحكم الكامل في النظام عن بعد، في جميع المراحل، بدءاً من التثبيت والتركيب والتشغيل، وانتهاء بالدعم والصيانة، وتثبيت البرمجيات والتطبيقات، وإدارة الشبكات وخلافه.

نسخة جديدة

ومع إعلان شركة «مايكروسوفت»، خلال الشهر الجاري، عن نسخة 2016 من نظام التشغيل الخاص بالحاسبات الخادمة «ويندوز سيرفر 2016»، يكون هذا النظام بلغ عيد ميلاده الفضي، أي مضى عليه 25 عاماً، وهو قيد التشغيل والتطوير في عالم الحاسبات الخادمة. والأهم في هذه النسخة أنها تدشن انتقال نظم الحاسبات الخادمة إلى حقبتها الرابعة، وهي تحمل شعار «النانو سيرفر»، أو نظام التشغيل الذي يتسم بالبساطة والكفاءة والسرعة والسهولة، والاستجابة لأي تطبيقات أو خدمات يتم تشغيلها من خلاله، ما يجعله يعمل عن بعد بصورة كاملة ومطلقة، ولا تكون هناك حاجة، بل وربما إمكانية، لتشغيله من الحاسب أو الجهاز الذي يتم تحميله عليه محلياً.

نظم مختلفة

وتختلف نظم تشغيل الحاسبات الخادمة عن نظم تشغيل الحاسبات المكتبية والمحمولة واليدوية كلياً، إذ إنها مخصصة لتشغيل الأجهزة المسؤولة عن إدارة شبكات المعلومات والبيانات ومواقع الإنترنت، وشبكات التخزين العملاقة وغيرها، إذ إنها تعتبر منطقة «العقل»، أو نقطة الالتقاء والتوزيع والاستجابة، وخدمة أي طلبات أو احتياجات تصل إليها من الحاسبات الشخصية والمحمولة والمكتبية، المتصلة بالشبكات العاملة عليها داخل المؤسسات والشركات ومواقع الإنترنت، وبالتالي هي أعلى تعقيداً وتركيباً وقوةً، وتحتاج إلى خبرات مختلفة تماماً في التهيئة والإعداد والتشغيل والصيانة والدعم والتطوير. واستقبل المحللون والمتخصصون في نظم تشغيل الحاسبات الخادمة الإصدار الجديد من «ويندوز سيرفر» باهتمام خاص، بعد أول ظهور لهذه النوعية من نظم التشغيل بشكل تجريبي عام 1991، حينما كانت تحمل اسم «ويندوز إن تي 3.1». وبهذه المناسبة، أجرى موقع «سي آي أو» cio.com، المخصص للمديرين التنفيذيين لتقنية المعلومات في المؤسسات والشركات، مراجعة لما شهدته نظم الحاسبات الخادمة من تطور خلال هذه السنوات، وما تحمله نسخة «ويندوز سيرفر» الجديدة من مزايا وإضافات جديدة.

وتضمنت المراجعات لقاء مطولاً مع رئيس فريق مهندسي برمجة خدمات المؤسسات السحابية في «مايكروسوفت»، وأحد أكبر المسؤولين عن «ويندوز سيرفر 2016»، جيفري ستوفر.

عصر الجماهير

وحسب مراجعة «سي آي أو» الطويلة، فإن نظام تشغيل الحاسبات الخادمة «ويندوز سيرفر» شهد، خلال ربع قرن، أربع حقب أو مراحل من التطور، تعتبر في حد ذاتها استجابة وتجسيداً لما شهدته صناعة البرمجيات وتقنية المعلومات عموماً من تطور، فالإصدارات الأولى من النظام كانت مناسبة لما عرف بحقبة أو مرحلة «عصر الجماهير العريضة»، والتي حاول فيها «ويندوز سيرفر» الخروج بخدمات وإمكانات الحاسبات الخادمة إلى أكبر قدر ممكن من المستخدمين، بأقل قدر ممكن من التعقيد في التشغيل والإدارة والدعم والصيانة.

فترة المؤسسات

وجاءت بعد ذلك الإصدارات التي كانت تناسب «عصر المؤسسات»، وهي الفترة التي جرى التركيز فيها على أعمال المؤسسات والشركات من مختلف الأنواع والأحجام، خصوصاً في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين، مع الموجة العاتية الأولى لانتشار الإنترنت، ودخولها مرحلة الاستخدام التجاري على النطاق الواسع والكبير، والذي كان محوره تطوير أعمال الشركات والمؤسسات، سواء الكبيرة أو المتوسطة أو الصغيرة والناشئة.

مرحلة مراكز البيانات

أما المرحلة الثالثة، فظهرت فيها الإصدارات والنسخ التي تناسب حقبة أو عصر «مراكز البيانات»، وهي المرحلة التي حاولت تقديم حلول تستوعب الانفجار الكبير في توليد وتداول البيانات والمعلومات، وتحول شبكات المعلومات داخل المؤسسات إلى بنية تحتية تدعم مراكز كبرى للبيانات وإدارة المعلومات، سواء في ما بين الإدارات الداخلية للمؤسسة أو الشركة، أو بينها وبين متعامليها، أو بينها وبين جمهورها العريض من الموردين والمستهلكين النهائيين.

الحوسبة السحابية

وأخيراً.. وصل الأمر إلى المرحلة الرابعة، وهي حقبة أو عصر «الحوسبة السحابية»، التي تقوم في جوهرها على نقل قوة الحوسبة، والبرمجة والتخزين وإدارة البيانات والمعلومات إلى شبكة معلومات كبرى، تتجاوز حدود الشركة، وربما حدود البلد بأكمله، لتحلق في الفضاء الإلكتروني في مكان ما على الإنترنت، أو يمكن الوصول إليه عبر الإنترنت، لتقدم خدماتها الكاملة عن بعد، إذ يعمل «ويندوز سيرفر»، من خلالها عبر التحكم الكامل عم بعد، وهذا أهم ما تقدمه نسخة «ويندوز سيرفر» في عيد ميلادها الفضي، وفقاً لجيفري ستوفر.

مستقبل أكثر سهولة

إن هذه التنقلات الأربع في تاريخ «ويندوز سيرفر» تجعله، من وجهة نظر محللي «سي آي أو»، ينطلق نحو مستقبل أكثر سهولة، ويستندون في ذلك إلى ما طرحه ستوفر من رؤى وتوقعات، فالنسخة الجديدة منه تختفي منها تقريباً واجهات التشغيل التي يمكن الوصول إليها، من خلال الحاسب الذي يتم تثبيته عليه، ومصممة كلية بحيث تتيح التحكم الكامل في النظام عن بعد، في جميع المراحل، بدءاً من التثبيت والتركيب والتشغيل، وانتهاء بالدعم والصيانة وتثبيت البرمجيات والتطبيقات وإدارة الشبكات وخلافه. ووصف ستوفر هذا الأمر بقوله: «إنك تتعامل الآن مع (ويندوز سيرفر)، خلال فترة التركيب والتشغيل، وبعد التشغيل لا يكون هناك (سيرفر) أو خادم، بل واجهة تشغيل عن بعد تقدم لك طيفاً واسعاً من الخدمات بسهولة ويسر، وهذه الواجهة تجسد مفهوم (النانو سيرفر)، أو نظام تشغيل الحاسبات الخادمة الفائق الصغر، الأكثر خفة وسرعة وسهولة في التشغيل على الإطلاق».

«النانو سيرفر»

وأضاف ستوفر أن «الوصول إلى مرحلة (النانو سيرفر) ليس قفزة مفاجئة، إذ إن (ويندوز سيرفر) نجح، إصداراً بعد آخر، في إضافة العديد من المزايا والوظائف، من أدوات إدارة المعاملات إلى خوادم (الويب)، وإلى أوعية التخزين المدارة بالبرمجيات والشبكات، وإدارة البيئات الافتراضية»، مشيراً إلى أنه «في غضون ذلك، كانت الزيادة المستمرة في قائمة المزايا والوظائف الإضافية، وخيارات الإدارة والتشغيل تتغير بصورة تدريجية، حتى وصلنا إلى النقطة التي لم يعد فيها (النانو سيرفر) مجرد نسخة من (ويندوز سيرفر 2016) وواجهات رسومية على الإطلاق، بل أصبح يدار كلياً عن بعد». وذكر أنه «مع (النانو سيرفر) يمكن لأي شخص شراء خادمه الخاص، وتركيبه وتشغيله، وهذا أمر مهم بالفعل بمقاييس فترة ميلاد (ويندوز سيرفر في عام 1991)».

تويتر